يزيد بن محمد
يزيد بن محمد
كاتب سعودي

ريهام حكمي.. أم الأزمات

آراء

ما يقترب من العامين وهذه الزاوية تهتم بالأزمات خصوصا السياسية، أحاول فيها ما استطعت الذب عن الوطن.. أصبت وأخطأت.. تحمست وتأنيت.. ولكنه الوطن.. تفداه الروح حتى آخر نفس.

لم أرتبك وأنا أكتب مثل اليوم، فالقلم يمسكه أب.. يعرف معنى الابن والابنة.. ويالها من عاطفة تملأ الأرض طاقة.

من مفاخر الوطن الجراح عبدالله الربيعة الذي شرفنا عندما أصبحت الرياض عاصمة فصل التوائم ـ أعقد العمليات ـ لا شك في ذلك.. ترصد السعودية أضخم الميزانيات لصحة المواطن، تتعدى ميزانيات لدول تماثلنا في عدد السكان، وننظر بإعجاب لخطط وزارة الصحة في الوصول للمعدل العالمي للأسرة (3,5 ـ 7) لكل ألف. لكن كل هذا يتبخر عندما نسمع ما حدث لريهام حكمي.. أن تخطئ في “عملية” أو “بنج” فذاك مع فداحته يحدث في كل دول العالم، لكن أن تنقل دما ملوثا لطفلة فهذه أزمة كبرى للمملكة.

ليس المهم مهنة الأب أو مكانه.. كبر أو صغر.. أذاع قصته وطالب بحقه أو سكت.. إنه مواطن سعودي له حقوقه، والمهم كيف يتعامل مع الأزمة، أين المؤتمر الصحفي اليومي لقيادات الصحة ليشرحوا للمجتمع تطورات القضية، وماذا سيكون عقاب المذنب..؟ هي ليست قضية فساد تتعلق بالسكن أو التعليم.. إنها الحياة.. ثم من المسؤول عن حساب وزارة الصحة في “تويتر”؟ كيف يبشرنا أن الموضوع محل الاهتمام وأن قيادات وزارة الصحة سافرت إلى جازان..!

يا هذا اذهب لملفاتك وادرس ماذا فعل عبدالله بن عبدالعزيز عندما ضربت حمى الوادي المتصدع جازان..؟ كيف عاد من زيارته الخارجية لها فورا وزار الناس في المستشفيات ورمى “الكمامة” ليخالط شعبه..؟ اقتدوا به.. وارموا قانون الأخطاء الطبية بعيدا، وعزروا بالمخطئ ليرتدع غيره.. فو الله إن روح ريهام حكمي أعز من كل المباني والخطط، “والحزم أبو اللزم أبو الظفرات.. والترك أبو الفرك أبو الحسرات”.

المصدر: الوطن أون لاين