دراما رمضان أعمال تستفز الجمهور وأخرى دون المـــــــستوى

منوعات

بين مسلسلٍ وآخر، تجد نفسك تدور في دوامة لا نهاية لها، مع مشاهد تستفز مشاعرك، منها ما فتح عينيك على حقائق لم تكتشفها من قبل، ومنها ما لامس حواسك، ملتقطاً من دواخلك أجمل الأحاسيس، ومنها ما أجج في أعماقك حالة من الغضب، لما تحفل به من استخفاف بك وبوعيك.

أعمال درامية كثيرة رافقت شهر رمضان يوماً بيوم، استفزت الجمهور بما قدمته من أحداث وقصص، بعضها دخل قائمة الأكثر مشاهدة، فيما تاه بعضها الآخر في دهاليز النسيان، لتبقى قائمة الأعمال التي لفتت انتباه الجمهور قليلة، قياساً بما جاد به سوق رمضان هذا العام.

وبنظرة خاطفة على مسلسلات رمضان، تلتقط أعيننا كماً من أخطاء إخراجية وفنية، ومشاهد أثارت حفيظة الجمهور، ليقابلها بمطالبات »إيقاف العرض«، بعد أن خيبت آماله، ولم تتوافق مع طموحاته، فيما حافظت الأعمال المقتبسة عن الروايات الأدبية، على مكانتها، لتعيدها إلى رفوف الكتب »الأكثر مبيعاً«، بعد أن نفضت الدراما عنها آثار غبار السنين.

ساق البامبو

استفز مسلسل »ساق البامبو«، الرقابة في الكويت، إذ لم تجز تصويره، ما اضطر صناعه للانتقال إلى دبي لتصوير مشاهده، لا سيما أن الرواية التي انبثق منها العمل، تناقش قضايا حساسة بالنسبة للمجتمع الكويتي، وأهمها قضية الحب الممنوع، المتمثل في الزواج من خادمات، لينتهي المطاف بإنجابهن أطفالاً يحملون الجنسية الكويتية..

ولكنهم لا يملكون من ملامح أهلها شيئاً. كما لم يغفل المسلسل قضية فئة »البدون«، وقد طفت هذه القضية على سطح العمل، وتم تسليط الضوء على أبعادها الإنسانية بشكل واضح دون تمويه، ما استفز الكثيرين، الذين يعتبرون مثل هذه القضايا هموماً شخصية، لا يجب الحديث فيها على الملأ.

خيانة وطن

وبالمقابل، استفز مسلسل »خيانة وطن«، مشاعر الجمهور، وأجج وطنيتهم، كاشفاً الستار عن رابط يفوق بقوته كل الروابط الأخرى، رابط يتوج الوطن ملكاً على عرش القلوب، ويُسخر الطاقات في خدمته، ويجعل التضحية بالنفس أقل ما يمكن تقديمه في سبيل الدفاع عنه.

وقد لامس »خيانة وطن«، الجمهور، بمصداقيته التي فاقت حدود التلميح والإشارة إلى الحقائق من بعيد، فكان عملاً صادقاً برسالته، صريحاً بكلمته، مثبتاً قدرة الإبداع الإماراتي على اقتحام كل الحدود، وعلى تسلق أعلى الأسوار، ومواجهة أعتى العواصف، في سبيل توعية أبناء المجتمع، والوقوف حراساً على أبواب الوطن.

حارة الشيخ

فكرة »حارة الشيخ« كانت كفيلة بأن تستفز الشارع السعودي تحديداً، الذي أطلق عبر تويتر هاشتاغ، يطالب فيه بإيقاف المسلسل، بداعي نيله من التراث والهوية الحجازية، معتبرين في الوقت نفسه، أن المسلسل جاء نسخة »خليجية« عن »باب الحارة« السوري، في حين لم يتمكن صناع المسلسل من إقناع الجمهور بأحداثه، رغم تصريحاتهم بأنه »فانتازيا تاريخية«، كتبت بطريقة »خيالية«، ليتربع هذا العمل على صدارة الأعمال المطلوب إيقافها.

باب الحارة 8

رغم ما يحتفظ به من شعبية واسعة، إلا أن »باب الحارة 8«، لم يأتِ على »هوى« الجمهور، في وقت أعلن فيه الكثير من السوريين »براءتهم« من العمل، معتبرين أنه »لا يمثل سوريا، سواء في فترة الانتداب الفرنسي، أو بعده«، لتكون مكافأة الجمهور لهذا العمل، المطالبة بإغلاق »باب الحارة« نهائياً، لا سيما أن الشركة المنتجة له، سبق لها أن أعلنت عن نيتها متابعة إنتاج أجزاء جديدة من المسلسل، الذي استطاع أن يحقق نسب مشاهدة عالية، وفق الإحصاءات.

المغني

الحلقة الخامسة من مسلسل »المغني«، الذي يتناول قصة حياة الفنان محمد منير، كانت الأكثر استفزازاً لأهالي النوبة، ليأتي الرد على مواقع التواصل الاجتماعي »ساخناً«، وسط مطالبات بإيقاف عرض العمل، الذي اتهم مؤلفه وبطله محمد منير، بأنهما اختارا تزييف التاريخ عوضاً عن الانحياز لأهالي النوبة..

حيث أبدى غالبيتهم، الاستياء من تصوير »سعادة« النوبيين من عمليات التهجير واحتفائهم به، معتبرين أنه »ينافي الحقيقة«. ما حملته الحلقة الخامسة من مشاهد، خاصة للطفل الذي يحمل صورة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والسفن التي أقلت النوبيين، كانت كافية لأن يعلن متابعو صفحة »النوبة« على موقع الفيسبوك، مقاطعتهم للمسلسل، معبرين عن رفضهم لأحداثه جملة وتفصيلاً.

سقوط حر

الفنانة نيللي كريم، استحوذت على انتباه الجمهور، من خلال شخصيتها في »سقوط حر«، لتدخله إلى قائمة الأعلى مشاهدة، الأمر الذي حدا بالكثير من متابعي دراما رمضان، إلى اعتباره »مفاجأة« الموسم، لكونه عملاً فنياً متكاملاً..

فضلاً عن كونه يمثل تجربة مختلفة، لما يتضمنه من أدوار مركبة، حيث تمتع العمل بكافة مقومات النجاح، من حيث النص الجيد والإخراج المتميز وحسن اختيار أبطال العمل، خاصة نيللي كريم، التي أبدعت في تجسيد شخصية »المضطربة نفسياً«، والتي لفتت من خلالها نظر عدد من الأطباء النفسيين ممن عبروا عن إعجابهم بالتفاصيل الطبية والإدارية، والحالات التي تضمنها العمل، والتي قالوا إنها تجسد الواقع المعاش في العديد من المستشفيات.

سيلفي 2

في رمضان الحالي، يعود الفنان ناصر القصبي، إلى جرأته المعهودة، والتي ظهرت جلية في الموسم الثاني من »سيلفي«. فقد تمكن هذا العمل منذ حلقاته الأولى، إثارة ضجة عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب القضايا التي تناولها، لينال العمل إشادة الجمهور والنقاد، على حد سواء..

والذين عزوا نجاح العمل إلى اللعب على المضمون وحسن اختيار القضايا، وجرعة الجرأة العالية. المسلسل، ورغم وجود بعض الآراء المعارضة لما جاء فيه، إلا أنه تمكن من تحقيق نسب مشاهدة عالية في السعودية والمنطقة العربية عموماً، لا سيما أن القصبي ركز في هذا العمل على قضايا الإرهاب والتطرف، والتي تناولها ضمن قالب كوميدي جميل.

ليالي الحلمية 6

الجزء السادس من »ليالي الحلمية«، نال نصيبه من النقد »اللاذع«، ليأتي المسلسل مخيباً لآمال الجمهور والنقاد، على حد سواء، فرغم مرور الثلث الأول من الحلقات..

إلا أن كاتبي العمل، عمرو محمود ياسين وأيمن بهجت قمر، ومخرجه مجدي أبو عميرة، لم يتمكنوا من الإمساك بطرف الخيط الذي تركه الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، مع نهاية الجزء الخامس، فيما لم يتمتع المسلسل بذات الروح، التي طالما تحلى بها العمل في أجزائه الخمسة الماضية، ما أفقد الصراع بين الفخراني والسعدني نكهته، وأسلوب »ليالي الحلمية« الخاص.

ليدشن عشاق »الليالي« على »تويتر«، هاشتاغ (ليالي الحلمية)، ليتسوعب كافة تعليقات الجمهور ومتابعي الجزء السادس، والتي جاء معظمها »ساخناً«، ومؤكدة أن الجزء السادس لا يمت بصلة إلى »ليالي الحلمية« التي عرضت في الثمانينيات وأوائل التسعينيات.

أفراح القبة

الكثير من النقاد اعتبر أن مسلسل »أفراح القبة«، استطاع تحقيق المعادلة الصعبة في رمضان، فإلى جانب تحقيقه لنسب مشاهدة عالية، فقد نجح في لفت نظر النقاد، الذين اعتبروا أنه »حالة مغايرة وصادقة«، و»دراما مختلفة عن السائد«، ما جعل منه الحصان الأسود لدراما هذا العام. ورأوا أن سر نجاح المسلسل، يكمن في احترمه لعقل ووجدان المشاهد العربي، مؤكدين أنه يعد لوناً مختلفاً عما تعود عليه المشاهد.

سمرقند

سلوك »سمرقند« لدروب التاريخ، كان محفزاً للكثير من الجمهور لمتابعته، لا سيما أن معظم أحداثه استمدت من رواية »سمرقند« لأمين معلوف، واستندت أيضاً على بعض كتابات ابن الأثير، ليتمكن الفنان عابد فهد، الذي يلعب دور »حسن الصباح«، وكذلك أيضاً الفنانة أمل بشوشة، التي تلعب فيه دور »جارية«، تتمكن من ولوج بلاط السلطان، من لفت انتباه كافة متابعي العمل التاريخي.

ورغم ما ورد فيه من أخطاء في نطق اللغة العربية الفصحى، إلا أن المسلسل جاء في قوائم الأكثر مشاهدة، ليحقق في مواقع التواصل الاجتماعي صدى كبيراً بين متابعي الدراما، متسلحاً في ذلك، بما يطرحه من قضايا تتعلق بالتطرف والإرهاب.

العراب 2

»الضرب من تحت الحزام« سمة تحلى بها الجزء الثاني من »العراب«، ورغم جماليات الحلول الإخراجية التي قدمها حاتم علي في المسلسل، وإشاراته الواضحة نحو الفساد المتغلغل في السلطة، إلا أن المسلسل تميز بإيقاعه البطيء، في وقت استحوذ فيه النجمان باسل خياط وباسم ياخور على المشهد العام للمسلسل، بعد غياب جمال سليمان عنه، إثر مقتله في نهاية الجزء الأول..

وغياب لاعبين أساسيين فيه، مثل زاهي وهبي، الذي انسلخ عن العمل بعد »فسخ« العقد معه، وذهاب حقوق التأليف إلى السيناريست خالد خليفة، بالشراكة مع أحمد قصار. ليواصل خياط وياخور، المشوار الذي بدأه »أبو عليا«، ليكشفا عن بعض من الفساد، وجانباً من الانفتاح الاقتصادي الذي شهدته سوريا بعد 2008، قبيل غزو الحرب شوارعها القديمة.

مالك بن الريب

حضور قصة الفارس والشاعر من بني تميم »مالك بن الريب«، التاريخية على الشاشة، كان كفيلاً بأن يفتح شهية الكاتبة ريما إيراني للحديث عن حقوق زوجها الراحل الأديب جمال أبو حمدان في هذا المسلسل، وذلك من خلال بيان أصدرته، وانبرت فيه بالدفاع عن حق زوجها في نص المسلسل، الذي يلعب بطولته الفنان ياسر المصري..

حيث استندت في بيانها على نقاط عدة، تثبت أحقية زوجها في العمل، بعد أن أدرج اسمه ثانياً على تتر المسلسل، قائلة إن العمل »فكرةً ومعالجةً لجمال أبو حمدان، المعروف عنه إعادة قراءة التاريخ، وفقاً لرؤيته، وفهمه للأحداث«، إذ إنه »نظر إلى سيرة هذا الشاعر من جانب الرفض، وعدم الاستقرار على الحال، وقرأ ندماً في عودته عن حياة الصعلكة، وبنى آفاق العمل ونسج خيوطه الدرامية تبعاً لذلك«.

الدمعة الحمراء

لم يكن حظ مسلسل »الدمعة الحمراء«، للكاتب الراحل محمد الأحمد السديري، أفضل من غيره من الأعمال التاريخية، فقد قوبل بانتقاد لاذع على مواقع التواصل الاجتماعي، طالت اللهجة النجدية غير المتقنة التي تحدّث بها الممثلون، خصوصاً وأن علا الفارس، والفنانة عبير عيسى، أردنيتان..

كما طالت الانتقادات أيضاً، اللباس البدوي المبالغ به، ورقصة العرضة التي قال متابعو المسلسل، إنها مختلفة عن الرقص البدوي الأصيل، وعابوا على الممثلين المبالغة في الماكياج والكحل.

الأسطورة

بين مؤيد ورافض لـ »الأسطورة«، وقعت تجربة الفنان محمد رمضان الدرامية، والتي تحاكي في مضمونها العام، فيلم »جعلوني مجرماً«، من بطولة فريد شوقي..

وتكاد أن تفيض بأشكال الجريمة، لتطرح معالجة درامية جديدة للأسباب التي تقود الشباب للوقوع في فخ الإجرام، ورغم ذلك، استطاع »الأسطورة« أن يدخل قائمة الأكثر مشاهدة، خاصة المشهد الذي يصور فيه مشاجرة بين »الرفاعي وعائلة النمر«، والذي استطاع أن يحقق على يوتيوب مشاهده تجاوزت حاجز 4 ملايين.

أخطاء المسلسلات عثرات تعترض طريق صناعها

تعثرت دراما رمضان بمطبات كثيرة، كان نتاجها أخطاء فنية وإخراجية وقفت للعمل بالمرصاد، فأفسدت متعة المشاهدة، وكشفت عن ضعف في جوانب عدد من المسلسلات.

مشاهد كثيرة وقعت ضحية الأخطاء، بعضها كشف عن قصور في الرؤية الإخراجية، وبعضها الآخر جاء كنتيجة طبيعية للاستعجال في التصوير والمونتاج بغية اللحاق بالموسم الرمضاني، إلا أن عين المشاهد لم تغفل عنها، لتسجلها »عثرات« وغرد بها الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحولت إلى ساحة »عرض« للكثير من أخطاء الدراما الرمضانية.

إلى جانب حالة السجال والجدل التي أثارها الجزء السادس من مسلسل »ليالي الحلمية«، فقد وقع هذا العمل في أخطاء عدة، أبرزها تمثل في عمر شخصية »نازك السلحدار« (الفنانة صفية العمري) والذي مثل واحداً من أبرز السقطات التي وقع فيها صناع المسلسل..

حيث تساءل الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، عن عمرها، قائلين إنها في الجزء الخامس كانت بعمر الثمانين، وبالتالي يجب أن تظهر بصورة المرأة العجوز، وهو ما تظهر به في الجزء السادس.

ملابس الشرطةفي حين رصد متابعو مسلسل »نيللي وشريهان« خطأ وقع فيه مخرج العمل بأن جمع الصيف والشتاء في يوم واحد من خلال ملابس الشرطة، حيث ارتدى »شيكو« في أحد المشاهد ملابس الشرطة الصيفية، بينما ارتدى جندي الحراسة ملابس الشرطة الشتوية كبقية أفراد العمل.

تترصناع مسلسل »المغني« الذي يتناول قصة حياة الفنان محمد منير، وقعوا في خطأ »غير مقصود« وذلك من خلال استبدالهم في تتر المسلسل اسم ملحن أغنية »اللي غايب«، حيث ظهر على التتر أن مؤلف الأغنية هو محمد سلطان وملحنها عمر بطيشة، في حين أن العكس هو الصحيح.

أناقة اناقة ونظافة ملابس »عامل النظافة« التي تنكر بها الفنان محمود عبد العزيز في الحلقة الثانية من مسلسل »رأس الغول«، ليتمكن من الإفلات من الشرطة، أثارت سخرية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، والذين ركزوا كثيراً على ما قاله »درويش« (محمود عبد العزيز) بأنه تبادل ملابسه مع شخص بسيط وصفه بـ »الغلبان«.

زينة علامسلسل »الخروج« جاء حافلاً بالأخطاء، من أبرزها ظهور الفنانة علا غانم بكامل زينتها ومكياجها، في أحد المشاهد التي لا يفترض أن تكون فيه بكامل رونقها وماكياجها، وهو ما لفت نظر المشاهدين الذين تهكموا على المشهد في ساحات التواصل الاجتماعي، ليستعيدوا من الذاكرة العديد من المشاهد التي وقعت فيها علا غانم وكانت أيضاً تتعلق بالماكياج.

فارق السنفي المقابل، شكلت فوارق السن خطأ ملحوظاً في معظم المسلسلات، من بينها »فوق مستوى الشبهات«، فقد أثار فارق السن بين الفنانة يسرا والفنانة ليلى عز العرب التي تلعب دور »والدة يسرا« وتبلغ من العمر 70 عاماً، تهكم مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، علماً بأن الفارق العمري بين الفنانتين لا يتجاوز 3 سنوات.

المصدر: البيان