طارق إبراهيم
طارق إبراهيم
رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً

جاء الوزير و”ماكو” فايدة!

آراء

تحت عنوان (تكفى معالي الوزير) كتبتُ هنا قبل تسعة أشهر، للمرة السابعة، عن الطريق الدائري المتعثر في مدينة الدمام، ومما قلتُه “لن أيأس ولن أستسلم”، وهاأنذا أعود لنشر ما سبق وكتبته عن الطريق الدائري بالدمام، لعل وعسى في هذه المرة يلتفت، لهذا المشروع المتعثر، معالي وزير النقل، الذي لا يخالجني شك في أنه لا يقبل البتة بما يحدث لهذا المشروع الحيوي، فمثلما يقول أهل الشرقية في أمثالهم (هذا مثل بيض الصعو، نسمع فيه ولا نشوفه)، فذاك هو الطريق الدائري لمدينة الدمام، الذي اعتمدت أمانة المنطقة الشرقية مساراته، وقام وزير النقل بتوقيع عقد تنفيذه في عام 2005، وبعد مرور ما يقارب ثمانية أعوام ما زال الطريق الذي لا يتجاوز طوله (17) كيلو مترا فقط، متعثرا، مسجلا حالة صارخة وحية للعديد من المشاريع الحيوية المتعثرة، التي طالما نبه وحذر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منها، حيث ما برح يوجه بسرعة إنجاز المشاريع في مواعيدها، ويحذر من تأخيرها.

وقبل يومين، زارنا في المنطقة الشرقية وزير النقل، وتقول الصحف الصادرة أمس السبت، إنه وقف ميدانيا على تعثر الطرق بالشرقية، وكالعادة لم نسمع تصريحا يريحنا أو يجيب على الأسئلة المعلقة، مثل: متى سينجز هذا المشروع الذي وقف عليه الوزير؟ أو كيف ستحل مشكلة المشروع الآخر الذي اطلع على تفاصيله الوزير؟ فضلا عن أن أكبر مشروع متعثر في المنطقة، وهو الطريق الدائري لمدينة الدمام، لم تأت على ذكره الأخبار المرتبطة بجولة الوزير، بما يعني أن الوزير لم يمر عليه أو يقف عند نقطة تعثره المتمثلة في رفض مواطن يعترض منزله المشروع قيمة التثمين المقدرة له تعويضا لنزع ملكية منزله، وحيث إن هذه المشكلة دخلت عامها الثامن دون حل بسبب إجراءات الجلسات والاجتماعات في المحاكم والوزارات من أجل ذلك المنزل، فإني أقترح على الوزير أن يفتح صندوقا للتبرعات لصالح المنزل مكان الخلاف، وكلي يقين أن سكان الدمام سيتكفلون بتأمين المبلغ المطلوب لصالح نزع ملكية ذلك المنزل، وأضمن له أنه لن يعترض أي مواطن على هذه الفكرة، ولن يقول أحد منا لماذا نتبرع لصالح نزع ملكية منزل صغير بمبلغ يعتبر زهيدا جدا، بينما هناك مليارات الريالات ترصد سنويا لصالح وزارة النقل، لأننا لا نريد أن ندخل أيضا، في تفاصيل واحد من أكثر النماذج والشواهد وضوحا على البيروقراطية في عملنا الحكومي، حيث يئن ويشقى سكان منطقة بالكامل، جراء اختناق عاصمة منطقتهم الناجم عن ضيق مداخل المدينة واختناق الشوارع الداخلية والطرق المحيطة بالمدينة، والسبب خلاف على قيمة تثمين لا تتعدى مبلغا سخيفا جدا. فأنا على يقين أن سكان المنطقة الشرقية، وليس فقط الدمام، لو دفع كل منهم ريالا واحدا فقط لصالح الصندوق الذي أقترح على الوزير إنشاءه لجمع التبرعات لصالح صاحب ذلك البيت، لانتهت المشكلة في ظرف أسبوع، بدلا من بقائها على ما هي عليه منذ ثمان سنوات!

المصدر: الوطن أون لاين