جبل «أبوقاطور».. أسطورة «الماء» المنهمر وعلاقته بـ«الشمس» عكسية!

منوعات

29947f1f49f04e0595c9118e34ca0355

أعوام طويلة، جاوزت بمجموعها نصف القرن، ظل خلالها جبل «أبوقاطور» الواقع في حوطة سدير (150 كيلومتراً شمال الرياض)، مكاناً للسمر والسهر، يجتمع فيه أهالي إقليم سدير، ويستضيف داخله من هم خارجها.

لا يشكّل «أبوقاطور» متنزهاً برياً وحسب، وإنما يتخطى ذلك ليصبح موقعاً تقام فيه بعض الفعاليات والمناسبات، نظراً لما يتميز به من خصائص لا تتوافر في مواقع أخرى، فالجبل الذي يُظل الأرض بشكله المجوّف، شكّل عنصراً جاذباً أسهم في أن يكون الوجود فيه مستمراً في الصيف والشتاء، فدرجة الحرارة تكون على مدار العام معتدلة، لدرجة تجعل الإقبال عليه في فصل الصيف أكثر من فصل الشتاء.

وتأتي تسمية «أبوقاطور» نسبة إلى الماء الذي يهطل من أعلى الجبل نحو الأرض من دون توقف، ما دفع بعض الأهالي قبل نحو 20 عاماً إلى بناء بركة لحفظ تلك القطرات التي تمطر باستمرار، وإتاحتها للزوار للشرب منها أو استخدامها في الطهي.

الظاهرة الطبيعية التي عُرف بها هذا الجبل، أسهمت في انتشار موقع الجبل على نطاق واسع، فعدد من الأسر الخليجية تحرص على زيارته بين فترة وأخرى، كما أن بلدية حوطة سدير اتجهت إلى استثمار الموقع والعناية به لإقامة عدد من الفعاليات داخله التي تستهدف الأفراد والعائلات، إذ استهلت منذ العام الماضي بدء الفعاليات بعد إكمال عدد من التجهيزات اللازمة فيه.

ويوضّح أحد أهالي حوطة سدير والمهتم بتاريخها، عبدالمحسن إبراهيم النصرالله، أن الماء الذي يهطل من أعلى الجبل من دون توقّف دفع بعض الأهالي قبل قرابة 20 عاماً إلى بناء بركة تتلقى قطرات الماء وتخزّنه، ليتمكّن الزوار من الشرب منه أو استخدامه في الطهي، مبيّناً أنه يزداد في فصل الشتاء، نظراً لتزامنه مع موسم هطول الأمطار، فيما ينوّه بأن «أبوقاطور» يعدّ الموقع الأبرز لاجتماع الأهالي والإقامة فيه منذ أن عُرف وحتى الوقت الحالي، خصوصاً خلال أيام عيد الفطر المبارك.

ويقول في حديثه إلى «الحياة»: «الجبل يتميز بتكوين طبيعي مجوّف، وإحاطته بمساحة واسعة إلى حدٍ ما، وفي الوقت ذاته يكون الظل حاضراً في معظم أجزاء تلك المساحة، إضافة إلى أن التجويف يعاكس الشمس، الأمر الذي يسهم في اعتدال درجة الحرارة وكذلك برودتها، وما يزيد الإقبال على (أبوقاطور) وجود الماء الذي لا يتوقف، والتي جاءت التسمية لأجله، إذ إنه قبل أعوام وصل هطول الماء من أعلى الجبل إلى عرض يقارب 10 أمتار، وتسبب ذلك في تحطّم جدار البركة التي أُعيد بنائها أكثر من مرة»، معتبراً أن هناك اهتمام جيد من البلدية وبعض الأهالي من حيث التشجير ووضع أحجار تكون بمثابة البوابة لمدخله. وينوّه مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية حوطة سدير ناصر الدحوم، أن البلدية تعمل على تكثيف الاهتمام بإيجاد المتنزهات وتجهيزها للأهالي، لافتاً إلى أنه تم عقد عدد من الأنشطة في «أبوقاطور» تستهدف العائلات وكذلك المدارس.

ويضيف: «يحظى الموقع بزيارات متواصلة من أهالي سدير وخارجها، ما دفع البلدية إلى تكثيف العناية به من حيث النظافة والتشجير، وكذلك عقد بعض الأنشطة المتنوعة».

المصدر: الرياض – سيف السويلم – الحياة