غادر بابا الفاتيكان فرنسيس، القاهرة أمس، بعد زيارة استغرقت يومين، قدم خلالها رسالة محبة وسلام للعالم، وصلى من أجل مزيد من الأمن والازدهار لمصر. واختتم البابا زيارته التاريخية بترؤس القداس الذي نظمته الطائفة الكاثوليكية في استاد الدفاع الجوي، بمشاركة نحو 25 ألفاً من المسيحيين المصريين، قبل أن يمنح البركة لعروسين من محافظة المنيا، تمكنا من اجتياز قرعة نظمتها الكنيسة الكاثوليكية لاختيار عروسين حديثي الزواج، شريطة ألا يكون مر على زواجهما أكثر من عام ونصف العام.

وعلى مدار يومين تصدرت زيارة البابا فرنسيس، قائمة الأكثر تداولاً على موقع «تويتر» بأكثر من لقب ووصف، حيث تجاوزت القائمة أكثر من مئة ألف تغريدة، قبل أن يودع المصريون البابا ب«هاشتاج» حمل عنوان «يومين مش كفاية يا قداسة البابا»، طالبوه فيه بمد الزيارة لتفقد معالم مصر السياحية، ونشر تراتيل السماء في أرجاء البلاد.

واختتم البابا زيارته لمصر بحضور قداس أقيم في الكلية الإكليريكية بضاحية المعادي، وصف فيه الكنيسة المصرية ب«الكنز الذي لا يقدر بثمن»، داعياً المصريين إلى التحلي بالشجاعة والمضي قدماً إلى الأمام. وأنهى البابا فرنسيس خلال زيارته لمصر، خلافاً يزيد عمره على ألفي عام بين الطائفتين الكاثوليكية والأرثوذكسية، عندما وقع مع البابا تواضروس الثاني، بروتوكولاً للتعاون بين الكنيستين، يقضي باعتراف الكنيسة المصرية بمعمودية الكنائس الأخرى، وهو الاتفاق الذي وصفه مراقبون بأنه «خطوة كبيرة على طريق التقارب المسيحي المسيحي»، وقال البابا فرنسيس في كلمة أمام كبار رجال الكنيسة المصرية عقب زيارته للكاتدرائية المرقسية بالعباسية: «لقاؤنا هذا يقول إننا نتبع تعاليم القديس بطرس، والقديس مرقس، ونحن مطالبون أن نقدم إيماناً إلى العالم».

ووصف وزير السياحة المصري يحيى راشد زيارة بابا الفاتيكان إلى مصر بأنها «لا تقدر بثمن»، مشيراً إلى الاهتمام الكبير الذي أولته وسائل الإعلام العالمية بالزيارة. وأعرب سفير الفاتيكان لدى مصر برونو موزارو، عن سعادته بالاستقبال الحافل الذي نظمه المصريون للبابا فرنسيس، مشيراً إلى أن كثيراً من المسلمين تقدموا بطلبات لحضور مراسم الاحتفالات الخاصة بالزيارة.

وقال موزارو «دوجدنا ترحاباً كبيراً بالبابا من قبل الحكومة والكنائس الأرثوذكسية ومشيخة الأزهر الشريف، وهو ما يؤكد أن فرحة المصريين مسلمين ومسيحيين بوجود البابا في مصر حقيقية وغير مفتعلة».

المصدر: الخليج