د. حنيف حسن
د. حنيف حسن
رئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي منذ العام 2014، وزير سابق، وأكاديمي، وكان مديراً لجامعة زايد.

بداية تهاوي حزب اللات

آراء

لم يكن قرار دول مجلس التعاون يوم الثاني من مارس الجاري، بتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية مفاجئا، بل كان واجبا ومستحقا منذ أنشأت إيران هذا الحزب الشيطاني سنة 1982، أو حزب اللات وليس حزب الله كما يسميه معارضوه في لبنان، والذي هو ثمرة خبيثة لشجرة خبيثة، منذ أن جعل مشروعه أن يكون جزءا من إيران في لبنان كما تنص وثيقة تأسيسه، الأولى والثانية، التي ترفع وتنتمي لولاية الفقيه الإيرانية ولا تنتمي للوطن ولا للدولة اللبنانية.

سبقت هذا القرار الكثير من المؤشرات والمواقف، كان آخرها ما أثاره سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وتأكيده على أنه إذا كان العالم جادا في الحرب على الإرهاب فلا بد ألا يفرق بين إرهاب وإرهاب وأن الإرهاب واحد سواء أتى من داعش أو من الجماعات العنفية الموالية لإيران، كالحشد الشعبي وأحزاب الله وجيش بدر وغيرها.

كما سبقه قرار دولة الإمارات بتصنيفه مع منظمات أخرى شيعية وسنية كتنظيمات إرهابية، وتبعه موافقة الجامعة العربية على هذا التصنيف لهذا الحزب الذي يتغول على دولته ويتدخل في شؤون الدول الأخرى، ونشط في القمع الطائفي في سوريا وتم ضبط عناصره في اليمن وفي البحرين في وقت سابق، متخصصا في إزعاج وتخريب المجتمعات العربية واستهداف دولها نيابة عن الولي الفقيه ونظامه.

تعود نشأة حزب الله أو أحزاب الله والجماعات التي تدعى نصرته لدعوة الخميني لتصدير الثورة وسعى لتأسيس جماعات جهادية طائفية موالية له ولفكرته، فتأسس هذا الحزب في لبنان أولا، ثم تأسس حزب الله في الخليج بعده بخمس سنوات، وتأسست جماعات جهادية طائفية في العراق وفي اليمن.

وفي سوريا، أعلن عن تأسيس حزب الله في سوريا في يناير سنة 2015، كما تأسس قبل كل ذلك جهاديو الحرس الثوري الذين ينشطون ويدربون كل هؤلاء، تمكينا للفكر الجهادي والإمامية أو الحاكمية الخمينية، التي تأثرت بحاكمية القطبيين وزادت عليها غضبها الطائفي وما عرف عنها من مظلومية تاريخية.

إن قرار مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية في كشف هذا الحزب خطوة هامة وضرورية بلا شك، وهي خطوة حازمة أخرى لمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة العربية. وقد جاءت بعد عام تقريبا من عاصفة الحزم في اليمن. وفي تصوري أنها كانت – أي عاصفة الحزم – الخطوة الجادة الأولى لمواجهة ذلك المشروع الفاسد.

كثيرون راهنوا على سياسة التهدئة تجاه إيران والتي مارستها دول الخليج خلال العقود الأربعة الماضية. وحسبوها ضعفا من هذه الدول تجاه سياسات إيران المنتهكة لكافة أخلاق الجوار بل وكافة الأعراف الدولية. لكن الثابت أن دول التعاون كانت تنتهج الحكمة وضبط النفس ومراعاة الجوار نهجا راسخا حتى في تعاملها مع جار السوء والشر.

لا يملك المرء إلا أن يشيد بخطوة التعاون الأخيرة وأعتقد أنه بالرغم من أهميتها في تصنيف هذا الحزب البائس إلا أن الأهم تجريم فكر هذا الحزب باعتباره فكرا متطرفا إرهابيا.

وكما ورد في تقرير لقناة العربية، نرجو أن تتحقق نتائج لتطبيق هذا القرار، وأن يحذو حذو مجلس التعاون والجامعة العربية منظمات إقليمية أخرى كالاتحاد الأوروبي ومنظمة دول أميركا اللاتينية التي تم ضبط عدد من عناصر هذا الحزب متورطين في تجارة المخدرات وغسيل الأموال على أرضها، ولعله يدفع لمزيد من التجريم لمن يدينون لهذا الحزب وفكره بالولاء.

 ويندرج تحت هذا الصنف من يدافع عنه ويشيد بقائده الإرهابي الكبير. أحسنت الحكومة الكويتية صنعا عندما بدأت بالإجراءات الدستورية اللازمة لتجريد النائب البذيء عن حصانته، وهو الذي يعلن ولاءه للفكر الذي يمثله هذا الحزب الإرهابي. وصدق من قال إن مقاومته تحولت لصدور شعوبنا لا للدفاع عنها.

المصدر: صحيفة البيان