سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

تذكرت طبيبي في حديقة الروز ..

آراء

يُطلَق على مدينة بورتلاند في ولاية أوريجون الأمريكية «الروز سيتي»، حيث تشتهر بورود الروز الفائقة الجمال ذات الألوان الخلابة، ولهذا تكثر في المدينة الحدائق العامة، ومنها حديقة خاصة بورود الروز. وفي عطلة نهاية الأسبوع قررنا كعائلة الذهاب إلى هذه الحديقة مع دخول فصل الربيع، بيني وبينكم في ذلك اليوم لم أترك وردة جميلة في الحديقة إلا شممتها، فالمكان كان رائعاً والجو أروع، ولكن النتيجة كانت كارثية، ففي نهاية اليوم تجدد معي مرض الحساسية، ولكن بشكل مفرط هذه المرة. ومن ذلك اليوم بدأت المعاناة مع هذه الحساسية، فأصبح بدء شهر الربيع بمثابة الكابوس، ليس عندي فقط ولكن عند الملايين غيري من الشعب الأمريكي، أصدقكم القول: أحياناً لا أستطيع النوم طوال الليل حين تبدأ الحساسية في النشاط، ومن يعش في أمريكا أو أوروبا يلاحظ مع دخول شهر الربيع كيف تبدأ الصيدليات عروضها في بيع أدوية الحساسية «اشترِ واحدة، وخذ الثانية مجاناً» ..!

ولأن حالتي أصبحت متطورة، فلم تنفعني كثيراً أدوية الصيدليات التجارية، فذهبت إلى الدكتور ليصرف لي ما يخفف عني فكتب لي بجانب الكبسولات قطرة للعين وأخرى للأنف، وهنا تذكرت الطبيب الذي زرته مع والدي، رحمه الله، وأنا حينذاك طفل أشكو من بدايات مرض الحساسية، وبعد أكثر من زيارة، أذكر جيداً أنه قال لوالدي: ابنك هذا لا تنفع معه قطرات الأنف، بل إنها تزيد من نشاط الحساسية لديه ..! لذا، يجب أن تُمنَع عنه تماماً! تذكرت هذا الموقف بكل ملابساته حتى لكأنه يحدث أمام ناظِرَيّ وأخبرت الدكتور بهذه القصة، فقال: دعنا نجرب، وبعد التجربة نحكم ..!

ويعلم الله، يا سادة، أنه لم يكن ثمّة سبب في التخفيف عني بشكل كبير، بعد الله، إلا هذه القطرة الأنفية التي لسنوات كنت أمتنع عن أخذها بناء على نصيحة دكتور أخطأ في التشخيص ..!

وكما عشت أنا شخصياً، لسنوات عدة، على وهم قرار خاطئ من طبيب (اجتهد فأخطأ) ..! فإن هناك من يشخصنا، نحن بني البشر، بشكل خاطئ، فيزرع في عقلنا الباطن أوهاماً باطلة وقناعات خاطئة، فنعيش على وهمها وإيحاءاتها زمناً، ثم نكتشف أنها مجرد فقاعات وهمية أو قناعات مغلوطة كوّنها الآخرون عنا نتيجة موقف ما، أو حالة قد تكون عابرة أو استثنائية، وربما كانت لغاية في نفس يعقوب لا نعرفها، لكنها تنافي الوضع الصحيح أو الحالة التي نحن فيها أو نحن عليها، هذه القناعات السلبية يجب ألا نصدقها، بل لابد من طردها ومحو آثارها.

قرأت تغريدة لـ «أمل السهلاوي» فأعجبتني، تقول فيها «لا تُخضع نفسك لما يعتقد الناس أنه جيد .. كن جيد نفسك ..» فما رأيكم؟

المصدر: صحيفة الرؤية