زلزال في طهران.. ونصر في تعز.. وإجماع في القاهرة

أخبار

تعتبر الشعوب العربية المحبة للسلام يوم أمس الأول (الجمعة) يوما تاريخيا في مسيرتها نحو تحقيق الآمال والتطلعات، وتحييد المنطقة عن كل ما يعكر صفو أمنها، الذي تسعى قوى الخير للمحافظة عليه، من خلال العمل على محاربة كل من يستهدفها لبث الفرقة وزرع الفوضى.

فبحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادة عرب ومسلمين، جاءت مناورة «رعد الشمال»، التي برهنت للعالم أجمع وحدة العرب والمسلمين، وتأكيدهم على أن لا مكان «لشاذ» يحاول زرع الفتنة، والتدخل في شؤون دول محبة للسلام، تسعى جاهدة إلى إنهاء الصراعات التي جلبت الويلات لشعوب ما زالت تطلب «الفزعة» من العالم أجمع لتخليصها من ميليشيات وجيوش سلمت أمرها للنظام الإيراني، الذي كان وما زال وسيبقى منبعا للشر والفساد والفرقة.

ولا شك أن مناورات «رعد الشمال» التي تعد الأكبر والأقوى إقليميا وعالميا، زلزلت أركان النظام الإيراني في طهران وأرعبته، وأكدت للملالي أن المسلمين يجتمعون دائما عندما يتعلق الأمر بترسيخ السلام، ومحاربة الإرهاب، وكل من يقفون خلفه بالدعم المالي والمعنوي بهدف زعزعة أمنها واستقرارها.

كما جاءت المناورات التاريخية لتبعث رسالة أيضا لحزب الله الإرهابي في لبنان وميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، مفادها أن لا مكان لكم داخل دائرة الشرفاء العرب والمسلمين طالما سلمتم أمركم للشيطان الفارسي، ومارستم الإرهاب، ونكلتم بالأبرياء دون وجه حق، وتمردتم على دولكم لفرض أجنداتكم التخريبية، التي يستهجنها العالم أجمع.

وفي اليوم نفسه (الجمعة)، جاء القرار العربي من تحت قبة مقر جامعة الدول العربية، ليضاف لقرارات دول مجلس التعاون الخليجي، ووزراء الداخلية العرب، باعتبار حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، وهو تأكيد على النظرة الشمولية للعرب والمسلمين نحو اتفاقهم على أن هذا الحزب، الذي تمدد بإرهابه إلى العراق وسورية واليمن، لا يبحث عن الخير لشعوب هذه الدول، بقدر ما هو الدعم للنظام الإيراني وأعماله التخريبية الممنهجة التي يستهدف بها دول مجلس التعاون الخليجي، وأخرى عربية أثبت التاريخ وقفاتها المشرفة مع القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي يتاجر بها النظام الإيراني وحزب الله الإرهابي.

وشهد أمس الأول (الجمعة) أيضا، فك الحصار على محافظة تعز اليمنية، بعد عام من الخنق الإرهابي الذي مارسته الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، مارسوا خلال هذا العام أبشع الجرائم، وارتكبوا أفظع الأعمال اللا أخلاقية، بعد أن تخلوا صاغرين أمام الإملاءات الإيرانية عن تعاليم الإسلام، وأخلاق وعادات وتقاليد اليمنيين الشرفاء، ليفرض الحق قوته وينتصر للأبرياء، وتعود الحياة لمدينة الأدب والثقافة، التي أبت إلا أن تكون يمنية حرة تخضع للحكومة الشرعية، بعيدا عن حكم إيران التي أصبحت معزولة تماما عن العالمين العربي والإسلامي.

وعلى المستوى الداخلي، جاء الإنجاز الأمني بقتل الجناة الستة المطلوبين للجهات الأمنية في جريمة الغدر بوكيل الرقيب بدر حمدي الرشيدي، الذي طمأن الشعب السعودي أكثر من أي وقت مضى، أن أمننا واستقرارنا في أيد أمينة، وأن الأجهزة الأمنية قادرة على لجم الإرهاب والإرهابيين، وتلقينهم دروسا تؤدبهم وغيرهم، لتقي الشعب السعودي والمقيمين بيننا شرور أعمالهم الدنيئة.

يبقى يوم الجمعة شاهد عصر على أن السعودية بقيادة ملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز، دولة لا تستعدي أحدا، ولكنها ستقود وبنجاح أي تحالفات من شأنها المحافظة على أمن وقوة العرب والمسلمين مهما كانت التضحيات، فجاء يوم الجمعة ليزلزل طهران، ويحرر تعز، ويستنهض القاهرة، ويطهر الوطن من قتلة الرشيدي، والقادم في عهد سلمان الحكمة يبشر بالخير للأمتين العربية والإسلامية.

المصدر: صحيفة عكاظ