خلف الحربي
خلف الحربي
كاتب سعودي

حجر الزاوية يسد الطريق!

آراء

كما هو متوقع وصلت وزارة الإسكان إلى النتيجة الحتمية التي لا مفر منها وهي أن ملف الأراضي البيضاء هو حجر الزاوية في جهودها الساعية لحل مشاكل الإسكان، ولو تم تكليف أي جهة حكومية أخرى أو مؤسسة خاصة أو شركة عالمية أو جامعة أو حتى مخلوقات فضائية بالبحث عن حل لأزمة الإسكان في السعودية فإنها ستجرب كل الأفكار الموجودة في هذا الكون ثم تعود لتضع نفس حجر الزاوية المتعلق بمعضلة الأراضي البيضاء، بدون تحريك هذا الحجر سوف تبقى الزاوية مختلة ويستمر الحال مائلا وتتفاقم المشكلة مع مرور الزمان حتى يصبح الحل ضربا من ضروب الخيال.. فهل يقبل عاقل أن يتحول حجر الزاوية إلى حجر عثرة في طريق المستقبل!.

**

كشفت تقارير صحفية ألمانية استندت إلى إحصاءات رسمية للشرطة الألمانية في برلين أن الدبلوماسيين السعوديين احتلوا المركز الأول بلا منازع في المخالفات المروية!، حيث ارتكب ممثلونا في ديار الألمان 2099 مخالفة منها 19 مخالفة تجاوز الإشارة الحمراء و248 مخالفة تجاوز السرعة القانونية و1832 مخالفة ركن السيارة في أماكن ممنوع الوقوف، وقد حل الدبلوماسيون الروس في المركز الثاني بفارق كبير عن دبلوماسيينا الأفذاذ حيث ارتكب هؤلاء 977 مخالفة ثم حل في المركز الثالث أبناء عمومتهم الجورجيون في المركز الثالث برصيد 618 مخالفة.. مبروك المركز الأول يا شباب!.

**

نفت شرطة الرياض وجود حساب لها على موقع تويتر وذلك ردا على الحسابات الوهمية التي تنتحل اسمها، والسؤال هنا: لماذا لايكون لشرطة الرياض حساب على تويتر بغض النظر عن الحسابات الوهمية؟، فسكان مدينة الرياض من أنشط عباد الله على تويتر وهذا ثابت بإحصائيات منشورة، والكثير من أجهزة الشرطة في مدن مختلفة على امتداد هذا العالم لديها حسابات نشطة على تويتر، وهي مدن في أغلب الأحوال أصغر كثيرا من الرياض وأقل حيوية، ما الذي تنتظره شرطة الرياض كي تنشئ موقعا لها وتغرد بنشاطاتها والحوادث التي تتعامل معها يوميا وتستقبل من خلاله بلاغات وشكاوى المواطنين وتتفاعل معهم؟!.

**

طلب مني أحد القراء الأعزاء أن أتحدث عن شيء إيجابي ولو مرة واحدة كل ثلاث سنوات!، حسنا إليكم هذا الخبر فقد أعلنت وزارة التعليم العالي عن قبول أكثر من 292 ألف طالب وطالبة في 25 جامعة حكومية هذا العام فيما لايزال هناك حوالي 90 ألف مقعد شاغر، وهذا بالطبع غير الجامعات الخاصة والمبتعثين، هذه قفزة نوعية لا يستطيع تخيلها إلا من كان يعيش تلك الأيام التي كان الحصول فيها على مقعد جامعي مهمة مستحيلة، واليوم بعد أن تجاوزنا هذه المشكلة العويصة ووضعناها خلف ظهورنا فإن التحدي الأكبر يكمن في كيفية الاستفادة من مئات الآلاف من الخريجين وتوظيف طاقاتهم بشكل صحيح كي نحقق النهضة التي تليق بهذا البلد المبارك وأهله.

**

بمناسبة الإيجابية سأكون إيجابيا مرة أخرى وأتخيل بأنه يمكن حل أزمة الإسكان مثلما تم حل أزمة المقاعد الجامعية متى ما توفرت الإرادة الحكومية الصلبة، فالإمكانيات المالية موجودة والحمد الله ومتى ما توفرت العزيمة على تحريك حجر الزاوية فعن هذه المشكلة سوف تكون جزءا من الماضي!.

المصدر: عكاظ