زايد: الزعيم العالمي – فاطمة الشويهي

أخبار

تتوالى الأيام.. وتمر السنون ونحن في ذكرى زايد.. هاهو التاسع عشرمن رمضان يحل علينا حاملا في طياته الذكرى التاسعة لرحيل فقيد الأمة.. فقيدنا صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.. ففي تلك الليلة الظلماء تلقينا ذلك النبأ الحزين، حيث خنقتني العبرات وانهمرت الدموع من مقلتي، و كانت الصدمة كبيرة على كل مواطن ومقيم على أرض هذا الوطن الغالي، وعلى الأمة العربية والإسلامية. وعلى شتى أصقاع الأرض.

فبجهوده أصبحت دولتنا الفتية في مقدمة ركب الدول المتقدمة. صفحات مشرقة سطرها فقيدنا في تاريخ الإمارات. حيث نشأنا وترعرعنا في ربوع هذه الأرض اليانعة التي حولها فقيدنا من أرض صحراء جرداء قاحلة إلى سجادة خضراء تزينها أشجار النخيل. ومن مقولات والدي زايد رحمه الله بهذا الخصوص: ” كان الخبراء لا يشجعون الزراعة ويقولون إن نموها في أرضنا ووسط هذا المناخ أمر مستحيل وقلنا لهم دعونا نجرب وفقنا الله ونجحنا في تحويل منطقتنا الصحراوية إلى منطقة خضراء مما شجعنا على الاستمرار .”

فالإمارات كانت بمثابة السفينة، وكان رحمة الله قائد السفينة الحكيم، ذا الحنكة والبراعة في التعامل مع الأمور. فزايد اعتادالصعاب. لايمل ولا ييأس مهما كابده من عقبات. تحدى أمواج البحار العاتية وما يحمله البحر من مخاطر، حيث كان رحمه الله يرى أن الانسان هو أساس الوطن.ومن مقولاته بهذا الشأن: “إنني أسال الله سبحانه وتعالى أن يقدرنا على المضي قدما في سبيل ما بدأنا به لتحقيق كل ما يحتاجه هذا الوطن وفي سبيل توفير حاجات المواطن.”

وحقا حقق رحمه الله ما يصبوا إليه حيث شيد أركان هذا الوطن. فلا يأتي اسم زايد، إلا مقرونا بأعمال زايد. سخر حياته ووقته من اجل النهوض بهذا الوطن الغالي، فقد كانت هذه المنجزات سرابا يحاول الأجداد تلمسه، ولكن بفضل جهود زايد المتواصلة أصبح الحلم واقع نلمسه ونعيشه. ليس فقط على هذه الأرض المعطاء وإنما نرى عطاءه طال القاصي والداني. فالعظماء يرحلون وتبقى أعمالهم خالدة.

وكذا كانت مسيرة مؤسس دولتنا وباني نهضتنا الحديثة. فسجل الإمارات حافل بالمنجزات ولايمكن اختصارها في مقال واحد. وما الذكرى التاسعة لوفاة زايد إلا لشحذ الهمم للمحافضة على الأرث الحضاري الذي تركه لنا من مآثر ومنجزات.

وهاهو شعب الإمارات متكاتف من أجل إكمال مسيرة الاتحاد وعلى رأسهم سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس الوزراء، نائب رئيس الدولة، حاكم دبي و صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، متخذين من قوله تعالى في كتابه الحكيم شعارا ينير لهم طريق الوحدة والتماسك “واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا”.. حقا خير خلف لخير سلف.

واختم مقالي بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس الوزراء، نائب رئيس الدولة حاكم دبي، رعاه الله: “الشيخ زايد رئيس عالمي للإنسانية ولن أرى في حياتي مثله.”

خاص لـــ (الهتلان بوست)