المهارات الشخصية سبيل النجاح

آراء

يعتبر الغرض أو الغاية النهائية من الالتحاق بالمؤسسات التعليمية ليس فقط الحصول على شهادة تثبت سنوات التعلم، ولكن اكتساب مهارات ومعارف واتجاهات أو سلوكيات تؤهل الخريج للحصول على عمل مناسب، وكذلك النجاح في هذا العمل، وبناء مسار وظيفي شيق وممتع. ويُعد اكتساب المهارات الشخصية في المؤسسات التعليمية أمراً بالغ الأهمية للتطوير الأكاديمي والمهني للخريجين.

تشير الأبحاث إلى أن المهارات الشخصية ترتبط ارتباطاً مباشراً ليس فقط بتحسين التحصيل الأكاديمي، بل بتسهيل حصول الخريج على عمل، مما يجعلها ضرورية لرحلة الطلاب التعليمية ومهنهم المستقبلية، على سبيل المثال، يركّز الكثير من الدراسات (موقع ريسرتش جيت) على أهمية مهارات التواصل الفعال، وأساليب حل المشكلات ومهارات التفاوض ومهارات العرض والتقديم، وكذلك المهارات التكنولوجية، مثل وسائل البحث والذكاء الاصطناعي، ومهارات اللغة والكتابة الصحيحة بمهنية وإعداد التقارير، والقدرة على التعلم والتعرف إلى أكثر الأساليب فعالية للتعلم، وكذلك العمل الجماعي. ويعتبر ما سبق أمراً حيوياً للنجاح في العمل، سواء كان وظيفة أو عملاً حراً. ولا شك أن المعلمين يتحملون مسؤولية رعاية وتطوير هذه المهارات لدى الطلاب من خلال توفير الفرص للممارسة والتطبيق في سياق مؤسسات التعليم العالي، ولكن لن يتمكن المعلمون وحدهم من ذلك دون أن تكون هناك منظومة متكاملة واستعدادات جادة لهذا الغرض.

يطلق على تلك المهارات Soft Skills، أي باللغة العربية المهارات اللينة أو المهارات الناعمة، ولا أجد هذه الترجمة ذات معنى، لذلك أفضل أن أسميها المهارات الشخصية أو مهارات التعامل، لأنه من دون اكتساب تلك المهارات من الصعب على الإنسان أن يشق طريقه في العمل بسهولة وسلاسة، ومن واجب المؤسسات التعليمية التأكد من أن الطلاب ومن قبلهم المعلمين أيضاً مجهزون جيداً بهذه القدرات، ويجب أن يتم دمج تلك المهارات في النظام التعليمي بشكل لا يسمح بتخريج الطالب قبل التأكد من اكتسابه لها.

في حين أن المهارات الأكاديمية التقليدية مهمة ولا يمكن التقليل من قيمتها، فإن التركيز المتزايد على المهارات الشخصية يبرز حاجة المؤسسات التعليمية إلى تكييف برامجها لتلبية المتطلبات المتطورة لسوق العمل والحياة العملية الشخصية، فمن خلال دمج المهارات الشخصية في مناهجها الدراسية وتقديم دورات أو برامج محددة مخصصة للمهارات الشخصية، يمكن إعداد الطلاب بشكل أفضل للنجاح في حياتهم المهنية المستقبلية. ومن السهل الحصول على الأبحاث والدراسات التي تدعم بقوة الحاجة إلى دمج المهارات الشخصية في مناهج المؤسسات التعليمية لإعداد الطلاب لمستقبل ناجح.

المصدر: الامارات اليوم