تأخر سن الزواج والسمنة والتدخين أبرز أسباب ضعف الخصوبة

أخبار

أكد الدكتور سالم الشواربي استشاري طب وجراحة الإخصاب وأطفال الأنابيب والحقن المجهري، رئيس قسم مركز الكورنيش للإخصاب التابع لمستشفى الكورنيش ـ إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» أن أسباب انخفاض الخصوبة بين مواطني الدولة يرجع إلى تأخر وتأجيل الزواج نتيجة الدراسة أو العمل أو لأسباب اجتماعية أخرى، إلى جانب نمط الحياة غير الصحية كالتدخين والسمنة والاستخدام غير الضروري والمفرط لبعض الأدوية والمكملات الغذائية كتلك التي تستخدم في بناء الأجسام للرجال، لافتاً إلى أن أنسب سن لخصوبة السيدات والحمل تقع في سن العشرين وأوائل الثلاثينيات، وينصح بعدم تأخر الحمل بعد ذلك نظراً لتأثر جودة البويضة مع تقدم السن للمرأة.

وأشار إلى أن عدد المترددات على المركز منذ افتتاحه في نهاية يناير 2015 بلغ أكثر من 2000 مريضة، وبلغ نسبة المواطنات المراجعات منهن حوالي 95%، في حين حقق المركز نسبة نجاح 60% من حالات العقم عن طريق الإخصاب الصناعي وهي نسبة تضاهي النسب العالمية.

وقال الدكتور سالم الشواربي ـ وهو حاصل على دكتوراه وزمالة الكلية الملكية البريطانية لأمراض النساء والمناظير والعقم ـ لـ«البيان» إن المركز مجهز لاستقبال حتى 80 حالة أطفال أنابيب وحقن مجهري بمعدل شهري، وإن الطاقة الاستيعابية للمركز تصل من 800 إلى 1000 دورة علاجية في العام.

معدل الخصوبة

وأشار الدكتور سالم الشواربي إلى أن مركز الإخصاب في مستشفى الكورنيش بأبوظبي شهد منذ افتتاحه قبل عامين نجاحات متعددة منها نجاح أول دورة علاجية توجت بالحمل والولادة باستخدام بويضات منوية مجمدة لزوجة يعاني زوجها من المرض، وفي مثل هذه الحالات يتم تجميد العينات سواء بويضات من الزوجة أو حيوانات منوية من الخصية وفقاً لقانون الدولة والمعايير الموضوعة من قبل هيئة الصحة ـ أبوظبي، لافتاً إلى أن القانون يسمح بتجميد الحيوانات المنوية أو البويضات لمدة خمس سنوات وتجدد سنوياً بالاتفاق مع الزوجين ومركز الإخصاب والدورات العلاجية لأطفال الأنابيب، متوقعاً أن يشهد المركز زيادة كبيرة في عدد المراجعات خلال العام 2017.

معايير صارمة

وأكد الدكتور الشواربي أن مركز الإخصاب في مستشفى الكورنيش منذ افتتاحه يطبق معايير طبية وأخلاقية صارمة لدرجة أنه يتجنب إجراء أي حمل متعدد الأجنة الثلاثي أو أكثر وذلك لخطورته الطبية الشديدة على الأم والأجنة وكثرة مضاعفته كالولادة المبكرة والمبتسرة، كذلك لا يوجد لدينا أي حالات لمتلازمة التحفيز الزائد للمبايض والتي تستدعي في الحالات الشديدة دخول المريضة إلى المستشفى لتلقي العلاج الطبي أو في الحالات القصوى إلى الرعاية الطبية المركزة، مؤكداً أن المضاعفات في تلك الحالتين تعد من أخطر المشكلات والمضاعفات الطبية لعلاجات الإخصاب المساعد والمحذر منه عالمياً ومحلياً من قبل هيئة الصحة بأبوظبي.

وأشار إلى حرص شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» على توفير الرعاية الصحية المتخصصة للجميع في إمارة أبوظبي، وفق أعلى المعايير العالمية المعتمدة، ويأتي ذلك في سياق توفير أرقى الخدمات العلاجية والجراحية في مركز الكورنيش للإخصاب.

ولفت إلى أن مركز الإخصاب يقدم خدمات ذات جودة عالية لعلاج عقم السيدات مثل تحريض الإباضة والتلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب والحقن المجهري، بالإضافة إلى الجراحات النسائية المتعلقة بتأخر الإنجاب كما يقدم خدماته لعلاج عقم الرجال باستخدام الخزعة الجراحية لسحب الحيوانات المنوية من الخصية، ويضم الفريق كادراً طبياً متميزاً منهم اثنان من المتخصصين في طب وجراحة الإخصاب و3 أطباء متخصصين في علم الأجنة وهيئة تمريض وفريق إداري مساعد.

تكيس المبايض

وقال الدكتور سالم الشواربي إن متلازمة تكيس المبايض تعد أكثر اضطرابات الغدد الصماء شيوعاً بين النساء في سن الإنجاب على مستوى العالم، وهو خلل جيني له تداعيات كثيرة ومتنوعة سواء كانت طبياً أو مورفولوجياً، حيث يمكن أن يظهر هذا المرض في أي عمر وخاصة بعد اكتساب الوزن، إلا أن ظهوره قد يبدأ بين الفتيات في سن المراهقة، أما الأعراض المرتبطة بهذا المرض، فتختلف من سيدة إلى أخرى لكنها بشكل عام قد تشمل عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها وزيادة نمو الشعر وتساقطه والبشرة الدهنية والبثور، ومشكلات مرتبطة بالوزن، والعقم أو صعوبة الحمل، مشيراً إلى أن أفضل وسيلة لإدارة هذا المرض هي المواظبة على ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن وصحي، والتحكم في الوزن.

الفحص الجيني

وأوضح الدكتور سالم الشواربي أن المركز بدأ فعلياً تقديم خدمة جديدة لفحص الأجنة استباقياً، حيث تفيد هذه الخدمة الأسر التي قد يوجد ضمن أفرادها أمراض وراثية قد تنتقل للجنين فيتم أخذ خلية من الجنين في اليوم الثالث من تطوره ويتم فحصها جينياً للتأكد من عدم وجود أمراض وراثية قبل الإرجاع لرحم الأم لتفادي الأمراض الوراثية، كما يفيد الفحص الاستباقي للأجنة في حالات الفشل المتكرر لدورات أطفال الأنابيب وفي بعض حالات الإسقاط المتكرر بالإضافة إلى فوائد طبية أخرى عديدة.

وأشار إلى أن فوائد الإخصاب في المختبر لا تقتصر فقط على مساعدة من يعانون من مشكلات في الإخصاب الطبيعي، بل أيضاً لمن يعانون من اضطرابات جينية قد تنتقل إلى مواليدهم، ويمكن تجنبها عبر القيام بالفحوص الاستباقية والرصد المبكر للأمراض الوراثية والجينية التي تصل إلى 100 مرض.

معدلات

تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن معدلات الحمل والولادة في الدولة تراجعت من 5.7 أطفال لكل امرأة ليصل إلى طفلين لكل امرأة، كما أظهر تقرير «الطلب على خدمات الخصوبة في دبي» – الذي أصدرته هيئة صحة دبي عام 2010 – أن 100.446 رجلاً وامرأةً في الدولة يعانون شكلاً من أشكال العقم.

المصدر: البيان