جامعة بنسلفانيا الأمريكية: استضافة دبي القمة العالمية تؤكد مكانة الإمارات

أخبار

ذكر موقع «نولدج آت وارتون» التابع لجامعة بنسلفانيا الأمريكية، أن استضافة دبي للقمة العالمية للحكومات، أكد المكانة الكبيرة التي تتمتع بها دولة الإمارات والتطور الذي حققته في كافة المجالات. 

وأشار الموقع في تقرير مطول عن الإمارات عموماً، ودبي على وجه الخصوص إلى أن الإمارات سجلت تقدماً لافتاً في سعيها لأن تصبح مركزاً للابتكار، في استكمال للحضارة الإسلامية في حقبتها الذهبية، والتي رسمت معالم الحركة الثقافية والحضارية للعالم الحاضر.

وقال الموقع: «إن القمة العالمية التي استضافتها دبي ركزت على مسألة المشاكل والعقبات الجيوسياسية والاقتصادية التي تواجه العالم، إضافة على إيجاد الحلول الفعالة لمعالجتها».

أسهب تقرير الموقع في الحديث عن مدينة دبي وتاريخها العريق، حيث ذكر أن المبنى الذي يمثل اليوم متحف دبي الذي يتخذ من أقدم أحياء المدينة التاريخية مقرا له تم بناؤه في العام 1787 بمنطقة الفهيدي، وأنه تم تحويل المبنى التاريخي إلى متحف في العام 1971، وأنه يحتوى على قطع فنية يعود تاريخها إلى آلاف السنين، مشيراً إلى أن المتحف مثل رمزيا القمة العالمية للحكومات التي تم انعقادها في مبان فارهة وحديثة.

وأكد الموقع أن الإصلاحات كانت أسلوب الحياة التي تمتعت بها الإمارات في رحلتها من التحول من بلد صحراوي مغمور إلى دولة متطورة يشار لها بالبنان، وأنها شهدت منذ تأسيس اتحادها في العام 1971 تحولات جذرية، مشيراً إلى أن هذه الدولة التي كانت في السابق مجمعات بدوية، أضحت اليوم واحدة من الدول الأكثر ثراء وتعليما وسعادة على مستوى العالم، وأنها الدولة التي تتمتع بالاقتصاد الأكثر تنوعاً في المنطقة، علاوة على كونها ثاني أكبر اقتصاد عربي.

وأضاف «نظراً للإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها دولة الإمارات إجمالاً ودبي خصوصاً، كان جيداً أن تستضيف الإمارات هذا الحدث العالمي منذ بدايته في العام 2013، مؤكداً أن الدورة المقبلة من القمة ستكون ذات قاعدة أكبر من حيث أعداد المشاركين والمواضيع والأجندات المطروحة.

وأشار إلى أن الدورة السابقة من القمة والتي شهدت حضور أكثر من 4500 مشارك من 130 دولة حول العالم، عكست التطور الكبير الذي حققته الإمارات، وتغلبها على العقبات الجيوسياسية والاقتصادية التي واجهتها لتصل إلى مصاف الدول المتقدمة حول العالم، فضلا عن الدروس والعبر التي قدمتها الإمارات، ويتوجب على الدول الأخرى تعلمها من الدولة الفتية.

وقال التقرير إن القمة العالمية للحكومات والتي استضافتها دبي ألقت الضوء على خطط دولة الإمارات لاستعادة أمجاد الابتكار في مجالات العلوم والمعرفة، والتي تعود جذورها إلى الحضارة الإسلامية القديمة التي سادت العالم نحو 4 عقود من القرن التاسع الميلادي، وهي الحقبة التي أكد الموقع أن العالم الإسلامي كان فيها مركزا للمعرفة والعلوم المختلفة والابتكار.

وأضاف الموقع أن الإمارات واجهت بعض العقبات في إعادة إحياء الإرث الحضاري الإسلامي الضارب في القدم، إلا أن البرامج والاستراتيجيات والخطط التي تبنتها الإمارات جعلت من هذا الهدف أقل صعوبة، حيث إنها تولي التعليم أهمية قصوى لإدراكها أنه السبيل الأمثل لتحقيق التطور في المجالات العلمية والتكنولوجية والبحثية، مؤكدا أن دولة الإمارات استعادت اليوم مفهوم الابتكار وأصبحت حاضنة له، بعد أن استحوذت عليه الدول الغربية لأزمان طويلة وتساءل التقرير قائلاً: أنه وبالنظر إلى حقيقة أن منطقة الشرق الأوسط كانت المنارة التي شعت منها مفاهيم الابتكار التي يرتكز عليها العالم اليوم، فما الذي يمنعها اليوم من استعادة هذا الإرث العظيم؟ وما هو الدور الكبير الملقى على عاتق الإمارات لاستعادة ذلك الإرث؟

وأشار التقرير إلى أن التطور التكنولوجي والثورة الصناعية الحديثة استوجبت على العالم الحديث الاستعداد لها بشكل جيد، مضيفا أن الإمارات استطاعت تلقي الثورة التقنية العالمية الجديدة بسرعة فائقة ليس بسبب استثمارها لمواردها البشرية في التعليم والتكنولوجيا فحسب، بل بسبب امتلاكها مفاهيم وثقافة الابتكار التي اُستلهمت من الحضارة الإسلامية القديمة.

في العصر الحديث، وفي الوقت الذي أصبح فيه الناس أكثر طلاقة في استخدام التكنولوجيا الحديثة في كافة مناحي الحياة، قال التقرير إنه يترتب على الحكومات العالمية تعزيز طرق التواصل مع شعوبها عبر الوسائل التكنولوجية لضمان استمراريتها، مشيداً بما أنجزته الإمارات في تحويل معظم خدماتها الحكومية إلى خدمات إلكترونية، حيث أكد أن تواصل الحكومات إلكترونيا مع شعوبها ومواطنيها يعد استثماراً كبيراً يعزز من التواصل فيما بينهم ويعزز قيمة الوقت وأهمية استغلاله بالطريقة المثلى. 

وتَمَثَّلَ السؤال الأهم في القمة العالمية للحكومات في الدور الفعلي للحكومات تجاه شعوبها، وهو ما تمت الإجابة عنه حسب التقرير في عدة أشكال تمحورت جميعها حول وجوب أن تصبح الحكومات منصة لتقديم خدمات متميزة إلى العامة الذين أصبحوا يطلعون إلى خدمات أكثر جودة وسرعة تماشياً مع عصر السرعة الذي نعيش فيه.

وذكر التقرير أن الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية كشف خلال القمة العالمية للحكومات عن مفهوم «عقيدة التكامل» التي تهدف إلى جعل القيادة والحكومة والمجتمع في صف واحد متكاتف الأيدي لمواصلة استقاء دروس الماضي والاستعداد للمستقبل بشكل أفضل. ونوه تقرير الموقع بأنه يترتب على الحكومات أن تكون أكثر تفاعلا وأن تمتلك القدرة على استشراف المستقبل، ما يساعدها على تجنب المخاطر المستقبلية التي تأتي نتيجة للعديد من العوامل غير المتوقعة.

واستطرد التقرير قائلاً: إن إحلال الأمن والاستقرار هو من أهم العوامل التي تساعد على تمهيد الطريق لأي دولة نحو التطور والرخاء، معتبراً الإمارات نموذجاً واقعياً للدولة الآمنة المستقرة التي استطاعت بفضل هذه العوامل شق طريقها نحو التطور والعالمية وسط منطقة تحفها المخاطر والحروب والنزاعات، حيث أكد التقرير أن الإمارات جعلت نصب عينيها تحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية والعدالة لمواطنيها ومقيميها، لإدراكها أن تلك العوامل يمكن بها اختصار الكثير من الوقت في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة والخطط المرسومة.

المصدر: صحيفة الخليج