الهدنة السورية في مهب الريح: قصف على دوما وعودة التظاهرات السلمية

أخبار

تبددت الآمال بشأن صمود الهدنة السورية التي أنهت، أمس الجمعة، يومها السابع، بعدما قصفت طائرات حربية أطراف مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية، وبدأت القوات النظامية تحشد للسيطرة على مناطق جديدة، بحسب فصائل معارضة.

وفيما عادت التظاهرات السلمية الداعية لإسقاط النظام لتعم مختلف المناطق التي يشملها اتفاق وقف إطلاق النار، رأى منسق هيئة المفاوضات العليا للمعارضة رياض حجاب، أن «الظروف حالياً غير مواتية» لاستئناف المفاوضات في التاسع من مارس/آذار الحالي، فلا المساعدات الإنسانية وصلت، ولم يطلق سراح معتقلين، ولم يطبق القرار 2254، ولم يتم الالتزام بالهدنة والعمليات القتالية مستمرة، مشدداً على أن «لا دور» للرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، في وقت اتفق قادة روسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا خلال مؤتمر عبر الهاتف، على ضرورة صمود الهدنة تمهيداً للانتقال إلى التسوية السياسية، واعتبر هؤلاء أن اتفاق وقف الأعمال القتالية بدأ يحقق نتائج إيجابية، غير أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اعتبر أن تنظيم انتخابات في سوريا في إبريل/نيسان المقبل «فكرة استفزازية» و«غير واقعية إطلاقاً»، لكن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اعتبر بالمقابل أن تنظيم تلك الانتخابات لا يعيق عملية السلام، في حين أكد وزير الخارجية الفرنسي حصول تقدم في الهدنة، لكنه وضع شرطين لاستئناف المفاوضات، هما وصول المساعدات الإنسانية والاحترام التام للهدنة.

يأتي ذلك، فيما اتهم الأمين العام المساعد للحلف الأطلسي «الناتو» السفير الأمريكي ألكسندر فيرشبو روسيا بتعقيد عملية البحث عن تسوية في سوريا عبر قصف قوات المعارضة المعتدلة.

واتهمت روسيا، من جانبها، تركيا بقصف وحدات حماية الشعب الكردية وإرسال طوابير من الشاحنات عبر الحدود التركية السورية يومياً لنقل شحنات وأسلحة للمعارضة المسلحة ومن بينها جبهة النصرة وجماعات متشددة أخرى. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها سجلت 41 خرقاً لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا خلال اليومين الماضيين. 

وفيما بدأت قافلة مساعدات، مساء أمس، بالدخول إلى الغوطة الشرقية في ريف دمشق في طريقها إلى ثلاث بلدات سورية محاصرة هناك، سقبا وعين ترما وحزة، التابعة إدارياً لمنطقة كفربطنا، أعربت منظمات غير حكومية في واشنطن عن خشيتها من أن مدينة حلب شمال سوريا في طريقها لأن تحاصر من قبل القوات النظامية، وقد تلقى المصير ذاته الذي لقيته مدينة سريبرينتسا البوسنية في 1995، وذلك رغم وقف الأعمال القتالية في سوريا.

المصدر: صحيفة الخليج