رأس الخيمة تودع الشهيد جاسم البلوشي

أخبار

شيعت رأس الخيمة، أمس، جثمان الشهيد جاسم عيسى البلوشي، من أفراد الدفاع المدني، الذي استشهد أول من أمس، خلال أداء واجبه في إنقاذ أرواح ركاب طائرة «طيران الإمارات»، التي تعرضت لحادث خلال هبوطها في مطار دبي الدولي، وذلك عقب أداء صلاة الجنازة في مسجد الشيخ راشد بالخران، بمشاركة حشود غفيرة من المشيعين، وقد ووري جثمان الفقيد الثرى في مقبرة الصالحية.

وأكدت أسرة الشهيد أنه كان يحلم بشراء منزل لأسرته التي تقيم في منزل بالإيجار، حتى أنه قرر تأجيل زواجه إلى حين توفير مبلغ مالي لشراء منزل.

وقال والد الشهيد، عيسى البلوشي: «رغم الحزن الذي يعتصر قلبي على فقدان جاسم، إلا أنني فخور بما قدمه من تضحية بطولية، كان نتيجتها إنقاذ 300 راكب كانوا على متن الطائرة، وأحسبه شهيداً عند الله بما قدم من عمل إنساني».

وتابع: «أؤكد أن ابني الشهيد، مثلما هو اختار لنفسه مهنة الإطفاء والإنقاذ في مطار دبي، أيضاً جند نفسه في الحياة منذ طفولته متطوعاً في أعمال الخير، وصار معروفاً في المجتمع باسم (جاسم الخير)».

أما شقيق الشهيد «سلمان» فقال: «الفقيد كان الأخ الأكبر والصديق، فأسرتنا المكونة من والدين وثلاثة أولاد وابنتين فقدت برحيل جاسم أهم ركائزها، وقد نزل علينا خبر وفاته كالصاعقة، لكن ما يخفف من مصابنا أنه أدى عملاً بطولياً أسهم في إنقاذ حياة العشرات من ركاب الطائرة، ونسأل الله الصبر لعائلتنا».

من جهته، ذكر حارب، وهو أصغر أشقاء الشهيد، أنه «كان يقوم على رعايتنا والاهتمام بنا، إلى جانب والدنا، فعندما نحتاج إلى شيء كنا نقصده، فلا يبخل علينا، وينفذ كل ما نطلبه منه، كما كان يهتم بأمورنا التعليمية، ويتابع سيرنا في الدراسة، ويحرص على أن يعرف من نصادق، ومع من نلعب، ونجد منه كل نصح وإرشاد».

وقال ابن خال الشهيد، أحمد شاهين: «كان الشهيد عنواناً للتواصل مع جميع الأهل، ففي كل مرة يعود فيها من مقر عمله في مطار دبي، كان يحرص على زيارة الأهل في بيوتهم، ليطمئن عليهم، ويسأل عن أحوالهم وحاجتهم، لذلك كان محبوباً لدى الكبار والصغار، وعندما سمعنا بخبر حادث الطائرة، كنا نعلم أنه سيكون قريباً منها، لأن الإنقاذ والإطفاء هما من صميم واجباته الوظيفية، غير أنه لم يخطر ببالنا أنه سيستشهد أثناء تأدية مهام عمله».

وأضاف: «جاسم كان مهموماً بمشروع شراء بيت يعيش فيه أهله بدلاً من البيت المستأجر الذي يسكنون فيه الآن في منطقة الخران، لأنه يعلم أن إمكانات والده لا تسمح بذلك، ويعد مشروع البيت من أسباب بقائه دون زواج، وعندما فكرت أسرته في حفزه على الخطوبة من فتاة تمهيداً للزواج، طلب إرجاء الأمر إلى حين جمع مبلغ من المال، يمكّنه من شراء بيت للأسرة».

من جانبه، أكد رئيس قطاع التدريب بمؤسسة مطارات دبي، علي بن ضاحي العميمي، خلال مشاركته في تشييع جثمان الفقيد، أن الشهيد جاسم كان متفانياً في عمله، مطيعاً للأوامر، ومبادراً في تنفيذ المهام، وصاحب سجل حافل بالإنجازات والمبادرات، وكان يتمتع بتميز سلوكي ومهني أكسبه احترام وتقدير قادته وزملائه. وأضاف: «فقدنا شاباً مواطناً يعد رمزاً نفتخر به جميعاً، وما يلهمنا الصبر ويخفف حزننا عليه أننا نحتسبه عند الله تعالى شهيداً في جنات الخلد عند ربه، وسيبقى اسمه نبراساً شاهقاً، ورمزاً للرجولة والتضحية والعطاء في سبيل الذود عن الوطن».

وأكمل: «زملاء الشهيد في العمل ومعارفه، وجميع من سمعوا عنه، يدعون لأهله بالصبر والسلوان».

جاهزية الشهيد

قال حسن عبدالرحمن، وهو زميل الشهيد في «ساند»: «منذ أن تعرفت إلى جاسم وجدت فيه الحماسة لمهام عمله، وغرس في نفوسنا حب العمل، وآخر الأعمال التي شاركنا فيها معاً من خلال (ساند)، كان إطفاء الحريق الذي اندلع في بناية سكنية في الشارقة، بناءً على نداء من الدفاع المدني بالشارقة، وبفضل الحماس الذي يتمتع به جاسم تمكنّا من إنقاذ السكان بسلام».

وأضاف: «كان الشهيد جاسم يمتع بجاهزية لا حدود لها، فدائماً كان على أهبة الاستعداد لأي أمر طارئ، من غير أن يشغل نفسه بالسؤال عن المهام أو المكان».

إلى ذلك، ذكر صديق الشهيد، مراد كرم: «لعل الله اختار جاسم ليكون شهيداً لما كان يقوم به من أعمال إنسانية»، مضيفاً: «كان الفقيد باراً بوالديه، ويحرص على زيارة المسنين والمرضى، إضافة إلى كونه عضواً دائماً وفاعلاً في الأعمال الخيرية، وقد قضى شهر رمضان مشغولاً بتوزيع وجبات الإفطار على الفقراء والمساكين، وفي آخر مرة قابلته فيها قال إنه سيتصل بي، غير أن الظروف لم تتح لنا اللقاء مرة أخرى حتى استشهاده».

المصدر: الإمارات اليوم