المتقنون لفنون الحرب

آراء

«المتقنون لفنون الحرب» هؤلاء هم عيال زايد، المدنفون بالحب، الفائضون وعداً وعهداً، ومداً وسداً، الذاهبون بالوطن نحو غايات الكرامة والشرف الرفيع، هم الشامة والعلامة، هم القامة والقيامة، هم في ساحات الوغى أسود ورعود وصقور، في «رعد الشمال» تراهم أوتاداً شامخة راسخة، هم عمالقة السؤدد والمدد، أنشد الطير في سجاياهم، وغنى الشجر، وفاضت الأرض، من طرق خطواتهم وأبابيلهم، هم للإمارات سياج وسراج، هم للقيادة نهج مبتهج، أثروا المعاني بجليل العطاء والولاء والوفاء والانتماء، هؤلاء هم عيال زايد، أيقظوا سبات العروبة حين زلزلوا وجلجلوا، وتوغلوا وأوغلوا صوت الحديد في أتون العدو، ومتونه، هم هؤلاء الرجال والأنصال حين عز الوصال كانوا هم، بوح المقال، وصليل السجال، هم في المجال كواكب ومناكب، وسواكب ومذاهب، وعواقب، ورواهب، هم الشهب والنجب، هم الذين أعلنوا عن فتح وشرح، وقدح، فراجت جباههم في الأرجاء والأنحاء، هيضوا التعنت، وروضوا التزمت، وبالإرادة الأمينة ساموا العِدا سوط عذاب، جعلوا النهيق والزعيق يباباً واكتئاباً، وأضاءوا سماء الوطن بقناديل النصر المبين، ظافرين فائزين على المعتدي اللعين، ومن أجل يمن العروبة والشرعية، أرخصوا الأرواح، وجاهدوا بالنفس والنفيس..

هؤلاء هم أبناء زايد، أحفاد المهلب بن أبي صفرة، هناك عند الثغور صقور، والفرد منهم أسد هصور، فبالطلقة المتقنة أثخنوا من خذل ومن تنازل عن عروبته جراحاً، وقراحاً، هم هؤلاء اليوم أسماؤهم على لسان الطير وشفة الموجة، وعند بريق النجوم، وهامات الغيوم، ينسجون خيوط المجد، برخاء وثراء، ويحدبون في الأرض، سعياً لنصر مؤزر، ولا يخطبون إلا ود الحقيقة، ورضا الحق. هؤلاء هم عيال زايد، شدوا الوثاق، رافعين الأعناق، وبكل الأشواق هم يصبون إلى النصر أو الشهادة، معلنين للعالم أجمع أن الإمارات قيادة وشعباً في الصف الواحد، في الرؤية الواحدة، ومن أجل الإمارات لا صوت يعلو فوق صوت حبها وسيادتها، ومنجزاتها ومكتسباتها، ومن يراهن على غير ذلك، فهو في الدرك الأسفل من البؤس، هو في وادٍ سحيق، لا زرع فيه ولا ضرع.

هؤلاء هم عيال زايد، علمونا كيف تكون التضحيات، وكيف تكون المبادئ كالمصابيح، عندما يكون الرجال النار الموقدة، والجمرات المصهدة، علمونا كيف يصبح الوطن نجماً وفي فلكه تدور الكواكب، نكون نحن الجوهر والمحور، في قلب العالم.

هؤلاء هم عيال زايد، علمونا درساً في التاريخ أن التضاريس لا تخضر تربتها، إلا بسقيا الدماء الزكية، وأنفاس العطر حين تشهق الصدور لاهجة باسمك اللهم يا وطن، تفدى الأرواح ونموت شهداء.

المصدر: صحيفة الإتحاد