ذكاء اصطناعي (1)

آراء

حظي الذكاء الاصطناعي وقضاياه بحيز واسع من حوارات ونقاشات جلسات القمة الحكومية العالمية 2024 التي اختتمت مؤخراً في دبي، حيث تباينت الآراء وتنوعت الأفكار بشأنه، إلا أنها أجمعت على أن المستقبل سيكون معه في مختلف القطاعات، بل أكد غالبية المشاركين بأنه سيكون السمة الأبرز للنسخ القادمة من القمة.

وشكلت جلسة حوارية على سبيل المثال أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل محل البشر، أو يلغي دورهم في العمل والإبداع، عُقدت ضمن أعمال القمة بعنوان «هل يمكن للذكاء الاصطناعي الاستغناء عن البشر؟»، ما يعتمل في عقول الكثيرين، وبالذات الشباب الباحثين عن وظائف عقب التخرج.

في تلك الجلسة، أكد جوناثان روس، الرئيس التنفيذي لشركة «غروك»، أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل محل البشر، أو يلغي دورهم في العمل والإبداع، وإنما سيدعم منظومة العمل ويسهلها لأن تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت أمراً واقعاً، ومن ثم فإن التعامل معها سيكون إما بالتجاهل وهذا سيؤدي إلى التأخر عن ملاحقة التطور، وإما بالتفاعل إيجابياً معها بما يحقق رفاهية الإنسانية.

وقال، «إن العالم يتغير بسرعة غير مسبوقة، ولا يمكن كبح سرعة التغيير، ومن ثم فلا بد من التعامل مع هذا التغيير السريع وفق معايير تحقق الاستفادة القصوى للبشرية»، وقدم مثالاً حياً أمام الحاضرين في الجلسة، إذ طرح أسئلة على الروبوت «المساعد الافتراضي»، والتي أجابت بمنتهى الدقة.

وقال خبير آخر يدعي يان ليكون، حاصل على جائزة «تورينج» ونائب الرئيس وكبير علماء الذكاء الاصطناعي في«ميتا» إن الذكاء الاصطناعي لن يتمكن قريباً من أن يحل محل الإنسان في إدارة وتحليل وقيادة الأنشطة الاقتصادية والحياتية في قطاعات الأعمال المختلفة، لأن «مستوى القدرات الإدراكية لدى (عقل الذكاء الاصطناعي) في المرحلة الحالية يقل عن مستوى القدرات الإدراكية لدى القطط والكلاب، بالتالي لا تزال بعيدة كثيراً عن مستوى الذكاء البشري وقدراته».

وأوضح، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة في كتابة النصوص والإجابة على الأسئلة المتعلقة بشتى مجالات العلوم، والتي تتسبب حالياً في قلق وتخوف الإنسان بأنها ستحل مكانه وتجرده من امتيازاته ككائن مبدع وخلاق، لا يمكنها أن تفعل ذلك.

كما جرى طرح ومناقشة المخاوف من الممارسات غير الأخلاقية والأساليب الاحتيالية التي ظهرت مع التوسع في استخدام التقنيات المتطورة والمعتمدة بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، وللحديث صلة.

المصدر: الاتحاد