عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

جاري العزيز..مع كل الحب!

آراء

تعقدتَ من نتائج نادي فريجكم، خلال الموسم الحالي، وحالة الهابط الصاعد التي يعيشها منذ عشر سنوات، لذا فقد أصبح انتقادك لمجلس إدارة ناديك دائماً ودعوتك لحل رابطة مشجعيه وإدارته التنفيذية مطلباً يومياً، أصبحت تطلق النكات عليه باستمرار، وتستخدم الفانيلات التي تحمل شعاره لتنظيف طوس الكروم الخاصة بسيارتك.. لكن بمجرد أن تسمع أن مشجعاً لنادي الفريج الآخر، الذي لا يبعد عن ناديك سوى ثلاثة كيلومترات ومائتين وثلاثة وعشرين متراً تماماً قد «تمصخر» على نادي فريجكم، تحس بأن دمك يغلي وتقوم الرغبة في تعليقه من رجليه على أسوار القلعة الواقعة أمام ناديه.. رغم أنه لم يقل في ناديك عُشر ما قلته أنت فيه!

تنتقد بعض الإجراءات التخطيطية والتنظيمية في مدينتك، وتغرد منتقداً، و«تحط» على المسؤولين في المجالس، وتصبح بوقاً دائماً للاحتجاجات على سياسات التخطيط والمرور والبلدية والكهرباء والصحة في المدينة، لكن بمجرد أن يأتي شخص من خارج مدينتك، ويلقي تعليقاً سيئاً عنها تتحول إلى النقيض وتبدأ بمحاضرة تاريخية وثقافية طويلة، وتكتشف فجأة أنك لكثرة معرفتك بكوامن الضعف والخلل، فأنت الأقدر على الدفاع عنها وتفنيد كل ما تعتقد أنه يسيء إليها.

وسع الدائرة قليلاً، ودعها تشمل الوطن الأصغر والأكبر والعقيدة والمذهب والدين.. أو ضيقها أكثر إن شئت لتشمل قبيلتك وعائلتك وأبناءك.. وملاكك الجميل الذي يتحول في لحظات الغضب إلى شيطان! سترى أنك دائماً وغيرك في تلك الدوائر تتقبل النقد بكل سهولة، إذا كان من ضمن الدائرة نفسها، لكنك ترفضه بشدة وتعتبره تدخلاً، بل وقد تعاند رأيه وتدافع عن ما أنت غير مؤمن به إذا جاء من خارج هذه الدائرة، وعلى هذا جُبِل البشر، وهذه هي فطرتهم!

لذا فعليّ وعليك يا جاري، وعلى الجميع أن يفهموا آداب النقد، وسياسات تصيد الأخطاء، والتوجيه الإعلامي لسفهاء المجتمع والجرائد الصفراء، والاستبيانات المشبوهة، ودعم المنظمات التي أعتقد أنها لا تحبني كثيراً، صدقني أنا لاأزال أحبك، وسأبقى، قد أغير الكيمياء والرياضيات بل وحتى التاريخ، لكن من لي بتغيير الجغرافيا، دعني أتعامل مع ما يحدث في دائرتي، ولك الحرية في نقد ما يحدث داخل دائرتك! بالنسبة لي أنا الأول وأنت «ثانٍ»، وبالنسبة لك أنت أول وأنا ثانٍ! وكما يقول جيران الغرز: «كل واحد ينام على الجنب اللي يريحه»!

كم مرة صفعت فيها ذلك الطفل، بقدر كم مرة انتفضت فيها جوارحك للدفاع عنه وهو يُصفَع؟!

المصدر: الإمارات اليوم