تجددت الأزمة داخل حزب «الوفد» المصري، خلال الساعات الأخيرة، على نحو يؤشر لبداية صدام جديد بين تيار ما يسمى ب«إصلاح الوفد» وقيادة الحزب. وأعلن عدد من أعضاء وقيادات التيار، الدخول في اعتصام مفتوح بمقر الحزب الرئيسي بالدقي اعتباراً من ليلة أمس الأول؛ للمطالبة برحيل رئيس الحزب السيد البدوي، اعتراضاً على ما وصفوه بتدهور الأوضاع داخل «الوفد»، وتدني الوضع السياسي وتراجع شعبية الحزب في الشارع المصري الفترة الأخيرة.

واقتحم عدد من أعضاء «تيار الإصلاح» المقر الرئيسي لحزب «الوفد»، ليلة أمس الأول، وقاموا بغلق أبواب الحزب بالجنازير والسلاسل الحديدية، ودخلوا في اعتصام مفتوح، وهو ما أدى إلى تدخل أنصار رئيس الحزب الحالي السيد البدوي الذين اشتبكوا مع أعضاء «تيار الإصلاح» بالأيدي، وسط اتهامات من قبل قيادات التيار لرئيس الحزب، بالانفراد بكل الأمور المتعلقة ب«الوفد» والالتفاف على الثوابت الوفدية، وتكرار المناورات السياسية التي أدت إلى ضياع مصداقية الحزب، وتشويه صورته في الشارع السياسي، إضافة إلى ضياع أموال الحزب بما يهدد وقف إصدار الصحيفة، بحسب بيان للتيار.

وقال النائب فؤاد بدراوي، عضو مجلس النواب، والقيادي بتيار الإصلاح، إن ما حدث ليس اقتحاماً للوفد، حيث إننا دخلنا بيتنا بوضع طبيعي بدون أي مشاكل وأغلقت الأبواب منعاً لحدوث أي مشاكل، والحفاظ على جميع أعضاء الوفد، مشيراً إلى أنه سبق له حضور اجتماع مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بدعوة منه لحل مشاكل الحزب، ولكن الطرف الآخر راوغ وخالف وعوده، في إشارة منه للسيد البدوي.

وأضاف بدراوي أن تدهور الأوضاع داخل الحزب والأزمة المالية الطاحنة، فضلاً عن مشاكل الجريدة الورقية، هي الأسباب التي أدت لمطالبتهم بإقالة البدوي، لافتاً إلى أن تيار إصلاح الوفد يسعى إلى حشد الأعضاء من المحافظات للانضمام إلى الاعتصام الذي قد يطول لحين تحقيق مطالبهم، مشيراً إلي أن مطالب قيادات تيار الإصلاح تتمثل في إعادة تشكيل الجمعية العمومية للحزب عبر الانتخاب، وعودة جميع الأعضاء المفصولين، وإعادة انتخاب الهيئة العليا للحزب، مضيفاً أن البدوي تسلم رئاسة الحزب وبه ودائع بقيمة 93 مليون جنيه، تجلب فوائد سنوية تقدر ب10 ملايين جنيه، إضافة ل10 ملايين مكاسب الإعلانات، وأن لديه معلومات تفيد بأن البدوي صرف جميع الودائع البنكية، وأن الحزب على وشك أن يعلن إفلاسه.

وقال عصام شيحة، القيادي بإصلاح الوفد، إن قيادات التيار عقدت اجتماعاً مع أعضاء الهيئة العليا للوفد، انتهى أمس، وتم الاتفاق خلاله على ضرورة تشكيل لجنة الحكماء لتسيير أعمال الحزب، على أن تتكون هذه اللجنة من 7 أعضاء من بينهم رئيس الحزب السيد البدوي، والنائب فؤاد بدراوي القيادي بالتيار، وأضاف شيحة، في تصريحات له أمس، أنه حال إتمام الاتفاق على تشكيل لجنة الحكماء، فإن اللجنة سيوكل إليها إعادة بناء الحزب، ووضع رؤية وبرنامج جديد، وإعادة تشكيل الجمعية العمومية، وتشكيل اللجان النوعية بالتوافق، وذلك تمهيدًا لإجراء انتخابات داخلية للحزب، على أن تنتهى أعمال اللجنة قبل إجراء انتخابات المجالس المحلية نهاية العام الجاري.

المصدر: الخليج