«تقرير شيلكوت»: بلير «ورّط» بريطانيا في حرب العراق.. والمخابرات تتعهد بالإصلاح

أخبار

وجه رئيس لجنة التحقيق البريطانية حول حرب العراق جون شيلكوت، أمس، انتقادات قاسية لرئيس الوزراء الأسبق توني بلير، معتبراً أن اجتياح العراق عام 2003 حدث قبل استنفاد كل الحلول السلمية، وأن خطط لندن لفترة ما بعد الحرب لم تكن مناسبة. 

وذكر التقرير الطويل المؤلف من 2,6 مليون كلمة، والمنتظر منذ سبع سنوات، أيضاً أن بلير وعد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش بالوقوف معه بخصوص العراق «مهما حدث». ورد بلير على تقرير لجنة التحقيق بتأكيد أنه تصرف بما فيه أفضل مصلحة لبريطانيا، في حين أكد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أنه ينبغي على النواب البريطانيين أن يتحملوا قدراً من المسؤولية بشأن العراق.

واعتبر شيلكوت في تقريره أن بريطانيا اجتاحت العراق بشكل سابق لأوانه في عام 2003، دون أن تحاول «استنفاد كل الفرص» السلمية. وأضاف رئيس اللجنة «استنتجنا أن بريطانيا قررت الانضمام إلى اجتياح العراق قبل استنفاد كل البدائل السلمية للوصول إلى نزع أسلحة البلاد. العمل العسكري لم يكن آنذاك حتمياً». وندد بواقع أن لندن استندت إلى معلومات أجهزة استخبارات لم يتم التحقق منها بشكل كاف. واعتبر شيلكوت أيضاً أن المخططات البريطانية لفترة ما بعد اجتياح العراق عام 2003 «كانت غير مناسبة على الإطلاق». وقال «رغم التحذيرات، تم التقليل من شأن عواقب الاجتياح. المخططات والتحضيرات للعراق في فترة ما بعد صدام حسين لم تكن مناسبة على الإطلاق». ومضمون هذا التقرير يعد قاسياً بالنسبة لبلير الذي قالت اللجنة إنه وعد عام 2002 الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش بالوقوف معه «مهما حدث» حتى قبل حرب العراق. 

واستمعت اللجنة في إطار تحقيقها إلى 120 شاهداً بينهم بلير وغوردون براون الذي تولى رئاسة الحكومة خلفاً له. 

وهذا التقرير الذي طلب في 2009 وكان يفترض أن تنشر نتائجه خلال عام، تحول بحد ذاته إلى قضية مثيرة للجدل بعد إرجائه لمرات عدة، مما دفع عائلات الجنود الذين قتلوا في العراق إلى توجيه إنذار للسلطات تحت طائلة ملاحقات قضائية. وقرر بعض هؤلاء مقاطعة جلسة عرض التقرير في قاعة للمؤتمرات في لندن فيما تجمع متظاهرون بدعوة من ائتلاف «أوقفوا الحرب». وردد المتظاهرون «لقد كذب بلير، آلاف الأشخاص قد قتلوا».

من جهته، اعتبر بلير أن الإطاحة بنظام صدام حسين في 2003 كان قراراً صائباً، مؤكداً أن العالم بات «أكثر أماناً». وقال بلير في مؤتمر صحفي بعد صدور التقرير «لقد اتخذنا القرار الصائب. العالم بات أفضل وأكثر أماناً». وأعلن أنه يتحمل «كامل المسؤولية عن الأخطاء التي ارتكبت في الاستعداد (لهذه الحرب) وتنفيذها»، متداركاً «لكن ذلك لا ينفي حقيقة أنني أعتقد أننا اتخذنا القرار السليم».

وأضاف بلير «كنت سأتخذ القرار نفسه لو كنت في الوضع نفسه» بعدما أعرب عن «أسفه» للأخطاء التي ارتكبت مقدماً «اعتذاره» عنها. واعتبر أنه لو بقي صدام حسين في السلطة في 2003 «لكان لا يزال يشكل تهديداً للسلام في العالم»، رافضاً الاتهام بأن التدخل العسكري في العراق أسهم في زيادة التهديد الإرهابي. 

إلى ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إن المشرعين الذين صوتوا لصالح انضمام بريطانيا لغزو العراق عام 2003 ينبغي أن يتحملوا نصيبهم من المسؤولية عن الأخطاء التي ارتكبت. وقال كاميرون بعد نشر التقرير إن البلاد ينبغي أن تضمن أن قواتها المسلحة مجهزة بشكل جديد للتعامل مع أي صراع في المستقبل. وقال للبرلمان «قرار الذهاب للحرب جاء من تصويت هذا المجلس، وينبغي أن يتحمل الأعضاء من كل الأطراف ممن صوتوا لصالح العمل العسكري نصيبهم من المسؤولية».(وكالات)

المصدر: الخليج