رسائل إماراتيَّة.. ونموذج فريد

آراء

مثّلت الإنجازات الإماراتية الأخيرة في مجالات الفضاء والطاقة والصحة حالة فريدة من تكامل الاستراتيجيات، التي تصبُّ في مسار واحد، وهو مسار رفاه الإنسان، وجودة حياته، وحماية مستقبله، الأمر الذي يؤكد صواب تفكير وحكمة القيادة التي رأت أن الاستثمار في شباب الدولة وتجهيزهم بالمهارات والمعارف، الرهان الرابح لضمان استمرارية التقدم والتطور، بشكل يعزز من قوة الدولة ومكانتها.

الإمارات وخلال فترة وجيزة أرسلت 3 رسائل للعالم، تؤكد فيها أن استراتيجيتها المستقبلية تسير بثبات، فبإطلاق «مسبار الأمل» لاستكشاف المريخ، إلى دخول عالم البحث عن اللقاحات وانتهاء بتشغيل محطة «براكة» للطاقة النووية السلمية تسير الدولة في إطار منظومة متكاملة.. هذه المنظومة بنظرتها الشمولية تسعى إلى إيجاد حلول علمية للتحديات، التي فرضتها تطورات العصر.

إن استكشاف المريخ يعد فرصة للإسهام الفعلي مع الدول المتقدمة مثل الصين وأمريكا، للحصول على معلومات قيّمة عن كوكب آخر في النظام الشمسي، بشكل يوفر معلومات مهمة حول آليات مواجهة مشكلات الأرض، مثل: الاحتباس الحراري والتصحر والمشكلات البيئية وغيرها، والتركيز على الطاقة النظيفة والتي تعتبر محطة براكة جزءاً منه، ما يُسرِّع من عملية الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر ضمن استراتيجية أكبر للطاقة المتجددة بهدف الحفاظ على البيئة والإنسان.

وبجانب ذلك يشكل الدخول إلى مجال اللقاحات تدخلاً صحيّاً لحماية الملايين من الأرواح، وبهذه المشاريع الاستراتيجية تبرز تكاملية استراتيجية الإمارات الهادفة بشكل رئيسي إلى رفاه الإنسان وضمان جودة حياته.

اليوم، ونحن نعيش على وقع تداعيات تفشي فيروس كورونا، أرسلت الإمارات رسائل أمل إلى العالم حول منطقتنا، التي لطالما نُظِر إليها كبؤرة للنزاعات والأزمات المتتالية.. رسائل تعزز من ثقة الشباب العربي بذاته وبقدرته على تجاوز التحديات، والخوض في غمار المساهمة الفعلية في تقدم الحياة ورفاه البشر، فالاستثمار في الإنسان هو الخيار الوحيد لأي أمة تريد النهوض والمشاركة في رسم مستقبل العالم.

رسائل الإمارات تلك تدور في فلك رؤية واحدة، وهي تحسين جودة الحياة لجيل الحاضر وأجيال المستقبل، فالإمارات دولة فتيّة زمنياً إلا أنها وضعت الأسس التي تكفل لها الجاهزية للتعامل مع الغد وتطوراته، فرغم أنها بدأت بحصاد نتائج نجاحاتها في العديد من المجالات، إلا أن هذه النجاحات فتحت أمامها آفاقاً أوسع للسير في مضمار سباق التميز، ذلك أن التقدم طريق لا متناهي، كلما انتهت مرحلة فُتحت مراحل جديدة وعديدة.

المصدر: الرؤية