حوادث مرورية

آراء

يعتصرنا الألم والحزن كلما طالعتنا الأخبار بحادثة مفجعة من حوادث المرور الجسيمة التي تحصد أرواحاً بريئة، وكان أحدثها ذلك الذي أعلنت عنه مؤخراً شرطة الشارقة، وأسفر عن وفاة ثلاثة مواطنين وإصابة رابع بإصابات بالغة نُقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج. وهو الحادث الذي جرى على شارع الإمارات، وشهد تدهور مركبة دفع رباعي كانت متجهة من نفق الزبير باتجاه الجسر رقم (7)، واصطدمت بالحاجز الحديدي الفاصل بين الشارعين، وبعمود الإنارة.

وأعلنت الشرطة – وهي تقدم تعازيها لذوي المتوفين- عقب «المعاينة وتخطيط الحادث، أن السرعة الزائدة والانحراف المفاجئ السبب الرئيس في وقوع هذا الحادث المؤسف».

وجددت القيادة العامة لشرطة الشارقة – كما تفعل إدارات الشرطة في مختلف الإمارات عقب وقوع حوادث مماثلة – مناشدتها «قائدي المركبات، ضرورة الالتزام بقواعد السير والمرور، وخفض السرعات وعدم الانشغال بغير الطريق، وتوخي الحيطة والحذر أثناء القيادة، متمنية السلامة للجميع»، ومن شاهد المقطع المصور الذي تم تداوله عقب الحادث يستحضر هول ما جرى.

يعتصرنا الألم والحزن أمام هذه الحوادث الكبيرة المتكررة بين فترة وأخرى، وتمثل نزيفاً على طرقنا، لأننا أولاً في الإمارات نعد أسرة كبيرة واحدة يجمعنا «البيت المتوحد»، ونرى في كل خسارة بشرية مصاباً للجميع، ونحن نفقد شباباً وزهوراً يانعة في مقتبل العمر وفي أوج رحلة العطاء بمجتمع في مسيس الحاجة لطاقة كل فرد فيه. ونضم أصواتنا لمناشدات رجال الشرطة، وندعو كل من يجلس خلف مقود إلى استحضار واستذكار وجود أم وأب وأسرة تنفطر قلوبهم وقد رزأتها المصيبة بوقوع حادث من هذا النوع، لا سمح الله.

لقد أقامت الإمارات شبكة واسعة من الطرق الحديثة التي لا مثيل لها في العالم، وفق أعلى معايير ومقاييس السلامة ضمن بنى تحتية في غاية التطور، وكان الهدف قبل أية اعتبارات أخرى سلامة وراحة الإنسان. كما أن دوائر النقل والمرور والشرطة تبذل جهوداً ضخمةً ومبادرات متنوعة كبيرة، ومع هذا نجد الاستجابة والتفاعل دون المستوى المنشود.

اليوم، نحن بحاجة إلى مقاربات متقدمة تتجاوز مسألة نشر الرادارات والمخالفات والغرامات المالية المشددة والنقاط السوداء وكاميرات الذكاء الاصطناعي، وننتقل لمرحلة تعزيز أمن وسلامة المركبات بحيث يتم فرض مواصفات تحد من قدرة سائقها على الوصول بها للسرعات القصوى وتمنع الانحراف المفاجئ أو الانشغال، ونحن نتحدث دوماً عن الابتكار وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. ويا شباب رفقاً بقلوب ذويكم وأسركم وأبنائكم، ونسأل الله السلامة للجميع.

المصدر: الاتحاد