«بيئة أبوظبي» ترصد 169 عشاً للسلاحف البحرية في 11 جزيرة

منوعات

هالة الخياط (أبوظبي) – رصدت هيئة البيئة في أبوظبي حوالي 169 عشاً للسلاحف البحرية في 11 جزيرة على مستوى إمارة أبوظبي، حيث تمت مراقبة مجموعات السلاحف البحرية المعششة في الفترة بين مارس وأغسطس على امتداد البر الرئيسي وسواحل جزر أبوظبي.

وأوضحت الدكتورة شيخة الظاهري المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة بأبوظبي أن موسم التعشيش للسلاحف البحرية بدأ في أوائل شهر أبريل الماضي واستمر حتى بداية يونيو الماضي، حيث تم رصد وتسجيل 169 عشاً على أقل تقدير في 11 جزيرة، مشيرة الى تسجيل العدد الأقصى من الأعشاش في جزيرة زركوه بواقع 64 عشا، تليها جزيرة جرنين بواقع 46 عشا ثم ديينة بواقع 18 عشا.

وقالت الدكتورة الظاهري لـ”الاتحاد” إن اختلاف التعشيش، يعد ظاهرةً طبيعية بين جميع أنواع ومجموعات السلاحف البحرية، مبينة أن الهيئة بدأت بإجراء المسوحات بشأن تعشيش السلاحف البحرية وخلال هذا المسح المستمر، الذي بدأ في 2001 تم رصد العدد الأقصى من الأعشاش بواقع 200 عش، وفي عام 2010 تم رصد 230 عشا.

وأوضحت أن المراقبة طويلة الأمد لشواطئ التعشيش توفر معلومات عن المنحى الذي تظهره مجموعات التعشيش، مشيرة إلى أن مواقع التعشيش لها علاقة مباشرة مع نجاح عملية فقس البيض، لافتة الى أنه يمكن أيضاً أن تعكس حالة أو وضع عملية التعشيش بالنسبة للنوع. وقالت: “عند تحليل البيانات من الثلاث جزر، اتضح وجود 56.2% من الأعشاش في المنطقة العليا “خط الغطاء النباتي” و30.2% من الأعشاش في المنطقة الوسطى و13.4% في المنطقة السفلى القريبة من خط المد العالي”. وأشارت الدكتورة الظاهري إلى أنه من خلال برنامج بحوث السلاحف البحرية تم جمع بيانات عن بيئة التعشيش، متضمنة حجم وشكل سلاحف منقار الصقر المعششة وفترة ما بين التعشيش وحفنة البيض ونجاح عمليتي التفريخ والتعشيش، وذلك بغرض تقييم وضع شواطئ التعشيش وصحة إناث سلاحف الصقر المعششة. وأوضحت بأنه وفقا لبيانات المسح، فقد كان هناك انخفاض نسبي في نجاح الفقس في الأعشاش مقارنة بالسنة الماضية، ويمكن أن يعزى هذا إلى عدة حالات من المد العالي “بسبب حالة البحر السيئة”، التي من شأنها أن تغمر الأعشاش في المنطقتين الوسطى والسفلى. وأشارت الدكتورة الظاهري الى أن مياه الخليج تعتبر موطناً لنوعين من السلاحف البحرية هما: السلحفاة الخضراء، والسلحفاة منقار الصقر. ويقوم هذان النوعان باستخدام مياه دولة الإمارات بصورة مكثفة من أجل الغذاء، كما يقوم نوع واحد منهما وهو السلحفاة منقار الصقر بالتعشيش على الشواطئ الرملية، التي يوجد فيها غطاء نباتي على الجزر البعيدة من الشاطئ. وتنمو جميع أنواع السلاحف البحرية، بما فيها السلاحف الخضراء ومنقار الصقر، ببطء وتعيش لفترات طويلة. ولفتت إلى أن السلاحف البحرية أصبحت معرضةً لمجموعة متنوعة من التهديدات بسبب حياتها الطويلة وهجرتها الواسعة وقيمتها للبشرية، مشيرة الى أن الحماية للوضع الخاص بهذه الأنواع المهاجرة والمهددة بالانقراض تتطلب جهوداً منسقة فيما بين الدول وعبر المناطق.

وقالت الدكتورة الظاهري إنه ولمعالجة المسائل المتصلة بحماية السلاحف البحرية، انضمت دولة الإمارات العربية المتحدة لبلدان أخرى، من خلال مذكرة التفاهم حول حماية وإدارة السلاحف البحرية بمنطقة شمال غرب المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا، التي توصي باتخاذ إجراءات ذات أولوية لحماية السلاحف البحرية وموائلها، لافتة الى أن الهيئة نفذت برامج تعليم وتوعية حول السلاحف، بالإضافة إلى نوع آخر من الأحياء الفطرية البحرية وهو أبقار البحر، بالإضافة الى مناقشات وعمليات تفاعلية مع المعلمين وجهات حكومية وغير حكومية، من خلال ورش العمل والاجتماعات، كجزء من الإجراءات ذات الأولوية في إطار مذكرة التفاهم حول حماية وإدارة السلاحف البحرية بمنطقة شمال غرب المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا.

المصدر: أبوظبي – الاتحاد