سهام الطويري
سهام الطويري
كاتبة سعودية

« زميرة» كنموذج: الدعاية الإيرانية في عاصفة الحزم

آراء

في دراسة أدبيات الاتصال النفسي الإيراني (التي لخصت في أحد فصول كتاب الحرب النفسية للدكتورة حميدة سميسم) سيوجد جليا توظيف نظرية الإعلام الإسلامي كمفهوم أيديولوجي يرتبط بالثورة الإيرانية تتجلى فيه حقيقتان:1- ولاية الفقيه التي تعتمد كمرجع لاستدامة العمل الدعائي والنفسي. 2- تعارض الأيديولوجيا التي تتغطى بها السياسة الإيرانية بدوافع دينية مع أهدافها الحقيقية إلا أنها تتسق معها بصورة متوازنة.

هذه الحقائق المتناقضة مع بعضها هي ما خلق الفوضى في أوساط مفوضي الملالي الطهرانية في الدول العربية، كما أضفت على أجواء تلك العصابات نوعا من التسميم السياسي الذي سبب صدمة وشللا نفسيا في أوساطهم بسبب فشل تحقيق أفكار الهيمنة التي زرعت كأفكار ساعدها في ذلك التصور باكتمال الهيمنة بعد تشكل ملامح الهلال الشيعي في المنطقة العربية.

في ظل حالة الانهيار النفسي التي يعاني منها مفوضو الملالي فإن استخدام المفوض الإيراني اللبناني في الضاحية الجنوبية حسن زميرة، كحالة دراسة لنموذج بهلواني الحرب النفسية، قد لا يوفي بانطباق كل المعايير المتطلبة لنجاح الحرب النفسية التي تقودها القوى المتضادة ضد بعضها، ولعلنا لا نزال نذكر النجاح الوقتي للحرب النفسية الذي حققه بهلوان حزب البعث في العراق محمد الصحاف.

الحرب النفسية والدعائية التي يشنها المفوض اللبناني عن الملالي في لبنان غير فعالة خصوصا في هذا الوقت، استنادا إلى مدارس الاستراتيجيات والحروب العسكرية، فالمبادئ الصحيحة للحرب النفسية حتى تحدث تغييرا في الموقف ووجهات النظر وفي سلوك القوى المضادة «الخصوم» لا بد أن أن تحتوي: العناصر العسكرية التقليدية، والعناصر غير العسكرية كالإجراءات الاقتصادية والديبلوماسية والتجسس والطابور الخامس، فهذه المكونات أساس للحرب النفسية حتى تقامر في ساحات المعارك، أما مجرد استعمال الأبواق والطبول الكلامية الجوفاء كخطابات دعائية في ضوء التطور العالمي بتقنيات الحروب وتطور معامل علم النفس في وزارات الحروب حول العالم، فلن يعدو كونه استنادا إلى تكنيك قديم جدا استخدم أيام الحضارة الآشورية في العراق وعند رجال الإغريق والرومان استند إلى توظيف الأبواق ليلا واستعراض اللافتات والأعلام نهارا لإبهار عين العدو وسمعه.

المسرحيات الخطابية الهزلية التي يجتهد المفوض زميرة في شنها عبر الشاشة من تحت الأرض لم تعد تحمل ذلك الوهج الذي اكتسبته خلال المناوشات مع إسرائيل 2006، فحب الظهور والرغبة في التأييد العاطفي وربما التسلية بالتحدث للجمهور بسبب حالة الفراغ والخوف من نفاد التمويل الإيراني وغيرها، كلها أسباب مرتبكة تحمل مفوض شؤون الملالي الطهرانية في الضاحية الجنوبية اللبنانية على الجعجعة الكلامية.

سخرية القدر أن الشيعي العربي سئم من عنتريات أولئك المفوضين، لم يطله نصر فلسطين على إسرائيل ولم يبلغه موت أمريكا، ما طال الشيعي العربي إلا الفقر والقتل واستغلال حاجاته الإنسانية والزج به في جيوش الصراعات ككبش فداء لمفوضي ملالي طهران في العالم العربي.

مع تقدم الثورة التكنولوجية في العالم العربي، صار من حق كل فرد أن يكون دولة بذاته يعمل على شن حرب وقائية دون انتظار الحكومة الرسمية، أصبحت الخطابات التعبوية المقدسة في زمن مضى مجرد هرطقات وباب من أبواب تصيد جوانب النكتة بفضل تكثف التثقيف السياسي الحر في فضاء العولمة التقنية. لم تعد الحروب النفسية التي تشن ضد الأفراد والشعوب تجابه كرد فعل حروب نفسية وقائية فقط تعتمد على تحليل كل ما يسمعه الفرد في ضوء ما تعلمه سابقا، بل أيضا حروب نفسية مضادة فلكل هجوم لا بد أن يتوقع ردة فعل قائمة على التخطيط المحكم مثلما قام الهجوم على تخطيط مسبق أيضا.

مع هذا المقال أهدي القارئ الكريم هذا الكتاب عن الحرب النفسية ما إذا أراد أن يعرف النواحي العلمية في خلفيات خطابات زميرة الزهايمرية!

المصدر: مكة أون لاين
http://www.makkahnewspaper.com/makkahNews/writing22/131628