عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

زمان الـ(سكس – ويل)!

آراء

أجمل فترات حياتي تلك التي قضيتها بين كثبان المنطقة الغربية ونخيلها وأنهارها.. أنهارها واسعة شوي.. أندو! بين كثبانها ونخيلها.. كان هناك ذلك التجمع المشبوه لمجموعة من المطاعم والكافتيريات على الطريق السريع باتجاه مدينة السلع بالقرب من منطقة «طريف» ومركز شرطتها الشهير، حيث يمكنك تذوق ألذ وجبة «مندي» على الخط وأجمل المشروبات الجسدية (المقابل الشرعي للمشروبات الروحية). ولا أعلم هل فعلاً التشيف المالاباري الموجود هناك يعد وجبات لذيذة أم أن الأمر من باب ما ذكره سمو حاكم الشارقة عن رحلته لإيران في «سرد الذات» حين قال إن «الجوع هو أمهر طباخ»، فيكون حالك هكذا بعد قضاء ساعات عدة من الحدود السعودية إلى طريف.

الشاهد أنني في تلك الأوقات أثناء تناول الوجبات على الخط كنت أتسلى بمراقبة الشاحنات القادمة والذاهبة إلى المملكة العربية السعودية.. كلها من الحجم الثقيل، وتحمل شعار جامعة الدول العربية، لسبب لا أعرفه.. هذا الشعار الذي كنا نحلم برؤيته ناجحاً مرة واحدة في حياتنا ولم نر نجاحه إلا على مؤخرات «السكس ويلات»! كنت أعد الشاحنات لتزجية الوقت وأتساءل أيها التي قتلت أحبابي على الخط!

من طقوس شاحنة «السكس ويل» الجميله عند لفات «اليو تيرن» أن يقوم صاحب الشاحنة بالتعريض أولاً فيلف على اليمين قبل مسافة من وجود الفتحة على اليسار، لكي يمنح لشاحنته «مساحة»، ثم يكسر على اليسار مرة واحدة مخلفاً على الأغلب أرملتين وسبعة أيتام وعشيقتين مكلومتين ورجلاً حاقداً مثلي. وتشتهر هذه اللفة لدى العارفين بـ«لفة الشاحنة»، وهي حركة كما لاحظتَ تحتاج إلى الكثير من الحنكة واللياقة! مرت أيام وجاءت أيام ونسيت «لفة الشاحنة» عند «اليو تيرن) تحديداً حتى شاركت كـ«كمالة عدد» في إحدى الدورات الرمضانية، لأشاهد تقليداً أعمى لهذه اللفات لدى مجتمعنا المتخم بالعادات الرياضية الرمضانية الرائعة.. كتل من الشحوم والدهون تقوم بالحركة نفسها لدى إمساكها بالكرة، يلف على اليمين قبل مسافة يوسع ويلف على اليسار مرة واحدة.. وغالباً ما تسمع صوت «الويل»! والمصيبة أن الشباب يخبرونك في ما بعد بأن الشاحنة كان لاعباً سابقاً!

يا جماعة الخير، والله هناك دول ترتبط فيها الترقيات الوظيفية بالحفاظ على الوزن المثالي أو المعقول..

المصدر: الإمارات اليوم