دعوة دولية من لندن إلى وقف فوري للقتال في اليمن

أخبار

دعت بريطانيا والولايات المتحدة إلى وقف إطلاق النار في اليمن «في غضون ساعات»، بينما قال قائد عسكري أمريكي، أمس، إن عدة صواريخ أطلقت صوب السفينة الحربية «ماسون» في البحر الأحمر للمرة الثالثة من أراضٍ يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وإن السفينة اتخذت إجراءات مضادة ولم تصب.

وفي اجتماع انعقد في لندن أمس ومثل دولة الإمارات فيه الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية،

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري «إذا قبلت الأطراف المتصارعة في اليمن وانتقلت إلى الأمام لوقف إطلاق النار فإن المبعوث الخاص للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، سيعمل من خلال التفاصيل ويعلن متى وكيف يمكن أن يصبح نافذ المفعول». وقال: هذا هو الوقت المناسب لتنفيذ وقف لإطلاق النار دون قيد أو شرط ومن ثم الانتقال إلى طاولة المفاوضات. وأضاف أنه ووزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون وولد الشيخ أحمد يدعون إلى تنفيذ وقف إطلاق النار «بأسرع وقت ممكن، وهذا يعني الاثنين والثلاثاء». والتقى كيري وجونسون وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وعددا من المسؤولين الآخرين، وعبر المجتمعون في بيان عن دعمهم القوي للجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة ودعوه إلى تقديم خطته وخارطة الطريق في أقرب وقت ممكن لكلا الطرفين التي «توفر رؤية واضحة من الخطوات الأمنية والسياسية اللازمة للتوصل إلى حل سلمي للنزاع».

ودعا البيان جميع الأطراف اليمنية للعمل بإصرار مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة وفقاً لمبادرة مجلس التعاون الخليجي، ونتائج الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة كما يجب على جميع الأطراف إبداء المرونة والاستعداد لتقديم تنازلات بحسب البيان الذي جاء فيه: «الخطوات من جانب واحد، بما في ذلك تلك الإجراءات في صنعاء لتشكيل المؤسسات السياسية، لا تتفق مع التوصل إلى حل سلمي، ولن تمنحهم الشرعية» كما أعرب الوزراء عن قلقهم من الوضع الاقتصادي بما في ذلك «استقلالية البنك المركزي»، ودعوا جميع الأطراف إلى «احترام والحفاظ على نزاهة الحكومة والمالية».

يأتي ذلك بعد أقل من 24 ساعة من تعرض المدمرة الأمريكية «يو اس اس ماسون» إلى هجوم ثالث بالصواريخ في البحر الأحمر قبالة مناطق يسيطر عليها المتمردون الحوثيون. وقال الأدميرال جون ريتشاردسون رئيس العمليات البحرية للصحفيين: إن كبار ضباط البحرية، «يجرون إعادة تقييم»، بينما قال مسؤولون رفيعون في البنتاغون لصحيفة «نيويورك تايمز» لا يمكننا القول ما إذا كان المتمردون الحوثيون هم أنفسهم الذين أطلقوا الصواريخ على ماسون، أو عمّا إذا كانت قد أطلقت من قبل وحدات تابعة للرئيس السابق علي عبد الله صالح.

ونشر الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية تأكيد مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية عن الوضع في اليمن: «ليس لدينا أي شك في أن الحوثيين هم من أطلقوا الصواريخ على سفننا، ونحن على يقين من ذلك» قبل أن يضيف: «أنا وزملائي على اتصال منتظم مع سفاراتنا ومع الآخرين لمعالجة وتحليل هذه القضايا».

وحملت العديد من الصحف والمواقع العسكرية الأمريكية انتقادات حادة للجيش الأمريكي الذي قال إنه نفذ هجمات صاروخية ضد مواقع الرادارات التي يقوم من خلالها المتمردون اليمنيون باستهداف السفن الأمريكية. وقال المسؤول الأمريكي الرفيع بحسب موقع الخارجية: هم لديهم قدرات أخرى لم نقم بتعطيلها، نعم نحن دمرنا هذه المواقع ولكننا لم نعطل قدراتها بأكملها «لكنه تحاشى الجزم بأن الصواريخ التي أطلقت على السفن الأمريكية جرى جلبها من إيران». وقال: «هي تفعل وقد يكونوا فعلوا -أي إيران – وربما تكون عائدة إلى الحكومة اليمنية لكن الحوثيين لديهم أسلحة تأتي من الخارج، وربما تكون من المخزونات التي خلفها عهد صالح، لكني لا أستطيع أن أتكلم على ما إذا كانت هذه الصواريخ على وجه الخصوص أو المعدات الخاصة أو الأجهزة التي استخدمت في هذه الهجمات تحمل أي إشارة إلى أن أصلها يعود إلى إيران».

بينما قال جيرالد فايرستاين، السفير الأمريكي السابق في اليمن لصحيفة «نيويورك تايمز» على الأرجح أن المتمردين حصلوا على صواريخ مضادة للسفن على ما بين شهر مايو والأشهر القليلة الماضية، وربما تكون من إيران، بينما قال مايكل نايتس، زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن اليمن كان لفترة طويلة غارقاً في التسلح، وجزء كبير من ترسانة المتمردين أتت من الجيش اليمني لكنه قال: «مع استمرار الصراع كان هناك مزيد من الأدلة على دعم عسكري إيراني. فعلى طول الحدود اليمنية السعودية، بدأ المتمردون باستخدام صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ تطلق من على الكتف وبنادق قنص من نفس النوع الذي تستخدمه الميليشيات المدعومة من إيران في العراق ولبنان».

المصدر: الخليج