«دبي السينمائــــــــي».. ‬8 أيام حافلة بالأفلام والنجـــــــوم

منوعات

يفرد مهرجان دبي السينمائي الدولي، مساء اليوم، سجادته الحمراء، معلناً انطلاق فعاليات دورته التاسعة في مدينة جميرا، على مدار ثمانية أيام حافلة بنجوم عالميين وعرب، و‬158 فيلماً، من ‬61 دولة، تتحدث ‬43 لغة، من بينها ‬50 عرضاً عالمياً أول، يستهلها فيلم افتتاح المهرجان «حياة باي» الذي يُعرض بتقنية ثلاثية الأبعاد.

رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، لكن رحلة التأسيس لصناعة سينما خليجية وإماراتية ذات خصوصية تبدأ من «دبي السينمائي»، حسب رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة، الذي يعول كثيراً على الدورة الجديدة للمهرجان، خصوصاً في ما يدعم جهود دبي لاستضافة معرض «اكسبو ‬2020»، ويتكاتف على إنجاحه العديد من المؤسسات، منها مدينة دبي للاستوديوهات، وسوق دبي الحرة، وطيران الإمارات، وهيئة دبي للثقافة والفنون، وجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الفوتوغرافي.

وقال جمعة إنه «لا يمكن التعامل مع الدورة الحالية بمعزل عن سياقها الزمني، فالأرقام تعكس حجم ما تحقق، سواء في ما يتعلق بما يحتضنه المهرجان خلال فترة إقامته، أو عدد الأفلام والمخرجين الذين استثمروا مبادراته وورشه وسوقه لإنجاز أعمال مهمة، في إطار استراتيجية للنهوض بصناعة الأفلام، ليس محلياً وخليجياً فقط، بل عربياً أيضاً».

مبادرات

أضاف رئيس المهرجان لـ«الإمارات اليوم»، أن «بلوغ عقد من السنين يظل زمناً محدوداً في أعمار المهرجانات الدولية، لكن رغم ذلك فإن حجم المنجز والطموح هو ما يجعلنا فعلياً نختزل المقاييس المتعارف عليها هنا، كعادة دبي التي تتسم مشروعاتها المهمة بفلسفة إنجاز مشروعات كبرى في أوقات قياسية للغاية». ولم يُخف جمعة أن تلك الفترة في الوقت نفسه كافية للحكم على مهرجان دبي السينمائي عموماً كمبادرة سينمائية رائدة في المنطقة، مضيفاً «يبقى التساؤل وكشف الحساب حول حجم المنجز، ومكامن الإخفاق والخلل قبل التألق مشروعاً، بل مطلوباً سواء من قبل الإعلام والمتابعين أو الجمهور، من أجل دعم مسيرة المهرجان». وتابع جمعة «رغم أننا نفضل دائماً الحديث بلغة الأرقام، لحياديتها وقدرتها الفائقة على استرجاع الخطوات الماضية ورصد الراهنة، والاستشراف بالمستقبلية منها، إذ يعرض المهرجان في دورته الحالية خلال ثمانية أيام ‬158 فيلماً، من ‬61 دولة، منها ‬50 عرضاً عالمياً أول، إلا أن هذا لا يجعلنا نغض الطرف عن معيار النوع، فهناك دائماً لجان فنية شديدة الاحترافية والتقيد بالمعايير من اجل قبول مشاركة الأفلام في برامجه المختلفة، وهو ما أكسب «دبي السينمائي» قيمته الحالية لدى صناع السينما العالميين، وجعلهم يفضلون شاشته لاستضافة العروض الأولى لأفلامهم». وأضاف «نجح دبي السينمائي في ترسيخ مكانته العربية والعالمية، تشهد على ذلك عاماً بعد عام، هذه الزيادة المطردة في أعداد كبار نجوم السينما من ممثلين ومخرجين، ونقاد، يحرصون على المشاركة في المهرجان، وتقديم أعمالهم. وفي هذا العام، ستعرض الدورة التاسعة أفلاماً تتحدث بـ‬43 لغة، بما يتيح لنا المزيد من الفرص لتغطية أكبر مساحة متنوعة من جمهور وعشاق السينما ذوي الأذواق المختلفة، فضلاً عن الأنشطة الاحترافية الأخرى مثل الندوات الحوارية وورش العمل التي سيقودها نخبة من نجوم السينما العرب والعالميين، والتي نأمل أن تمثّل مصدر إلهام يضيء طريق الجيل المقبل من صانعي السينما».

قنوات في قلب الحدث

تتحول كواليس وفعاليات دبي السينمائي ربما بشكل أكبر من المهرجانات العربية المناظرة إلى مساحات تستضيفها شاشات التلفزيونات المختلفة التي توجد دائماً في قلب أحداثه، منها قنوات مؤسسة دبي للإعلام بشكل خاص، إذ أشار المدير العام لقنوات مؤسسة دبي للإعلام، أحمد المنصوري، إلى توجه قنوات المؤسسة وحرصها الدائم على نقل الفعاليات الاجتماعية والفنية والاقتصادية والاحتفالات الكبيرة التي تقام في دبي وبقية إمارات الدولة، كذلك حرصها على إيصال مشاهديها إلى مواقع الأحداث مباشرة، لافتاً إلى أهمية مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي يعد أحد أبرز وأكبر المهرجانات السينمائية في المنطقة، مشكلاً بذلك منصة متكاملة لتشجيع أعمال صانعي الأفلام العرب، والمبدعين في القطاع السينمائي على المستوى العالمي، بالإضافة إلى دعم وتعزيز انتشار الحراك السينمائي في المنطقة. ودعا المنصوري إلى متابعة مواكبة قنوات مؤسسة دبي للإعلام التلفزيونية: (تلفزيون دبي، قناة سما دبي، دبي ون)، لكل فعاليات هذا الحدث الفني الكبير الذي سيقدم أفضل ما أنتجته السينما حول العالم، ويقيم مناسبات خاصة بصناعة السينما إلى جانب المنتديات وطاولات الحوار وجلسات التواصل وورش العمل، وحضور نجوم الفن السابع على السجادة الحمراء. وأضاف المنصوري، أن «قنوات (دبي للإعلام) ستقوم بنقل وقائع افتتاح مهرجان دبي السينمائي على الهواء مباشرة مساء اليوم، إذ ستوجد كاميرات وطاقم عمل المؤسسة على السجادة الحمراء وعلى المسرح، مع المذيعين: ديالا مكي من تلفزيون دبي، ورهف الطويل وبدر خلف من قناة سما دبي، وعمر بطي وإلهام الحمادي من قناة دبي ون».

جسور تواصل

حول فيلم الافتتاح «حياة باي» الذي يُعرض بتقنية ثلاثية الأبعاد، من إخراج آنغ لي، عن قصة الروائي يان مارتيل، قال جمعة «يعكس العمل بكل وضوح الرؤية الأعمق لمهرجان دبي السينمائي الدولي التي تهدف إلى بناء جسور التواصل والتعارف بين الثقافات، فقد تمّ تصوير هذا العمل في كل من الهند وكندا وتايوان، حول حياة الصبي باي الذي يلعب دوره سوراج شارما، والذي نتشرّف باستقباله في الإمارات، فقد اختاره المخرج آنغ لي بعد مكابدة، وبعد أن استعرض ‬3000 ممثل، كان سوراج بينهم، هذا الصبي الذي نجح في إظهار بطولة باي وآماله وخوفه ومعاناته ولحظات ابتهاجه، إذ كانت موهبته الرائعة تبرز أكثر فأكثر كلما تعمّقنا في مشاهد الفيلم، ولهذا وقع اختيارنا على (حياة باي) لافتتاح الدورة التاسعة للمهرجان، لما له من رسالة عالمية تعكس تلك الروح المثابرة في عالمنا المعاصر الذي أصبح قرية صغيرة متعددة الثقافات».

من جانبه، قال صاحب الشخصية المحورية في فيلم الافتتاح، الفنان سوراج شارما «أكثر ما يميز فيلم (حياة باي) أنه من وحي فكرة عالمية غير مُقترنة بثقافة بعينها، فهي تدور حول النجاة من أحداث يصعُب التغلّب عليها، ودون شك أن مهارة المخرج العبقري آنغ لي في استخدام أدوات السينما المعاصرة، بما فيها تقنية ثلاثي الأبعاد، قد انعكست على تفاعل الجمهور مع هذا الفيلم، الذي أدخلني عالم السينما، وأنا وزملائي في هذا العمل نشعر بالكثير من الفخر باختياره لافتتاح مهرجان دبي السينمائي الدولي».

نجوم

حسب إدارة المهرجان، من المتوقع أن تشهد السجادة الحمراء الليلة حضور نجوم عالميين كبار، تتقدّمهم الممثلة كيت بلانشيت، الحائزة جائزة الأوسكار، بالإضافة إلى نجوم فيلم «حياة باي»، وفريدة بينتو، والمخرج البريطاني مايكل أبتيد، جنباً إلى جنب عدد من الفنانين الإماراتيين والخليجيين منهم ريم ارحمة، جابر نغموش، حبيب غلوم، هيفاء حسين، منصور الفيلي، هيا عبدالسلام، محمود بوشهري، فاطمة الصفي، بسام عبدالأمير، حمد العُماني، إبراهيم الحربي، عبدالله بوشهري، فؤاد علي، شيماء علي، أصيل عمران، عبدالعزيز جاسم، وغيرهم.

وأكدت اللجنة المنظمة للمهرجان أن عدداً كبيراً من نجوم السينما المصرية والعربية قد أكد حضوره بالفعل منهم، محمود عبدالعزيز، نيللي، شيرين، أمير كرارة، كارولين خليل، عزت أبوعوف، غادة عادل، مجدي الهواري، بوسي شلبي، هاني رمزي، حسن حسني، خالد النبوي، محمد سعد، نرمين الفقي، صلاح السعدني، شيرين عادل، رمزي لينر، محمد فرج، المخرج خيري بشارة، المخرج الصاعد إبراهيم البطوط، والسوري سامر إسماعيل، والليبي إسماعيل العجيلي، والمطرب اللبناني وليد توفيق الذي له مشاركات نادرة في الأفلام السينمائية المصرية خصوصاً.

وخلال الحفل الافتتاحي الذي سيحضره مجموعة من كبار الشخصيات، سيتمّ تقديم جائزة «إنجاز العمر» للممثل المصري محمود عبدالعزيز، والمخرج البريطاني مايكل أبتيد. بينما سيتمّ توزيع «جوائز المهر» على الفائزين في الأمسية الختامية في ‬16 من الشهر الجاري.

المصدر: الامارات اليوم