زراعة الأعضاء طوق نجاة لآلاف المرضى.. و4 مقومــات تؤهل الإمارات لريادة المنطقة

أخبار

أطفال في عمر الزهور يستسلمون أسبوعياً مرة أو مرتين ولساعات طويلة لأجهزة غسيل الكلى في جلسات تقتطع من أعمارهم أريجها وتقطف من أعوام براءتهم قصصاً مؤلمة لهم ولأهلهم، وآخرون، أكبر سناً وألماً، ينتظرون زراعة كبد أو قرنية للعين أو غير ذلك.. هذه الأمثلة الواقعية تقف أمامها زراعة الأعضاء من المتوفين دماغياً طوق نجاة يخرج آلاف المرضى من معاناتهم اليومية، ويقفل عندهم ملف التردد بين المشافي لتلقي العلاج، كما أن إجراءها محلياً يوفر على الأهل تجارب زراعة الأعضاء في الخارج وما يتخللها من تكاليف باهظة.

الأمر يحمل في طياته الكثير من الأمل إذا علمنا حسب ما أكده أطباء ومختصون لـ«البيان» أن متبرعاً واحداً كفيل بإنقاذ حياة 7 مرضى محتاجين لزراعة الأعضاء، وما يزيد الأمل ألقاً أن دولة الإمارات تستند اليوم إلى 4 مقومات تجعلها مؤهلة لقيادة دول المنطقة في هذا المجال الحيوي، وتتمثل بوجود كوادر طبية باختصاصات دقيقة، وتوافر بنية تحتية صحية بأعلى المعايير العالمية، وتقديم بيئة تشريعية قانونية تواكب الحاجة، وإقبال مجتمعي على العملية من حيث المبدأ يعكس روح العطاء التي تربى عليها أبناء الإمارات، ويؤكد ذلك أن هناك أكثر من 160 حالة زراعة كلى تمت على مستوى الدولة بنسبة نجاح فاقت 98%.

25 وفاة دماغية تحدث في أقسام العناية المركزة سنوياً على مستوى الدولة وأعضاؤهم يمكن أن تفيد أكثر من 150 مريضاً بحاجة إلى عمليات زراعة الأعضاء بدلاً من دفنها تحت التراب في حال رغبة المتوفين بالتبرع وموافقة الأهل، ما يجنب المرضى الكثير من المعاناة، ويجنب الدولة تحمل مبالغ مالية طائلة لعلاجهم.

«البيان» تجولت في بعض أقسام كلى الأطفال في الدولة ووقفت على حالات كثير من الأطفال يخضعون لعمليات غسيل الكلى بين شبكة أنابيب تسجنهم أربع ساعات يومياً، ولدى سؤالنا عن أعداد الأطفال ممن هم بحاجة لزراعة الكلى قال الدكتور عامر الشريف المدير التنفيذي لقطاع التعليم في مدينة دبي الطبية: «دعك من الإحصاءات والأرقام، فالحقائق التي شهدتها شخصياً على أرض الواقع في زياراتي الميدانية لبعض المستشفيات لا تحتاج إلى إحصاءات لإظهار المحنة التي يمر بها هؤلاء الأطفال، فرؤية طفل واحد يتلقى الغسيل تفقدك الصواب والتوازن لأيام».

أمراض مؤلمة

توافقه الرأي الدكتورة زبيدة الإسماعيلي استشارية الكلى في مستشفى الشيخ خليفة في أبوظبي حيث تقول إن أمراض الفشل الكلوي لدى الأطفال تعد من الأمراض الشائعة في الدولة لأسباب وراثية وعيوب خلقية إضافة إلى تهيجات الكلى، كما أن هناك 29 طفلاً يتلقون الغسيل الكلوي في مستشفى الشيخ خليفة بالإضافة لأطفال يعانون من الفشل الكلوي ولكنهم لم يبدأوا رحلة الغسيل.

وتضيف الدكتور زبيدة: إن عملية الزراعة على المدى البعيد افضل وأوفر للدولة من الغسيل، كما أن عملية الزراعة تعتبر من العمليات البسيطة في حال توافر المتبرع، إذ تمت زراعة 15 كلية للأطفال، وقانون زراعة الأعضاء من المتوفين دماغياً الذي صدر مؤخراً، يمكن أن يحل مشكلة الأطفال إلى الأبد لأن الشخص المتوفى بإمكانه التبرع بكليتيه لمريضين وأعداد الأطفال ممن هم بحاجة لزراعة الكلى قد لا يتجاوز 100 طفل.

ونوهت الدكتورة الإسماعيلي إلى أنه من الأفضل طبعاً التبرع من الأهل والأقارب في حال ثبوت صلة القرابة بالأوراق الثبوتية، وفي حال كان هناك تطابق في الأنسجة لإبعاد الخطر عن الطفل المتلقي والمتبرع.

وأضافت أن الطواقم الطبية في الدولة متوافرة وعملية الزراعة تتطلب فريقاً طبياً متمرساً منهم على سبيل المثال طبيب كلى أطفال لمتابعة الطفل قبل وبعد الزراعة، وطبيب تخدير مختص بتخدير الأطفال وطبيب جراحة أطفال، وطبيب مختص في مناعة الجسم للتأكد من تطابق أنسجة المريض مع أنسجة المتبرع، وطبيب عناية مركزة للعناية بالطفل في الأيام الأولى بعد الزراعة، إضافة لاستشاري أشعة وطبيب علم الأمراض والأنسجة.

الإمارات مؤهلة

وأكد الدكتور علي العبيدلي رئيس اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء، أن دولة الإمارات لديها كل مقومات النجاح للشروع في زراعة الأعضاء من المتوفين دماغياً بعد التحقق من الوفاة وخاصة أن مجمع الفقه الإسلامي في جميع دوراته اقر جواز نقل الأعضاء من المتوفين دماغياً في حال اقرار لجنة من ثلاثة استشاريين ان الوفاة ناجمة عن تحلل الدماغ، حيث إن دولة الإمارات تزخر بفضل الله بنخبة من الأطباء المتخصصين في زراعة الأعضاء ولديها الإمكانيات المادية والمستشفيات المجهزة وفقاً لأعلى المعايير العالمية، وهناك رغبة في التبرع بالأعضاء من قبل المجتمع وخاصة بعد ان بينت دراسة شملت 1400 مشارك في فعاليات اليوم العالمي للكلى ان 60% من المشاركين يؤيدون التبرع بعد الوفاة وهو ما يعكس ثقافة العطاء والتضحية السائدة في مجتمع الإمارات.

ضرورة ملحة

وقال العبيدلي إن قانون زراعة الأعضاء الذي يتيح نقل الأعضاء من المتوفين دماغياً خطوة في الاتجاه الصحيح في ظل تزايد اعداد المرضى ممن هم بحاجة لزراعة الأعضاء، مستشهداً بالعديد من الحالات التي سافرت للزراعة خارج الدولة وعاد أغلبها بمشاكل صحية مثل رفض الجسم للكبد المزروع او الكلية وفشل العملية جراحياً أو مناعياً أو إصابة المتلقي بالتهاب فيروسي وذلك لأن أغلب هذه الزراعات يتم بغرض التجارة وبطريقة غير أخلاقية وتفتقر إلى أبسط الشروط الصحية مما يؤثر في سلامة المريض المتلقي لزراعة عضو وكذلك المتبرع.

نجاح 160 حالة

بدوره أكد الدكتور عامر الشريف الرئيس التنفيذي لقطاع التعليم في سلطة مدينة دبي الطبية أن هناك اكثر من 160 حالة زراعة كلى تمت على مستوى الدولة بنسبة نجاح فاقت 98% ونجاح جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية في زراعة اول كلية لمريضة مواطنة هو بداية الطريق لمشروع كبير سيجعل من الإمارات محط انظار الدول الأخرى.

ويضيف الشريف هناك رغبة من المواطنين والمقيمين في التبرع بأعضائهم، كوسيلة مثالية لعلاج مرضى الفشل العضوي وكرمز مضيء للتآخي الإنساني، وقد اظهر استبيان أجرته الجامعة، شمل أكثر من 500 شخص من الإمارات فوق سن 18 عاماً، لمعرفة درجة الوعي لدى الجمهور وآرائهم حول التبرع بالأعضاء، أن حوالي 68% منهم أبدوا رغبتهم في التبرع بأعضائهم بعد وفاتهم، مما يظهر أن الإمارات جاهزة لتبني مشروع زراعة الأعضاء من الأشخاص المتوفين دماغياً، وسد الفجوة بين العرض والطلب على الأعضاء البشرية، كما انه ينسجم مع النهج الواضح للدولة وحرصها الدائم على خدمة الإنسان والإنسانية وعملها المتصل لتوفير مختلف المقومات التي تمنح الإنسان حياة سعيدة وهانئة وفي مقدمتها الرعاية الصحية المتميزة.

وأوضح ان الدراسة التي اجرتها جامعة محمد بن راشد للطب حول التبرع أوصت بتكثيف حملات التوعية للجمهور وتثقيفهم حول موضوع التبرع بالأعضاء، وأن تكون إجراءات التبرع بالأعضاء جزءاً من المنهاج الطبي الذي يدرس في الجامعات

تدريب 110 أطباء

ويشاركهم الرأي الدكتور فرهاد جناحي استشاري المسالك البولية والأستاذ المساعد في جامعة الشيخ محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، قائلاً إن استعدادات مدينة دبي الطبية بدأت منذ 3 سنوات تقريباً وتم تدريب اكثر من 110 أطباء من العاملين في اقسام العناية المركزة من مختلف المؤسسات الصحية في الدولة على أفضل الممارسات في مجال التبرع بعد الوفاة بالتعاون مع المركز الإسباني للتبرع وزراعة الأعضاء، كما ان الكوادر الطبية والبنى التحتية للمستشفيات تفوق مثيلاتها في العديد من الدول.

صدقة جارية

وتقول الدكتور عائشة المعمري رئيس شعبة العناية المركزة في جمعية الإمارات الطبية هناك 25 وفاة دماغية تحدث في اقسام العناية المركزة سنوياً وأعضاؤهم يمكن ان تفيد أكثر من 150 مريضاً بدلاً من دفنها تحت التراب في حال رغبة المتوفين بالتبرع بأعضائهم وموافقة الأهل، الأمر الذي سيجنب المرضى معاناتهم، ويجنب الدولة أيضاً تحمل مبالغ مالية طائلة لعلاجهم، حيث من المعروف ان تكلفة الزراعة تنخفض بنسبة تزيد عن 80% من العلاج على المدى الطويل، وبالتالي نشجع على التبرع بالأعضاء في حال الموت الدماغي اي بعد توقف القلب تماماً عن الإنسان المتوفى، مؤكدة ان التبرع بالأعضاء يعتبر صدقة جارية، مصداقاً لقوله تعالى: «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً».

التبرع من الأهل

وتفضل الدكتورة انتصار الحمادي استشارية امراض الكلى في مستشفى الجليلة بدبي ان يتم التبرع بالكلى من الأهل لأن جميع الدراسات اثبتت ان الكلية المزروعة من الأهل تعيش فترة اطول وبحالة جيدة مقارنة بالكلية المأخوذة من الأقارب لإنسان متوفى، كما ان كلية الشخص الكبير يمكن زراعتها للطفل بنجاح شريطة الا يقل وزن الطفل عن 10 كيلوغرامات لكي يستطيع الجراح الا تكون اكبر حجماً في تجويف بطن الطفل المستقبل.

إنشاء مركز وطني

أقرت المادة العاشرة من قانون زراعة الأعضاء أنه لمجلس الوزراء أن ينشئ مركزاً وطنياً لتنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية وحفظها، ويحدد مهامه واختصاصاته والجهة التي يتبعها ونظام وإجراءات العمل به. وأشارت المادة الحادية عشر إلى تشكيل لجنة طبية أو أكثر داخل المركز الوطني المشار إليه لا يقل عدد أعضائها عن ثلاثة أطباء متخصصين.

أطفال توقف عندهم الزمن بانتظار زراعة كبد أو كلية

في قسم غسيل كلى الأطفال في أحد مستشفيات الدولة، جلست أم راشد تراقب مريم ابنة الخمس سنوات وأنابيب من جميع الجهات تخترق بطنها الصغير لعمل الغسيل الكلوي، وعيناها تفيضان بالدموع، تمسحها تارة بشيلة رأسها وتارة بمحارم ورقية، لتشرح لنا مأساتها.

أم راشد تبرعت بكليتها لابنها راشد الذي يبلغ الآن 9 سنوات بعد أن توفي زوجها تاركاً وراءه عبئاً ثقيلاً لا يمكن لأي أم أن تتحمله. حاولت أم راشد مراراً السفر للخارج لزراعة كلية لمريم، ولكن لم ينصحها أحد بذلك نظراً لخطورة الزراعة خارج الدولة، ولم يبقَ أمامها سوى انتظار الفرصة للزراعة من أحد المتوفين دماغياً لإعادة البسمة لمريم التي حرمت من اللعب حتى مع زميلاتها.

8 أشهر معاناة

المواطنة م.ع أم لطفلين أصيبت بفشل كلوي قبل 8 أشهر، زارت 5 مستشفيات والكل أجمع على ضرورة زراعة كلية لها، رفضت المواطنة السفر للخارج للعلاج رغم الموافقة لها على السفر، وفضلت العلاج داخل الدولة بين أهلها وفي بلدها. وتعتبر المواطنة نفسها محظوظة لأن مركز زراعة الأعضاء في السعودية تبرع لجامعة محمد بن راشد للطب بكلية، وتم إجراء الزراعة لها، لتعود لممارسة حياتها الطبيعية.

علاج لـ4 سنوات

المواطن فلاح السماك أمضى ما يقارب أربع سنوات لعلاج سلامة، 7 سنوات، وفريدة، 4 سنوات، بعد أن ابتلاهما الله بمرض نادر «إفراز نشط جداً في الحديد» حيث تم علاجهما في مايو كلينك بأميركا من خلال زراعة كبد كامل لسلامة ونصف كبد لفريدة، في حين لم يسعف الحظ حمدان وتوفي في نفس المرض.

ويقول فلاح: نتمنى لو كان هناك مركز لزراعة الأعضاء في الدولة لتجنيب المواطنين عناء السفر للخارج.

رجاء القرق: مدينة دبي الطبية مستعدة لعمليات زراعة الأعضاء

قالت الدكتورة رجاء عيسى القرق نائب الرئيس والرئيس التنفيذي لمجموعة سلطة مدينة دبي الطبية، إن سلطة مدينة دبي الطبية تسعى إلى تعزيز وتحسين جودة الخدمات الطبية، من خلال إيجاد برامج توفر الحلول الصحية الأفضل على مستوى العالم، لينعم الناس بحياة سعيدة وصحية، وثمنت بفخر واعتزاز إطلاق جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية التابعة للسلطة برنامجاً لزراعة الأعضاء، ونجاح أول عملية زراعة كلى في دبي، بالتعاون مع ميديكلينك مستشفى المدينة.

وأضافت، البرنامج يأتي ضمن استراتيجية فعالة ومتوازنة للجامعة، تهدف إلى الريادة الإقليمية والاعتراف العالمي في مجالات التعليم والبحث العلمي والخدمات الطبية والتواصل المجتمعي.

ومما لا شك فيه أن نجاح أول عملية زراعة للأعضاء في «ميديكلينيك» مستشفى المدينة في مدينة دبي الطبية يترجم رؤية الجامعة، التي تسعى من خلال استقطاب الكفاءات العلمية وتأسيس الشراكات مع القطاعات الصحية المختلفة إلى إطلاق برامج نوعية مبتكرة، تواكب تطور قطاع الخدمات الصحية في الدولة، وتعود بالنفع على صحة الأفراد والمجتمع، كما سيسهم البرنامج في توحيد جهود البرامج الطبية والعلمية المماثلة في المنطقة، بما يعظم النتائج المرجوة من ورائها، ويوسع دائرة الاستفادة منها.

وجدير بالذكر أن جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية كثفت جهودها على مدار العامين الماضيين، لضمان نشر الوعي بأهمية برامج زراعة الأعضاء، وذلك من خلال إجراء استبيان وطني لمعرفة مدى الوعي لدى عامة الناس، والوقوف على آرائهم المتعلقة بهذا الموضوع المهم وكذلك التحضير لبرنامج زراعة الأعضاء، من خلال تنظيم قمة الإمارات الأولى لزراعة الأعضاء، والمنتدى الإماراتي الأول للتبرع بالأعضاء.

وأكدت الدراسات التي أجرتها الجامعة حول التبرع ضرورة تكثيف حملات التوعية في المجتمع حول موضوع التبرع بالأعضاء، حتى يحظى بالمزيد من التقبل الاجتماعي مع أنه موجود ينسب مرتفعة، كما شددت على أن تكون إجراءات التبرع بالأعضاء جزءاً من المنهاج الدراسي في الجامعات.

ضوابط واشتراطات قبل اتخاذ قرار الزرع

حددت المادة 15 من قانون نقل وزراعة الأعضاء الجديد شروط نقل الأعضاء أو جزء منها أو أي نسيج بشري بعد الوفاة بعدة شروط، يتصدرها عدم النقل إلا بعد ثبوت الوفاة، وإثبات الوفاة عبر لجنة تشكل من ثلاثة أطباء متخصصين، من بينهم طبيب متخصص في الأمراض العصبية.

واشترطت أن يكون من بين الأطباء المشار إليهم وقت إعداد التقرير الطبيب الموكل إليه تنفيذ العملية، أو مالك المنشأة الصحية التي ستجري فيها العملية أو أحد الشركاء فيها، وألا يكون المتوفى عبّر قبل وفاته صراحة عن رفضه التبرع بأعضائه وأنسجته، وأن يكون عبّر عن رغبته في التبرع، وأن يتبرع بطريقة تراعي عدم تشويه الجثة.

وعن إثبات التبرع لما بعد الوفاة أكدت المادة الـ16 أنه يجوز لكل شخص توفرت فيه الأهلية الكاملة أن يبدي رغبته في التبرع من عدمه بأحد أعضائه أو جزء منها أو أنسجته لما بعد الوفاة.

ويحق للمتبرع العدول عن هذه الرغبة في أي وقت دون قيد أو شرط، على أن يدرج ذلك في بطاقة الهوية أو أي وثيقة أخرى، وفقاً لما تحدده اللائحة التنفيذية لهذا المرسوم بقانون.

وحول شروط النقل من شخص متوفى لم يسبق له إبداء رغبته في النقل أفادت المادة الـ17 باشتراط استئصال عضو أو جزء منه أو نسيج بشري من جثة متوفى لم يوصِ حال حياته كتابة برغبته أو عدم رغبته في التبرع، موافقة أي من أقاربه كاملي الأهلية الموجودين داخل الدولة حال وفاته.

مصادر متنوعة للتبرع بالأعضاء

يتم التبرع بالأعضاء من قبل أشخاص يتنازلون طوعاً واختياراً عن بعض أو كل أعضائهم أو جزء منها، وقد يكون التبرع من أحياء أو من أموات، وفي حالة التبرع من أموات تكون في حالات الوفاة الدماغية.

أما مصادر التبرع فهي: التبرع بالأعضاء من الأحياء الأقارب وهذا النوع يتمثل في التبرع بإحدى الكليتين أو جزء من الكبد.

والتبرع بالأعضاء من المتوفين دماغياً ويعتبر مصدراً هاماً أساسياً لا غنى عنه للتبرع بالكلى والقلب والكبد والقرنية والبنكرياس والرئة، والتبرع من الأحياء غير الأقارب.

والتبرع بعد توقف القلب، حيث يتم الاستفادة بعد الوفاة من القلب والرئتين والكبد والبنكرياس والقرنيات وصمامات القلب، وتوجد بعض الأعضاء التي يمكن الاستفادة منها بعد الوفاة مثل الدماغ وأعضاء الحواس والرحم، وحيث إن الدراسات والبحوث الحديثة تسعى لزيادة إمكانية الاستفادة بالأعضاء من المتوفين دماغياً فإن بعض الأعضاء لا تزرع لأسباب قانونية، ودينية، وأخلاقية مثل الغدد التناسلية كالمبيض والخصية.

المصدر: البيان