ذوو الشهداء: حماية الأوطان شرف عظيم لكل إماراتي

أخبار

302671637

لعيد الأضحى المبارك فرحة وبهجة تسري بين الناس، خاصة أولئك الذين يترقبون أفراد أسرهم للعودة إلى أرض الوطن، بعد أدائهم فريضة الحج، كما أن منازل ذوي الشهداء تعبق منها رائحة العيد الجميل، بل يحيون مظاهره الرائعة، فنراهم وإن عبروا عن حزنهم لفقد ابنهم الشهيد، الذي يعد منأبطال الوطن، وهو يذود عن قيم الحق والخير، إلا أنهم في الوقت ذاته يشعرون بالفخر والاعتزاز بكونه من الشهداء، الذين ارتقوا إلى ربهم، راجين أن يجمعهم الله تعالى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

مشاعر الفخر

يؤكد راشد مبارك النيادي، والد الشهيد سعيد النيادي، أن جميع أفراد الأسرة يفتقدون «سعيد» الذي كان محباً لعائلته، ويحرص على تحقيق راحتهم، ويهرع لخدمتهم بحب، كما كان معروفاً بين الناس بسمعته الطيبة وأخلاقه النبيلة والعالية. وله مجموعة من الأصدقاء يحرص على لقائهم، وتأدية واجبه الاجتماعي اتجاههم، موضحاً أنه على الرغم من غياب «سعيد»، إلا أن أسرته ستقضي عيداً سعيداً لأنها على يقين تام أنه استشهد أثناء تأديته واجبه الوطني، ضمن القوات المشاركة في عملية «إعادة الأمل». وأشار الوالد النيادي إلى أنه من أهم القيم الإماراتية، التي يحرص عليها الإماراتيون في العيدين هي تبادل الزيارات العائلية، وزيارة الأهل والأصدقاء والمقربين في منازلهم، ومن ثم تأتي زيارة الأصدقاء، حيث تعتبر الزيارات الفرصة الأنسب للتعرف على أخبار الأهل والمقربين.

استشهاده شرف

والدة الشهيد عبد الله خليفة النعيمي بكت، ولم تستطع الإجابة عن سؤالنا «كيف ستكون أجواء العيد في منزلكم ؟»، واكتفت بإجابة: «أسأل الله تعالى لابني عبد الله المغفرة والرحمة، هو شاب أفنى عمره في خدمة الوطن، واستشهد على أرض المعركة تلبية لنداء القيادة الرشيدة».

أما خليفة النعيمي، والد الشهيد، يسترجع مع إطلالة عيد الأضحى المبارك حياة ابنه عبد الله، الذي استشهد في عمر 22 عاماً، مشيراً إلى أنه ما غاب تفكيره بابنه الشهيد منذ حلول فجر أول أيام العيد، حيث يتعالى التكبير والتسبيح من مآذن المساجد، وتبدأ جموع المصلين بالتجمع لأداء صلاة العيد، مؤكدا بكلمات مملوءة بالثقة، أن ابنه الشهيد عبد الله، سيُذكر هو وبقية شهداء الوطن بالفخر والاعتزاز، لا سيما أن حماية الأوطان شرف عظيم لكل إماراتي تربى على هذه الأرض.

1545777657

مشاعر الاشتياق

شيخة سيف سلطان، والدة الشهيد عمر راشد المقبالي، التي تتجاوز الستين من عمرها، أوضحت أن العيد مناسبة جميلة يتجمع فيها الأهل والأحباب والجيران، ويزورون القريب والبعيد. وبه يهنئون بعضهم البعض بقدومه. وفيه تفتقد حتماً ابنها الشهيد عمر، الذي كان باراً بها جداً، ويتفانى في خدمتها وطاعتها، وسؤالها دائماً عما تحتاج إليه. وكان- رحمه الله- محباً لجميع أفراد عائلته وأطفاله إليازية، ودانة، وعبد الله، إلى جانب حبه لمساعدة الناس وتقديم الخير للجميع، وحرصه الدائم على أداء الصلاة في وقتها.

في منزل الشهيد

قررت عائلة الشهيد العريف بطي عائل مسفر عائل الأحبابي، 35 عاماً، أن تبتهج بعيد الأضحى المبارك في منزل الشهيد «بطي»، والوقوف جنباً إلى جنب زوجته، وطفليه خالد الذي يبلغ من العمر 4 أعوام، وطفلته ريوف التي تبلغ من العمر عام ونصف العام.

وأوضح سالم الأحبابي، أخو الشهيد، أن فكرة اجتماع ولقاء جميع أفراد الأسرة في منزل الشهيد جاء من منطلق الفخر التام أنه تهافت إلى تقديم روحه فداء لهذا الوطن الغالي، وسعى بقوة وراء قيادة الدولة الرشيدة، حريصاً على تنفيذ التوجيهات، ومتكاتفاً صفاً واحداً وعلى كلمة واحدة هي الله ثم الوطن ثم رئيس الدولة.

كما أكدت مهرة عبد الرحمن الأحبابي، والدة الشهيد، أن ما يؤلم قلبها أن ابنها الشهيد ترك وراءه اليوم طفلين، خالد الذي يبلغ من العمر 4 أعوام، وابنته ريوف، التي تبلغ من العمر عاماً ونصف العام، فإن غادرهم في يوم على أثر وجوده في اليمن، إلا أنه اليوم غادرهم ليكون شهيداً للوطن، منوهة بأنها وجميع أفراد العائلة سيكونون دائماً معهما، ويحرصون أيضاً على تقديم الحب والرعاية والاهتمام للصغيرين. وأردفت قائلة: إن ما يسعد الأطفال في العيد هو وجودهم مع الوالد.

جنة الخلد

ولأن والدة الشهيد سعد محمد صالح الأحبابي، قد توفيت- رحمها الله- بادرت في أخته بخيتة الأحبابي، بتوضيح أنه حينما بادر أطفال الشهيد وهم محمد 9 أعوام، ومنصور 7 أعوام، وسلطان 4 أعوام. بسؤالها عن والدهم في العيد، تجيب فوراً بأنه في جنة الخلد، موضحة بأن سعد الأحبابي كان رجلاً صالحاً، ذا أخلاق جميلة، وسمعة طيبة، وحريصاً على رعاية أسرته وأطفاله بشكل دائم، إلا أنه أيضاً حريص في الوقت ذاته على تنفيذ نداء الوطن، وعدم التردد في أداء الواجب.

وتعود بذاكرتها كثيراً للوراء، لتخبرنا أنه في آخر مرة رأت فيها أخاها الشهيد سعد كان في أيام عيد الفطر السعيد، مؤكدة بكلمات مملوءة بالثقة، بأن أخاها الشهيد سعد، سيُذكر هو وبقية شهداء الوطن بالفخر والاعتزاز، وما خفف عليهم فَقد سعد- رحمه الله- هو حرص القيادة الرشيدة على تقديم العزاء لنا، إلى جانب توافد الناس.

الجنة أجمل

والدة الشهيد عمر المقبالي قالت: في الوقت الذي فقدت فيه ابني الغالي على قلبي، ولكنني أفتخر باستشهاده في أرض المعركة دفاعاً عن الحق ونصرة للمظلوم.وإن شاء الله سيكون عيده في الجنة أجمل.

المصدر: صحيفة البيان