طارق إبراهيم
طارق إبراهيم
رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً

المسؤول.. “شالوه.. لا ما شالوه”!

آراء

لم تعد “جلسة الضحى” و”قهاوي الليل” المكان الأشهر والأقدم لمصدر الإشاعات. ولم تعد إشاعة اليوم كإشاعة الأمس، فإشاعة اليوم تصنع بدقة وعناية وتحمل أهدافا ورسائل وتمرر عبر أحدث وسائل الاتصال، وهناك من يراقب ردود الفعل والتداعيات ويحلل، وعلى إثر ذلك يعيد بث معلومات جديدة ومحتوى آخر ليمرر ما يريد ويدمر ما يريد.

بوجود وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وبتحول جل “المستقبلين” في العملية الاتصالية التقليدية إلى “مرسلين” لم تعد الإشاعة كلاما عفويا أو بسيطا صدر من شخص ما، ثم التقطه آخر فبالغ فيه ونقله بخلاف ما سمع وأضاف عليه ما تمنى ليتداوله الناس في أسرع وقت.

في يومنا هذا هناك من يكتب عبر قنوات ووسائل التواصل الاجتماعي المتعددة معلومات على شكل آخبار وأحيانا على شكل توقعات وهو يعلم أنه يكذب، لكنه يسعى من خلال نشر وتعميم وتكرار هذه الإشاعات لتصل الرسالة وكأنها رغبة شعبية، كمن يشيعون خبر إقالة المسؤول الفلاني وتعيين الشخص الفلاني بديلا عنه، وهناك من يتبع سياسة التشويش وخلق الفتن عبر ما يبث من أخبار ومعلومات من منطلق “الرصاص اللي ما يصيب يدوش”.

لا يخالجني شك في أن بعض الإشاعات تصل إلينا أحيانا من خارج الحدود لتحقيق أجندات معينة لصالح دولة أو فئة معينة، فضلا عن أن بعض الإشاعات الداخلية تلتقي مع الإشاعات الخارجية من حيث إنها لا تخلو من أهداف غير نبيلة، ولا تصب في صالح الوطن والمواطنين.

والملاحظ أن الكثير من الإشاعات تتعمد تحريض الرأي العام إما تجاه فئة معينة من المجتمع أو تجاه الدولة نفسها وإظهارها في موقف المعادي للمواطن وللشعب، استنادا على تلك الإشاعات التي في الغالب لا تهتم بها الجهات الرسمية ولا تلقي لها بالا وفق سياسات مع قبل زمن الإخوة “تويتر”، و”واتس أب”، والبقية.

وفي ظني أن الدولة ينبغي أن تنشىء مركزا متخصصا للتعامل مع الإشاعات وبكل شفافية وبالسرعة القصوى، منعا لتحقيق أهداف من يقفون وراءها، ممن يعتقدون أن مثل هذه الإشاعات قادرة على فعل ما لا تفعله وسائل عنف وفوضى تمت تجربتها في مجتمعات أخرى قريبة منا، لكنها لم تنجح عندنا ولم تجد من يتحمس لها.

المصدر: الوطن أون لاين