المهنية طريق النجاح

آراء

بالنظر إلى بيئة العمل هذه الأيام نجد أن المؤهلات والشهادات وحدها لم تعد تكفي، بل لابد من المهنية أو (الاحترافية) وهي سمة تُعد عنصراً حاسماً للنجاح الشخصي والمؤسسي.

إن التزام الموظف بالمهنية في العمل يتجاوز مجرد الالتزام بمواعيد العمل أو اتباع القواعد، بل يشمل مجموعة من المواقف والسلوكيات والمهارات التي تسهم في خلق مكان عمل منتج وفعال، وسواء كان الشخص محترفاً متمرساً أو في بداية رحلته المهنية، فهناك بعض المبادئ الأساسية تساعد على تطبيق المهنية، أو كما يُقال بالإنجليزية تساعد الشخص أن يكون professional.

الإيجابية: يؤثر كون الشخص إيجابياً بشكل كبير على بيئة العمل، فعندما يتعامل الموظف مع المهام والتحديات بحماس، ويحافظ على عقلية موجهة نحو الحلول والتكيف مع ظروف ومتطلبات العمل، يرفع ذلك من قدره لدى رؤسائه ومرؤوسيه وزملائه.

التواصل الفعال: فالتواصل الواضح والموجز هو جوهر المهنية، فعلى الموظف أن يتدرب على الاستماع النشط، وأن يختار اللغة ووسيلة التواصل المناسبتين أيضاً، فبعض الأمور تحتاج إلى الحديث المباشر وجهاً لوجه، في حين أن مكالمة تليفونية أو بريداً إلكترونياً قد يكون مناسباً في مواقف أخرى، فلكل رسالة وسيلة التواصل التي تناسبها، ولا شك أن التواصل الفعال يقلل من سوء الفهم ويعزز التعاون بين الزملاء وفرق العمل.

الاحترام والود: معاملة الجميع باحترام وذوق أمر غير قابل للتفاوض، فإظهار اللطف والصبر والمراعاة تجاه الزملاء والرؤساء والمرؤوسين له مفعول السحر في بيئة العمل. الالتزام بالمواعيد: إن الالتزام بالمواعيد بشكل دائم يعكس التزام الشخص وقدرته على تحمل المسؤولية وإنجاز المهام في الموعد المطلوب، وهو أحد أعمدة المهنية الرئيسة. إدارة الوقت: تُظهر إدارة الوقت بشكل فعال قدرة الشخص على تحديد أولويات المهام والمساهمة في الأداء، وإن كنت شخصياً أهتم بإدارة التركيز أكثر من إدارة الوقت، حيث على الإنسان التركيز في إنجاز المهمة من دون تشتيت الجهد بعدد من المهام في الوقت نفسه، ويمكن استخدم أدوات مثل التقويمات وقوائم المهام لتنظيم العمل، مما يضمن الوفاء بالمسؤوليات دون ضغوط غير ضرورية. حل النزاعات: النزاعات أمر لا مفر منه في أي بيئة عمل، ولكن كيفية التعامل معها تبرز مهنية واحترافية الشخص، فمعالجة النزاعات بهدوء وبشكل بناء، مع التركيز على أن إيجاد الحلول بدلاً من إلقاء اللوم يحافظ على بيئة عمل متناغمة وإيجابية، من دون الدخول في صراعات تستنفد طاقة جميع الأطراف بلا داعٍ.

التعلم المستمر: الرحلة المهنية هي رحلة نمو مستمر، لذا من المهم أن يبقى الشخص على اطلاع بأحدث اتجاهات الصناعة، واكتساب مهارات جديدة والاستثمار في التنمية الشخصية. التعاون والعمل الجماعي: النجاح غالباً ما يكون جهداً جماعياً، ولا يجوز أن ينسب شخص ما نجاح العمل لنفسه فقط، وعلى الرغم من أن بعض المهام قد لا تحتاج لعمل جماعي، لكن لابد من الحفاظ على روح الفريق والتكامل بين الإدارات وفرق العمل.

إن المهنية في العمل هي نهج متكامل يشمل جوانب مختلفة من السلوك والمواقف والمهارات وإتقان التواصل الفعال، وإظهار الاحترام، والالتزام بالمبادئ والمواعيد، وهي رحلة مستمرة من النمو والتحسين تعود بالنفع على الشخص وعلى بيئة العمل.

المصدر : الامارات اليوم