عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«بص حضرتك؟!»

آراء

«العقل السليم في الجسم السليم»، «الرياضة هي الحياة»، «صحتك أولاً»، «امشِ.. قبل أن يمشون خلفك»، العبارات التي تحث على ممارسة الرياضة والاهتمام بالجسد أصبحت تملأ الدنيا، تراها في كل الإعلانات وتسمعها في كل الإذاعات وتقرؤها حتى على ظهر «باكيت الجكاير»! عشرات إن لم يكن مئات الحملات التوعوية في الجهات الناشطة اجتماعياً وعبر القنوات الفضائية سواء الرياضية أو العامة التي لديها برامج رياضية يتصل بها الجمهور، وتبدأ بعبارة الخبير الرياضي الشهيرة «بص حضرتك»!

ولكن هب أنك قررت فعلاً أن تغير حياتك وتبدأ ممارسة الرياضة، هل قررت أن تبدأ بالانتماء إلى نادٍ رياضي/ صحي؟ ستصطدم بموضة أن جميع الأندية الجيدة قد أصبحت بطريقة ما تقع في المراكز التجارية، أي أن عليك أن «تكشخ» قبل وبعد التمرين، وتبحث عن موقف في المول وتقضي من 3-4 ساعات في أمور ثانوية، لكي تقوم بنصف ساعة تمرين،

تريد ممارسة السباحة؟! جميل، ولكنك تعلم جيداً بأن المسابح التي تقع ضمن إطار الأندية الشهيرة ملأى بالـ«…»، ولا يمكنك إطلاقاً المخاطرة بالنزول إليها أمامهم «نصف ممتلئ»، البديل المسابح الموجودة في الفنادق، ولكنك أيضاً تملك بقايا تقوى وتضرك المناظر الصادمة هناك، وإجراءات الدخول للمسبح ما لم تكن مشتركاً أعقد من إجراءات استئجار غرفة.

تريد ركوب الدراجة؟ جميل جداً ولكن الخيار لك، إذا قدتها في الشارع فستخالفك الشرطة، وإذا قدتها في الحدائق فستخالفك البلدية، يمكنك أن تقطع مسافة 70 كيلومتراً لكي تصل إلى أقرب مكان مخصص لقيادة الدراجات، فهل تغضب؟!

دعوات ممارسة الرياضة كثيرة، ولكن تهيئة سبل ممارستها لاتزال أبطأ، ربما كانت التجربة الأجمل هي حدائق الأحياء التي تحتاج إلى قليل من التعديلات في داخلها، مثل مماشٍ وحارات دراجات هوائية وبعض الأجهزة الرياضية، لكي يمكن للجمهور أن يمارس رياضته فعلاً دون الحاجة إلى ركوب السيارة والتنقل إلى مكان بعيد لممارستها.

***

ملاحظة لغوية كيلا تحشرنا الثعالب: ورد في «الصحاح في اللغة»: البَصيصُ: البريقُ. وقد بَصَّ الشيء يَبِصُّ: لَمَعَ. والبَصَّاصَةُ: العينُ. ويقال بَصَّصَ الجَرْوُ: فتح عينيه.

المصدر: الإمارات اليوم