فواز تركي
فواز تركي
كاتب فلسطيني أمريكي مقيم في العاصمة الأمريكية واشنطن

حرب غزة .. اختبار للحرية الأكاديمية في الجامعات الأمريكية

الإثنين ٢٩ أبريل ٢٠٢٤

أقام طلاب جامعة نيويورك مخيم "المنطقة المحررة" في غولد بلازا في كلية ستيرن للأعمال بجامعة نيويورك بتاريخ 22 إبريل 2024 في مدينة نيويورك. الصورة من وكالة فرانس برس   صدى غزة يتردد عند تقاطع السياسة الدولية مع الحريات الأكاديمية ترجمة: هتلان ميديا   أي شخص يحاول التعدي على الاستقلال الفكري الذي تتمتع به المؤسسات الأكاديمية عادة، سوف يجد مقاومة قوية من قبل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والمواطنين الذين يقدرون المشاركة الفكرية، ففي النظام الديمقراطي، فإن إقحام الساسة (نعم، الساسة) في شؤون الجامعات، التي ترمز إلى التبادل الحر للأفكار، أمر غير مقبول بالأساس. في "مقالات عن الإنسانية" (1950) والتي شارك فيها القراء فلسفته الاجتماعية وآراءه في الحياة اليومية، كتب ألبرت أينشتاين: "إذا أردنا مواجهة القوة التي تهدد بقمع الحرية الفكرية والفردية، علينا أن ندرك بوضوح الأمر المعرض للخطر." والأمر المعرض للخطر، كما يراه عالم الفيزياء الأكثر تأثيراً على الإطلاق، هو "ما ندين به لتلك الحرية التي اكتسبها لنا أسلافنا بعد كفاح مرير لتحقيقها." لطالما كانت الحرية الأكاديمية في الولايات المتحدة قيمة رئيسة وأساسية في نسيج المجتمع الأمريكي، حتى أن ريتشارد نيكسون قال ذات مرة أن "الحرية الأكاديمية لا بد أن تحمي حق الأستاذ والطالب في الدفاع عن الماركسية والاشتراكية والشيوعية وأي منظور سياسي آخر للأقليات، بصرف النظر عن عدم شعبيته بين…

إعادة قراءة إرث إدوارد سعيد.. أحد أعظم رواد الفكر العرب الذي أثار الغضب في أمريكا وخارجها

الثلاثاء ١٧ أكتوبر ٢٠٢٣

ترجمة: هتلان ميديا في 24 سبتمبر 2003، توفي إدوارد سعيد، المفكر والناقد البارز في مجال دراسات ما بعد حقبة الاستعمار، في مدينة نيويورك الأمريكية عن عمر ناهز 67 عاماً بعد سنوات من إصابته بسرطان الدم الليمفاوي، ورثاه الناس من جميع أنحاء العالم. الآن، أحد طلاب إدوارد سعيد السابقين لنيل درجة الدكتوراه، تيموثي برينان، والذي أصبح في ما بعد صديقاً مقرباً لسعيد بينما كان الاثنان يُدَّرسان الأدب المقارن في جامعة كولومبيا، نشر سيرة ذاتية لأستاذه بعنوان "أماكن العقل: حياة إدوارد سعيد"، عرفنا من خلالها أن الباحث الفلسطيني المعروف كان لديه سر يخفيه عن العالم الخارجي. كتب برينان: "مراراً وتكراراً، عندما أجريت مقابلات مع الأشخاص الذين عرفوه طوال حياتهم، قالوا إنهم لا يعرفون شيئًا عن هذا الأمر". إذن ماذا كان "هذا الأمر"؟ أولاً، دعونا نعود للوراء قليلاً. تحدي الوضع الراهن كتب برينان أنه منذ بداية حياته المهنية، كان سعيد يرفض الشعر والروايات كأداة ذات مصداقية "لأولئك الذين لديهم الدافع لإحداث تغيير سياسي"، ولم تكن "أفضل وسيلة للقيام بذلك". قيل لنا إن هذا الموقف الرافض لسعيد يقترب من الازدراء، بينما أصر على رأيه أن المفكر وحده هو القادر على تغيير العالم وتحدي الوضع الراهن. لا شك أن العرب، وهم شعب متأصل في الشعر، سوف ينزعجون من فكرة أن القوة الهائلة في شعرهم التقليدي…

دانتي والإسلام

الأحد ١٤ مارس ٢٠٢١

خاص لـ هات بوست : ترجمة: هتلان ميديا قصيدة طويلة تتكون من 32 ألف كلمة كتبها الشاعر الإيطالي دانتي أليغييري، المعروف باسمه الأول (دانتي)، في الفترة ما بين 1308 حتى 1320م، أي قبل وفاته بعام واحد. نحن نتحدث هنا بالطبع عن "الكوميديا الإلهية"، وهي قصيدة ملحمية تضم ثلاثة أقسام: الجحيم، والمطهر، والجنة؛ ثلاثة عوالم يسافر إليها دانتي في رحلة خيالية تحرره في نهاية المطاف من ظلمة حماقة الإنسان وتهديه إلى وحي النور الإلهي. ربما يقول البعض أن مثل هذه الملحمة قد تصلح للقراءة على شاطئ البحر، ولكن مهلاً، فالكوميديا الإلهية أصبحت واحدة من الأعمال الخالدة ليس على مستوى الأدب الإيطالي فحسب وإنما على مستوى الأدب العالمي بشكل عام. علاوة على ذلك، فقد كتبها دانتي باللغة العامية التي تعكس مصطلحاتها وتشبيهاتها المجازية، في أي لغة، الكثافة الإيقاعية لـ "الشارع" بإيقاعاتها، وحيويتها، وتمسكها بنظامها الخاص الذي لا يمتثل لقواعد النحو، بدلاً من كتابتها باللاتينية، لغة الثقافة الرفيعة التي سادت أوروبا خلال القرن السابع عشر، بعد فترة طويلة من جفاف ينابيع الحياة في الحضارة الرومانية. يعد دانتي عملاقاً في المرجعيات الأدبية الغربية. ولم يبالغ ت. س. إليوت عندما قال: "دانتي وشكسبير يقسمان العالم فيما بينهما وليس ثمة أحد في الوسط." لقد رحل دانتي - المولود في فلورنسا بإيطاليا - عام 1321، وفي يناير…