سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

هذا الوزير

آراء

«إلقاء موعظة بتصرفاتك أفضل من إلقائها بشفتيك» .. أوليفر غولد سميث

عندما تجاوز صالح بنجاح مقابلة تعيينه في وزارة التجارة والاستثمار في بلده طلب منه الرجوع لتوقيع عقد العمل ليتفاجأ بأن الموظف الذي استقبله يسأله عن اسم والدته ووالده واسم شخص مؤثر في حياته .. شاهد الموظف علامة التعجب على وجه صالح ليبادره قائلاً: لا تقلق هذه المعلومات بطلب من الوزير ليرسل لهم رسالة شكر وتقدير. يقول صالح: «لا تتخيلوا مقدار السعادة بهذه الرسائل على والدي وصديقي فهد».

ومع أول يوم عمل وجد صالح مكتبه مجهزاً بكل احتياجات الموظف من حاسب آلي وبريد إلكتروني وهاتف وبطاقة العمل مع «البزنس كارت»، ومع أول لقاء مع الوزير بعد أسبوع من تعيينه، شدّ انتباه صالح أن هذا الوزير لم يتحدث عن بذل الجهد والإخلاص في العمل، بل وعدهم بأنه سيبذل قصارى جهده ليجعل منهم «قادة» المستقبل. ولا ينسى صالح ذلك اليوم الذي وجد الوزير في مكتبه يشكره على اقتراح كان صالح قدمه قبل ثلاثة أشهر.

هذا الوزير اهتم بموظفيه، ولم ينسَ متعامليه، فلا أحد ينكر كيف كان له الأثر في تغيير عرف مقولة «البضاعة التي تباع لا ترد ولا تستبدل»، وكيف جعل من حق المستهلك أولوية لديه قبل ربح التاجر.

ترك الوزير وزارته وهي في القمة مع استبشار الناس بعهد جديد، لينتقل إلى وزارة الصحة، حيث يرى الناس الإصلاح فيها مستحيلاً ويراه هذا الوزير ممكناً، ولهذا وبعد مرور 116 ساعة من تعيينه طلب من الناس على حسابه في تويتر أفكارهم التطويرية، لتصله الآلاف منها مع وعد بالنظر فيها وتطبيقها، وقبل كل ذلك شكرهم على التجاوب الجميل.

ولأن هذا الوزير مؤمن بأن الخدمة المقدمة لا بد أن يختبرها الوزير قبل المتعامل، فقد اتصل يوماً ما على مركز الاتصال التابع لوزارته على أنه متعامل ليقيس مدى جودة الخدمة المقدمة، بل إنه ترك كرسي الوزير، ونزل ليجلس على كرسي الموظف يتلقى مكالمات الجمهور ويسمع منهم ويأمر بقرارات فورية في سبيل التحسين المستمر.

هذا الوزير «توفيق الربيعة»، ولد ليترك أثراً في الإنسان قبل المكان، وفقك الله يا سعادة الوزير.

المصدر: منصة الرؤية