انحطاط حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى حضيض من البذاءة

أخبار

أكد خبراء وأكاديميون أمريكيون أن حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية للعام 2016، وللمرة الأولى في التاريخ الأمريكي، تشهد انزلاق مستوى الخطاب السياسي إلى الحضيض مع كم كبير من البذاءة بشكل علني، فيما أفاد استطلاع جديد للرأي أجرته رويترز/إبسوس بأن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة دونالد ترامب تراجع أكثر عن منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، التي أصبحت تتفوق عليه بثماني نقاط، إذ يقول واحد من بين كل خمسة جمهوريين إن تصريحات ترامب المبتذلة عن لمس النساء لا تؤهله للرئاسة.

ويجمع العديد من الخبراء على أن هذه الحملة الرئاسية لا تشبه أية حملة قبلها، فقد شهدت اتهامات عنصرية ومهينة للنساء ومعادية للأجانب وأعمال عنف جسدي، بالإضافة إلى بروز نظريات عدة بوجود مؤامرة ومواقف جديرة بحكم ديكتاتوري.

وخلال مناظرة متلفزة للحزب الجمهوري تناول النقاش حجم عضو جنسي. وألمح المرشح الجمهوري ترامب إلى أنه قادر على قتل شخص في الشارع دون أن يخسر أي صوت.

لكن مستوى البذاءة ارتفع مجدداً بعد نشر تسجيل فيديو الجمعة يعود إلى العام 2005 يتبجح فيه ترامب بتحرشه بالنساء.

ويقول المؤرخ آلان ليتشمان الأستاذ في الجامعة الأمريكية في واشنطن إن ترامب هو المحرض الرئيسي على هذا المستوى المتدني. ويضيف أنه «مرشح بلغ مستوى تاريخياً من السلبية».

ويوضح تعليقاً على الفيديو، «لم أر شيئاً كهذا من قبل، لم ينحدر إلى الحضيض» خلال الحملتين السابقتين، مع أن التهجم العنصري على الرئيس باراك أوباما كان أكثر خساسة.

وقبل بضع دقائق على المناظرة الرئاسية الثانية الأحد، دعا ترامب إلى مؤتمر صحفي عاجل مع ثلاث نساء اتهمن الرئيس الأسبق بيل كلينتون زوج منافسته هيلاري بالاعتداء عليهن جنسياً، ورابعة أكدت أن هيلاري ساعدت زوجها على الإفلات من العقاب عندما كانت محامية شابة.

وفي تطور غير مسبوق، أعلن الرئيس الجمهوري لمجلس النواب الأمريكي بول ريان أنه لن يدافع عن ترامب و«لن يشارك» في الحملة لدعمه، خشية ألا يخسر فقط الحملة الرئاسية بل أيضاً السيطرة على الكونغرس.

ويكتب الصحفي في صحيفة «واشنطن بوست» ريتشارد كوهن «باتت لدينا مناعة ضد كل هذا الكذب، التعريف المتقلب للجنس والبذاءة، وزوال الحدود بين ما هو خاص وما هو عام».

وفي تجمع انتخابي في فبراير، لم يتردد ترامب في تهديد متظاهر أزعجه بأنه «سيحطم وجهه». وقبلها تحدث عن الدورة الشهرية لمقدمة تلفزيونية وشن هجوماً على ملكة جمال سابقة للكون ، مشبهاً إياها بشخصية الخنزيرة «مس بيغي» في مسرح الدمى، بسبب اكتسابها وزناً.

ووصل الفارق في النقاط بين كلينتون وترامب بحسب استطلاع جديد أجرته رويترز/إبسوس إلى ثماني نقاط يوم الاثنين بعدما كان خمس نقاط فقط الأسبوع الماضي.

ورداً على سؤال يطلب ممن شملهم الاستطلاع الاختيار بين أي من مرشحي الحزبين الرئيسيين قال 45 في المئة من الناخبين المحتملين إنهم يؤيدون كلينتون ، بينما قال 37 في المئة إنهم يؤيدون ترامب. وقال 18 في المئة إنهم لا يؤيدون أياً من المرشحين.

وقال 53 في المئة ممن قالوا إنهم شاهدوا على الأقل أجزاء من المناظرة إن كلينتون فازت بينما قال 32 في المئة إن ترامب فاز. وجاءت النتائج متماشية مع الانتماء الحزبي لكن في حين شعر 82 في المئة من الديمقراطيين بأن كلينتون هي التي فازت في المناظرة شعر 68 في المئة فقط من الجمهوريين بأن ترامب هو الفائز.

ومن بين الناخبين المحتملين الذين شاهدوا المناظرة قال 48 في المئة إنهم يؤيدون كلينتون بينما قال 38 في المئة إنهم يؤيدون ترامب.

ومن بين الجمهوريين الذين شملهم الاستطلاع قال 58 في المئة إنهم يريدون أن يظل ترامب مرشح الحزب ، وقال 68 في المئة إنه يتعين على قيادة الحزب الجمهوري دعمه.

ومن جهته، اتهم رئيس الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، جون بوديستا الثلاثاء مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج بمساعدة المرشح الجمهوري دونالد ترامب في السباق الرئاسي الأمريكي، وموسكو بقرصنة بريده الإلكتروني للغاية نفسها. (وكالات)

المصدر: الخليج