سباق الرئاسة الأمريكية.. الواقعيـة في مواجهة «الترامبوية الشعبوية»

أخبار

متكئة على خبرة طويلة وثرية في تكتيكات الحملات الانتخابية، يوم أن زاحمت الرئيس باراك أوباما بالمناكب في انتخابات الحزب الديمقراطي 2008، وكانت قاب قوسين أو أدنى من نيل بطاقة الترشيح، وبعد خسارتها بجدارة تم تعيين هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية الأمريكية، لتضيف لتجربتها العملية 4 أعوام، عالجت فيها ملفات السياسة العالمية، وهو ما وظفته في حملتها الانتخابية لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي، لتصبح الأوفر حظاً لخطف بطاقة الترشيح على حساب منافسها الاشتراكي الشرس بيرني ساندرز، بعد حصولها على 2240 مندوباً في حين أن العدد المطلوب للفوز بترشيح الحزب 2383 مندوباً. في وقت باتت فرص منافسها ضعيفة، لكنه من جهة أخرى استطاع زحزحة برنامجها من الوسط إلى قلب اليسار، كما ساهم في تغيير خطابها في السياسة الخارجية، حول سوريا ومحاربة التنظيمات الإرهابية، وقضايا الشرق الأوسط بشكل عام، على الرغم من أن كلينتون تعتبر واحدة من الذين تسببوا في سيولة الأوضاع أثناء فترة إدارتها للخارجية.

أظهر آخر استطلاع رأي أجرته وكالة «رويترز» ومؤسسة «إبسوس» أن 41%من المشاركين في الاستطلاعات من جملة الناخبين الأمريكيين، عبروا عن تأييدهم لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وهي نسبة تنم عن أنها تعد الخيار الأفضل إلى الآن مقارنة بمنافسيها من الحزب الديمقراطي والجمهوري معاً.

وتعكس السياسة الخارجية التي أعلنت عنها كلينتون في حملتها الانتخابية، خاصةً ما يتعلق بالشرق الأوسط، أنها تحاول الحفاظ على الخط الذي اتبعه الرئيس الحالي باراك أوباما، من خلال تقليل التدخل المباشر في قضايا وصراعات الإقليم، وتفضيل الاعتماد على حلفاء الولايات المتحدة. وتميل كلينتون إلى الأدوات الدبلوماسية أكثر من العسكرية، والمبدأ الحاكم لها، في هذا السياق، هو تحقيق التوازن بين حماية المصالح الأمنية الأمريكية في المنطقة، دون التدخل العسكري المباشر، والحفاظ على صورة الولايات المتحدة كدولة راعية لمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان.

منطقة آمنة وحظر جوي

تشكل الأزمة السورية بتقاطعاتها مع محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي نقطة سوداء في تاريخ كلينتون باعتبار أن الأزمة وظهور التنظيم الأكثر إرعابا في العالم كانت بدايتهما أثناء جلوسها على كرسي وزيرة الخارجية، وأن الدمار والرعب الذي يلف المنطقة كان يمكن تلافيه لو كانت أحسنت التصرف. وتدفع هيلاري عن نفسها هذه الاتهامات بقولها إنها اقترحت للرئيس أوباما أثناء توليها مهام وزيرة الخارجية توسيع دعم المعارضة السورية، إلا أن الرئيس الأمريكي رفض ذلك.

فقد رأت كلينتون أن بإمكان الولايات المتحدة القضاء على داعش وتحقيق انتقال سياسي في سوريا في آن واحد، مشيرة إلى أن على واشنطن أن تتولى قيادة هذه الجهود «إذا أردنا أن ننجح». وتتبنى كلينتون رؤية مفادها ضرورة توحيد قوى المعارضة المعتدلة ضد النظام السوري، ومبادرة لإقامة مناطق حظر جوي لأنها، حسب رأيها، ستسمح بتوفير ملاجئ آمنة للسوريين الذين يفرون من قوات الأسد وكذلك إرهابيي «داعش».. كما تدعم مرشحة الحزب الديمقراطي استقبال بلادها والحلفاء الأوروبيين والعرب اللاجئين السوريين.

في جهة الحرب ضد تنظيم «داعش» المرتبط بالأزمة السورية والعراقية، ترفض كلينتون إرسال قوات عسكرية أمريكية كبيرة لمحاربة تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، وتفضل الاعتماد على الحلفاء من الدول العربية والأكراد، للقيام بعمليات عسكرية ضد التنظيم على الأرض، على أن يقتصر دور الولايات المتحدة على التدريب وإرسال المستشارين والخبراء العسكريين، وتكثيف الضربات الجوية ضد التنظيم، مع التركيز على الأنظمة الدفاعية في الولايات المتحدة، للحد من قدرة «داعش» على اختراق الحدود الأمريكية أو التجنيد من داخلها.

تؤكد كلينتون أنها سوف تعمل على تدمير البنية التحتية التي تساعد على تدفق المقاتلين الأجانب للقتال في صفوف «داعش»، والقضاء على مصادر تمويلهم وتسليحهم، والتعاون مع شركات التكنولوجيا من أجل غلق المنصات الإلكترونية التي يستخدمها التنظيم في الدعاية والتجنيد.

تسليح المعارضة خيار أمثل

وفي كتابها (خيارات صعبة) الصادر هذا العام عن فترتها في الخارجية الأمريكية، تناولت هيلاري الخلاف في الرؤيا بينها وبين الرئيس أوباما في كل ما يخص الشأن السوري كتسليح الجماعات المعارضة السورية في الباب الذي حمل عنوان: (سوريا المعضلة الخبيثة) حيث ترى أنه إذا كان من الممكن التحقق من الثوار في سوريا وتقديم التدريب الفعال لهم، وأن ذلك كان سيكون ذلك مفيداً في عدد من الطرق.

أولا، يمكن لمجموعة صغيرة نسبياً أن تكون قادرة على تقديم دفعة معنوية كبيرة للمعارضة وإقناع الأسد وداعميه بالنظر في حل سياسي. وأعطى حزب الله مصداقية لهذا الرأي، عندما ساعد على تحول الحرب لمصلحة الأسد عن طريق نشر بضعة آلاف من المقاتلين الأشدّاء فقط.

ثانياً، فإن التحرك أو عدمه كان له عواقب على العلاقات مع الشركاء الإقليميين، وكانت الدول العربية والأفراد يرسلون الأسلحة إلى سوريا. لكن تدفقها كان سيىء التنسيق، فمع اختلاف البلدان الداعمة اختلفت الجماعات المسلحة المدعومة. وكانت كمية مقلقة من العتاد تجد طريقها إلى المتطرفين. ومع ذلك، كانت أمريكا مستعدة أخيراً للتدخل في اللعبة، ولكن بفعالية أكثر في عزل المتطرفين وتمكين المعتدلين داخل سوريا.

كان أحد أسباب اعتبار سوريا معضلة خبيثة هو عدم وجود أي بدائل مجدية للأسد على الأرض. حيث يدعي وحلفاؤه، مثل لويس الخامس عشر فرنسا «من بعدي الطوفان». أن الفوضى ستأتي بعد الأسد. بالإضافة إلى فراغ السلطة في العراق بعد سقوط صدام حسين وحل الجيش العراقي ما شكل أمثلة تحذيرية.

ولكن إذا تمكنت الولايات المتحدة من تدريب وتجهيز قوة متمردة معتدلة فعالة وموثوقة، فإنه يمكن مساعدة البلاد على أن تبقى متماسكة خلال فترة التحول السياسي، وحماية الأسلحة الكيميائية المخزونة، ومنع التطهير العرقي وتصفية الحسابات. ولكن هل يمكن أن يتم ذلك؟

يجب التحقق بدقة من المقاتلين المتمردين لضمان عزل المتطرفين ومن ثم الحفاظ على تبادل المعلومات الاستخباراتية والتشغيلية بالتنسيق مع جميع شركائنا. بذلت الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان جهوداً كبيرة لتدريب الجنود المحليين، في محاولة إدراجهم في جيش وطني متماسك قادر على توفير الأمن وهزيمة حركات التمرد.

دعم الشرعية في العراق

شكل الوضع في العراق واحدة من نقاط الضعف التي كثيراً ما هوجمت من خلالها كلينتون باعتبارها من الذين صوتوا مع قرار غزو العراق إبان إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، والذي أجمع جميع منافسيها على أن الغزو تسبب بالفوضى الإقليمية التي ساعدت على ظهور مقاتلي تنظيم «داعش»، لكنها دافعت عن نفسها بأن هذا الأمر يجب وضعه في السياق التاريخي لسنوات الإرهاب قبل الغزو، قبل أن تعتذر عن هذا التصويت، واعتبرته خطأ.

ويتركز موقف كلينتون الحالي من العراق على ضرورة دعم الحكومة العراقية في حربها ضد تنظيم «داعش» وتدعم بشدة موقف الرئيس باراك أوباما بشأن عدم التدخل العسكري في العراق، على الرغم من التهديد الذي يشكله تنظيم «داعش». وكثيراً ما كانت كلينتون تنتقد سياسات رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وتعتبره أحد أسباب تصاعد الأزمة لعدم اختياره أن يكون رئيساً لكل العراقيين بدلاً من نهجه في محاباة طائفة دون الأخرى في بلد يشهد احتقاناً طائفياً.

لن تتورع في معاقبة إيران

خلال سنوات عملها كوزيرة للخارجية الأمريكية، كانت كلينتون أحد مهندسي الاتفاق النووي الذي تم تنفيذه مطلع العام الجاري بين إيران والغرب (مجموعة 5+1)، ولذلك فإنها من أشد المؤيدين لهذا الاتفاق، وتعتبره خطوة كبيرة في طريق منع إيران من تخصيب اليورانيوم، ومن ثم تفادي حصولها على السلاح النووي. ولكن كلينتون أعلنت أن المبدأ الحاكم لسياساتها تجاه الاتفاق النووي هو المتابعة الدقيقة لمدى التزام إيران ببنود الاتفاق، وأنه في حالة انتهاك طهران لأي من هذه البنود، فإنها سوف تعيد فرض العقوبات ضدها، وفي هذه الحالة ستكون كل الخيارات مطروحة للتعامل مع إيران، بما فيها الخيارات العسكرية. ويقول مارك لاندر مؤلف كتاب «ما بين أوباما وهيلاري في السياسة الخارجية» في مقابلة مع مجلة أتلانتيك الشهيرة: هيلاري كانت أكثر حذراً في المفاوضات السرية مع إيران ودائماً ينتابها شك من الجانب الإيراني وأعتقد في حال استمرار إيران في سياساتها الاستفزازية ستضع السياسات التي يمكن أن تحسم ذلك على الأرض. سيكون لديها استعداد للتحرك بسرعة أكبر بشأن فرض عقوبات على إيران في حالة وقوع انتهاكات أخرى، كالصواريخ البالستية، على سبيل المثال، أو في تجميع تحالف من الدول في محاولة لإحباط إيران. وأعتقد أنها على عكس الرئيس أوباما، الذي كان يأمل في أن تكون الصفقة حدثاً تحولياً، وأنا لا أعتقد أن لديها أي أوهام مثل ذلك. أعتقد أنها لاتزال لديها علاقة عدائية بشكل أساسي مع إيران»..

ويرتبط الملف النووي الإيراني بملف دول الخليج ونجد في جميع خطب هيلاري عن السياسة الخارجية كانت تسعى لطمأنة الحلفاء في منطقة الخليج العربي، بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عنهم، وأنها سوف تظل ملتزمة بأمن دول مجلس التعاون الخليجي وحمايتها من التهديدات الإيرانية، مؤكدةً أن منطقة الخليج العربي شريك مهم لواشنطن من الناحية الأمنية والتجارية والدفاعية. تسعى كلينتون لتجاوز حالة التوتر التي سادت العلاقة بين إدارة أوباما ورئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، واضطراب العلاقة بين الطرفين بدرجات متفاوتة خلال السنوات الماضية. وبالفعل تواصلت حملة كلينتون مع مجتمع اليهود الأمريكيين، ووعدتهم بتغير لغة الإدارة الأمريكية تجاه «إسرائيل»، وأعلنت أنه من أول الأمور التي ستقوم بها بعد دخولها البيت الأبيض، هو دعوة رئيس الوزراء «الإسرائيلي» لزيارة البيت الأبيض.

أطفال فلسطين في القلب

كما أكدت مُرشحة الحزب الديمقراطي، في خطابها أمام مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأمريكية ــ «الإسرائيلية» (إيباك)، إحدى أقوى جماعات الضغط اليهودي في الولايات المتحدة، التزامها الصارم بأمن «إسرائيل»، وضمان تفوقها العسكري على كل دول الشرق الأوسط، من أجل تهدئة مخاوف تل أبيب من الاتفاق النووي الإيراني. وتؤيد كلينتون حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني ــ «الإسرائيلي».

وتعرض كلينتون لموقفها من حركة «حماس» عندما كانت عضواً في الكونغرس، فتشير إلى أنها أصدرت تصريحاً بعد فوز «حماس» في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي نظمت مطلع عام 2006 قالت فيه: «ما لم تعلن حماس نبذ العنف ورفض الإرهاب والتهديد بتدمير «إسرائيل»، فإنني لا أعتقد أن الولايات المتحدة ولا أي دولة في العالم سوف تعترف بها».

ومع هذا هي تقول: «ومهما كانت الأفكار التي تحملها عن السياسات المعقدة المتبعة في منطقة الشرق الأوسط، فلن يمكنك أبداً أن تصرف نظرك عن المعاناة الإنسانية لشعوبها، وخاصة منهم الأطفال الفلسطينيين و«الإسرائيليين» معاً لهم نفس الحق الذي يمتلكه أي طفل في العالم لعيش طفولة آمنة والحصول على التعليم والرعاية الصحية وبناء مستقبل مشرق. كما أن الآباء والأمهات في غزة والضفة الغربية يتشاركون في نفس طموحات الآباء والأمهات في تل أبيب وحيفا في الحصول على فرص العمل والمسكن الآمن لإعالة أبنائهم. ويمثل الفهم الصادق لهذه الحقائق نقطة بداية لابد منها لتضييق شقة الخلافات التي أدت إلى تقسيم المنطقة، ووضع القاعدة المناسبة لإطلاق حوار بنّاء يضمن التوصل إلى اتفاقية لإحلال السلام الدائم».

البنتان المتنافستان

نجد أن المنافسة المحتدمة بين هيلاري وترامب انتقلت إلى كل من إيفانكا ترامب وتشيلسي كلينتون على الرغم من الصداقة القوية التي تجمع بينهما.

وترى ابنة الملياردير دونالد ترامب البالغة من العمر 43 عاماً أن صداقتها مع ابنة منافسة والدها على كرسي الرئاسة كلينتون، أفضل من السياسة لكن واجبها يحتم عليها دعم والدها. وهو ما فعلته حتى اللحظات الأخيرة قبل وضع وليدها ثيودور، وبعد مغادرتها المستشفى.

من جهتها، صرحت تشيلسي لمجلة «بيوبل» مؤخراً، بأنها وإيفانكا صديقتان حميمتان، وقالت إن «لديها علاقة قوية مع إيفانكا وتعتقد أن الصداقة أهم من السياسة، وهي لا تحاسب أي شخص على أفعال أبويه أو أي فرد آخر من العائلة، وهي ترى إيفانكا كما هي».

وسافرت إيفانكا وتشيلسي مؤخراً إلى ولاية نيو إنغلاند من منزليهما في مدينة نيويورك لدعم أبويهما في الانتخابات التمهيدية، وانضمت تشيلسي إلى أمها هيلاري وأبيها بيل أمام تجمع في كلية مانشتير للعلوم المجتمعية، والتقطت الصور مع مؤيدي والدتها، بينما شاركت إيفانكا والدها في الحشد الذي اجتمع من أجله في مانشستر. وتدعم تشيلسي البالغة من العمر 36 عاماً، والدتها من خلال حسابها على «فيس بوك» حيث تروج صوراً لحملة هيلاري، وتضع صداقتها مع إيفانكا جانباً وترى أملاً كبيراً في دخول والدتها البيت الأبيض.

بطاقة امرأة

تعاني المرشحة الأوفر حظاً في الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون اتهامات يسوّقها ترامب نحوها بأنها تسعى للفوز لكونها امرأة فقط، وكان يقول هذا الحديث بشكل مباشر إلى أن صرح به علناً عندما قال «إنها تبني الفوز على كونها امرأة، انظروا إلى كرت المرأة الحقيقي الذي ترسله حملة هيلاري كلينتون للمتبرعين». وأضاف «ميزتها التي تخولها للفوز هو أنها امرأة».

لترد عليه هيلاري.. «إن كانت المكافحة من أجل رعاية النساء الصحية تترجم على أنها استغلال لكوني امرأة، إذاً هذا ما أفعله!». قول الحملة إنها تلقت مليونين وأربعمئة ألف دولار بسبب هذا الاتهامات خلال ثلاثة أيام.

من الصداقة إلى العداوة

اقترنت الخصومة الشديدة بين هيلاري وترامب بتبادل انتقادات لاذعة على خلفية تنافسهما في حملة الانتخابات الرئاسية، لكنهما في الواقع يعرفان أحدهما الآخر منذ وقت طويل وكانا يلتقيان في الأوساط الثرية والراقية عينها قبل أن يصبحا عدوين.

وكشفت المصادر أن ترامب أحد عيون نيويورك الاقتصادية والاجتماعية دعم ترشيح هيلاري للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك. ولم يقتصر هذا التأييد آنذاك على الأقوال فقط بل تبعته الأفعال بتقديم التبرعات لحملة هيلاري لخوض انتخابات عضوية مجلس السوخ لدورتين.

يحارب «طواحين» الهواء ويتوعد «داعش» و«النووي الإيراني» والصين وطغاة العالم

ترامب جعل العالم يضع كفيه على أذنيه قبل «قلبه»

من قلب برامج الترفيه، وتلفزيون الواقع، وصالات المقامرة، ومسابقات ملكات الجمال، مستنداً على إمبراطورية عقارات ممتدة في عشرات الدول، تصدر الملياردير دونالد ترامب السباق الانتخابي داخل الحزب الجمهوري الأمريكي، مقصياً سياسيين لهم باع كبيرة، اضطروا للانسحاب أمام ما أطلقت عليه صحيفة وول ستريت جورنال «الترامبوية»،التي استطاعت حشد الغوغائية الأمريكية، أو فلتقل هي «شعبوية» السياسة التي يمكن اعتبارها نهاية عهد السياسة الأمريكية التقليدية، ولا يمكن اعتبارها عهداً جديداً إلى الآن على الأقل.

لم يُثر المرشح الجمهوري ترامب اللغط فقط بسبب مواقفه المتعصبة على مستوى السياسة الداخلية، بل أيضاً لآرائه في القضايا الخارجية، وهي رؤية ناتجة عن عدم الخبرة السياسية. وتتمحور السياسة الخارجية لترامب تجاه الشرق الأوسط حول أولوية استخدام القوة العسكرية ضد أعداء الولايات المتحدة في المنطقة، مثل «داعش» في سوريا، وهو ما يعني إمكانية إرسال مزيد من القوات العسكرية إلى هناك لمقاتلته.

وأعلن ترامب أن من أول الأمور التي سيقوم بها في حال انتخابه رئيساً، هو ضمان تقوية وتعزيز القوات المسلحة الأمريكية، لتكون قادرة على مواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد، كما قال انه سيلغي الاتفاق النووي الإيراني واعتبره عاراً، ولكن في الوقت نفسه قدم آراء غريبة دغدغ بها مشاعر الأمريكيين مثل بناء جدار على الحدود مع المكسيك، ومنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.

كل هذه الآراء مجتمعة قادته لأن يحصل في آخر استطلاع رأي أجرته وكالة «رويترز» ومؤسسة «إبسوس» على دعم 40 % من الناخبين المحتملين، وبالتالي، قلل ترامب من الفارق بينه و بين منافسته الديمقراطية المحتملة كلينتون، التي كانت تتفوق عليه بـ13 بالمئة من نوايا التصويت حتى نهاية الشهر الماضي، وذلك في تطور مثير أعقب انسحاب منافسيه جون كيسيك وتيد كروز من السباق على بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري.

القصف لـ «داعش» ولا لتسليح المعارضة

بالنظر إلى سياسة ترامب الخارجية التي اعلنها الشهر الماضي تحت شعار «أمريكا أولا» وأن «مصالح الأمريكيين والأمن الأمريكي فوق كل شيء»، والتي انتقد فيها السياسة الخارجية للولايات المتحدة حاليا، قائلا إن «أفعالنا في العراق وسوريا وليبيا ساعدت في انطلاق «داعش»، ونحن في حرب الإسلام الراديكالي.. لكن الرئيس أوباما وهيلاري كلينتون يرفضان الاعتراف بذلك». وأضاف: «لقد جعلنا الشرق الأوسط فوضويا ومضطربا بدرجة أكبر، وتركنا المسيحيين عرضة للانتقام الشديد وحتى المذابح». وتابع أن «احتواء انتشار الإسلام الراديكالي يجب أن يكون هدفا رئيسيا للولايات المتحدة والعالم». ووجه حديثه إلى عناصر تنظيم «داعش»، قائلاً: «أيامكم باتت معدودة».

كما يؤيد ترامب استمرار الغارات الجوية ضد «داعش»، مُهدداً بأنه سوف يقوم بقصف آبار البترول في العراق، لحرمان «داعش» من أهم مصادر تمويله، ومهاجمة كل المنصات الإلكترونية التي يستخدمها التنظيم في الدعاية وتجنيد المقاتلين. وسبق أن أعلن ترامب أنه سوف يأمر القوات المسلحة الأمريكية بقتل عائلات الإرهابيين الذين يهددون الولايات المتحدة، ثم تراجع بعد ذلك عن هذا التصريح، مؤكداً أنه لن يأمر القوات الأمريكية بمخالفة القانون الدولي أو الأمريكي.

يتفق ترامب مع كلينتون في إقامة مناطق آمنة بسوريا، لكنه يرفض فكرة تسليح المعارضة السورية، باعتبار أن الولايات المتحدة ليست على دراية بماهية المتمردين الذين يمكن أن تساعدهم ضد الرئيس بشار الأسد. وأعرب ترامب عن استعداده للتعاون مع الحلفاء الإسلاميين المعتدلين لمواجهة «الإسلام الراديكالي»، قائلاً إنهم أيضا عرضة للعنف والهجمات، وأضاف: «يجب أن نعمل مع أية دولة في المنطقة مهددة من تصاعد الإسلام الراديكالي».

كما أنه يرفض استقبال بلاده للاجئين السوريين، بل هدد بمنع جميع المسلمين من الدخول إلى الولايات المتحدة حتى يقوم نظام الهجرة بتحسين إجراءات الفرز.

ويتباهى ترامب بأنه كان أحد المعارضين لغزو العراق، وأنه لطالما حذر من النتائج الكارثية لهذه الحرب. ويؤكد أن العراق أصبح الآن ملجأً للإرهابيين، وأن إيران تسيطر عليه، كما يرى المرشح الجمهوري أن الولايات المتحدة يجب أن تأخذ أموالاً من عوائد النفط العراقي، لتعويض عائلات الجنود الأمريكيين الذين قُتلوا أو أُصيبوا في الحرب العراقية.

إلغاء الاتفاق النووي أولوية قصوى

يعد الملياردير المثير للجدل المرشح الوحيد في سباق الانتخابات الأمريكية منذ انطلاقته الذي حافظ على النيل من الاتفاق النووي مع إيران، وظل يردد تعهده في كل المناظرات بأنه حال انتخابه سوف يقوم بإلغاء هذا الاتفاق بإعادة التفاوض بشأنه، لأن هدفه الأول هو تدمير طموحات إيران النووية «بأية وسيلة»، كما يطالب بزيادة العقوبات الاقتصادية على طهران، حيث يعتبره تهديداً لأمن الولايات المتحدة والشرق الأوسط وأمن» «إسرائيل».

وأكد ترامب في كلمة أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية -«الإسرائيلية» (إيباك) في واشنطن أن أولويته الأولى هي تفكيك هذا الاتفاق الذي وصفه بـ«الكارثي». وقال «هذا الاتفاق كارثي لأمريكا و«إسرائيل» وللشرق الأوسط برمته».

وتابع: «المشكلة هنا جوهرية، فقد كافأنا الدولة الأبرز عالميا في رعاية الإرهاب بـ 150 مليار دولار ولم نتلق شيئا في المقابل نهائيا». وأوضح ترامب أن المشكلة الكبرى إزاء الاتفاق النووي مع إيران هي أنها يمكنها أن تلتزم ببنوده لكن في الوقت نفسه تسعى لحيازة قنبلة نووية من خلال كسب الوقت.

علاقة ذات اتجاهين

في المقابل سبق لترامب ترديد آراء وصفت بـ«الوقحة» من المغردين السعوديين عندما صرح بأنه في حال وصل إلى البيت الأبيض، قد يُوقف شراء النفط من المملكة العربية السعودية وحلفاء عرب آخرين، إلا إذا التزمت بالمشاركة بقوات برية في الحرب ضد تنظيم «داعش» أو «تعوّض بشكل كبير» واشنطن لمكافحتها الجماعة المسلحة، التي تهدد استقرار الدول العربية. وادعى ترامب انه «لو كانت السعودية من دون عباءة الحماية الأمريكية، لا أعتقد أنها كانت ستكون موجودة». وعلق ترامب على دور دولته في ما وصفه بـ«حماية» الدول الأخرى، قائلاً: «نحن نحمي كل الناس. إذا كنت في حاجة، اذهب إلى الولايات المتحدة، وسندافع عنك، وفي بعض الحالات مجاناً».

لكنه عاد وتراجع بعد اشتداد الحملة عليه في مقابلة مع وولف بليتزر من «سي ان ان» عندما رد على سؤال حول تصريحات سابقة لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير بأن المملكة لا تستبعد خيار صنع أو حتى شراء قنبلة نووية، وقال ترامب آنذاك: «لديهم أموال كثيرة، وصدقني أنا أرى أن اليمن بحدودها الواسعة مع السعودية، ومن وجهة نظري فإن الحكومة الإيرانية تستخدم الذرائع لأنها تريد الاستيلاء على المملكة وتريد الحصول على النفط».

وأعرب ترامب عن استعداده للتعاون مع الحلفاء الإسلاميين المعتدلين لمواجهة «الإسلام الراديكالي»، قائلاً إنهم أيضاً عرضة للعنف والهجمات، وأضاف: «يجب أن نعمل مع أي دولة في المنطقة مهددة من تصاعد الإسلام الراديكالي».

لكن ترامب أكد أن ذلك يجب أن يكون من خلال علاقة «ذات اتجاهين»، وقال: «عليهم أن يكونوا جيدين معنا.. لا مزيد من علاقة في اتجاه واحد.. يجب أن يتذكروا ما نفعله ويقدروا ما نفعله لهم.. سوف نساعدهم ولكن يجب أن يقدروا ذلك». وكان جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي السابق أكد لمجلس الشيوخ أن مقترحات السياسة الخارجية لترامب المرشح المفترض للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، ستجعل العالم أقل استقرارا. وخلال رده الخميس 12 مايو/أيار على سؤال من السناتور الجمهوري ماركو روبيو، وهو منافس سابق لترامب في السباق الرئاسي، قال بيكر إن العالم «سيصبح أقل استقرارا بكثير في ظل إضعاف حلف شمال الأطلسي، أو إذا حصلت المزيد من الدول على أسلحة نووية، كما اقترح ترامب» وأثار تبني ترامب لسياسة «أمريكا أولاً» مخاوف لدى بعض حلفاء الولايات المتحدة باعتبارها تشير لإمكانية انسحابها من الشأن العالمي.

مؤيد لـ «إسرائيل»

يصر ترامب على إظهار تأييده المطلق لـ«إسرائيل» والتزامه بأمنها، مؤكداً ضرورة اعتراف السلطة الفلسطينية بـ«إسرائيل» كدولة يهودية، ووقف جميع الهجمات ضدها، من جميع الفصائل. ويحاول بشتى السبل استرضاء اللوبي الصهيوني وكان آخرها عندما سمى حفيده الثامن «ثيودور»، وهو اسم مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل. لكن ترامب امتنع عن التعليق على ربط اختيار اسم حفيده الذي ولد لابنته إيفانكا من زوجها رجل الأعمال اليهودي جاريد كوشنر في مارس/آذار الماضي، بمؤسس التيار الصهيوني، قائلا: «أما اسم ثيودور فهو اسم أحبه والدا الطفل، وربما هذا الاسم مرتبط بالنسبة لهما بالعديد من المواضيع».

وكان الملياردير ترامب، اعلن التزامه بحماية أمن ««إسرائيل»»، معلنا أنه سيزورها قريبا، وقال في مقابلة مع موقع ««إسرائيل» اليوم» الإلكتروني نشرت الأربعاء 11 مايو، إن «إسرائيل» هي«معقل الأمل الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط». معتبراً أنها تواجه اليوم خطرا أكبر من أي وقت مضى بسبب الاتفاق النووي الذي عقده الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع إيران. واعتبر ترامب أن حبه لـ«إسرائيل» و«الإسرائيليين»مستمر «منذ وقت طويل جداً»، مؤكداً «أننا سنضمن أن تبقى «إسرائيل» في حالة جيدة جدا إلى أبد الآبدين». ورداً على سؤال الموقع عن تصريحاته حول ضرورة أن يدفع حلفاء أمريكا ثمن المساعدات العسكرية الأمريكية التي يتلقونها، والانتقادات التي تعرض لها بسبب موقفه هذا في «إسرائيل»، استغرب ترامب، وأكد أنه يسمع لأول مرة عن وجود منتقدين له في «إسرائيل»، قائلاً للصحفي «الإسرائيلي»: «إنك أول شخص يقول لي إن هناك من ينتقدني في «إسرائيل». إنني أتمتع بدعم قوي جداً في «إسرائيل».

وكان ترامب قد لقي ترحيباً معتدلاً من جانب الحضور في المؤتمر السنوي لـ«إيباك»، لكنه لقي تصفيقا قويا عندما تعهد بنقل السفارة الأمريكية إلى «العاصمة الأبدية للشعب اليهودي.. في القدس». وبالنسبة للنزاع الفلسطيني- «الإسرائيلي»، قال ترامب إن «على الفلسطينيين أن يأتوا إلى الطاولة وهم يعرفون أن العلاقة بين الولايات المتحدة و«إسرائيل» غير قابلة للكسر».

مهادنة المسلمين والمكسيكيين

أثارت تصريحات ترامب في بيان ومؤتمر صحفي، قال فيه حرفياً إنه «يدعو إلى منع شامل وكامل للمسلمين من دخول الولايات المتحدة، حتى يتمكن المشرعون من فهم ما يحدث»، بعد هجوم سان برناردينو بولاية كاليفورنيا وهجمات باريس، استهجانا داخليا وعالميا وتسببت في شقاق المجتمع الأمريكي. وبعد انتخاب المسلم صادق خان عمدة لمدينة لندن أعرب عن قلقه من أنه لن يتمكن من زيارة الولايات المتحدة إذا انتخب ترامب، واضطر ترامب إلى أن يصدر بيانا قال فيه إنه «سيستثني» صادق خان من الحظر الذي اقترحه على سفر المسلمين إلى الولايات المتحدة لكن العمدة الجديد المسلم المنتخب حديثا، رفض هذا «الاستثناء»، وقال إن الأمر ليس متعلقا بشخصه بل بأصدقائه وأفراد عائلته وأي شخص يأتي من خلفية مشابهة. وحذر من أن آراء ترامب الجاهلة حول الإسلام قد تساعد في تهديد الأمن في البلدين، قائلا «يعتقد ترامب ومن حوله أن قيم الغرب في تناقض مع الإسلام الوسطي لكن لندن أثبتت خطأه».

تبين للملياردير خطأ دعوته فاضطر للتراجع مرة أخرى والتنصل من هذا الحظر الذي دعا له عندما قال في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، هذا الشهر إنه «لم يتم الدعوة بعد» إلى مثل هذا المنع، وإن ما قاله «مجرد اقتراح فقط».

ولا يعد هذا التراجع هو الاول من ترامب فقد نشر ترامب، صورة بـ «تويتر» وهو يتناول طعاما مكسيكيا احتفالا بيوم «سينكو دي مايو»، مثيرا التساؤلات حول ما إذا قد بدأ يتراجع عن مواقفه. وكتب ترامب معلقا: «أنا أحب اللاتينيين», وهو ما عد تراجع منه أمام المكسيكيين.

فتح جبهة مع باكستان

لم تقتصر تصريحات ومواقف ترامب على النيل من المسلمين والمكسيكيين واللاجئين السوريين والمهاجرين، إذ نجده أثار الغبار عندما أكد لشبكة «فوكس نيوز» أنه إذا انتخب رئيسا فسيجبر باكستان على إطلاق سراح شاكيل أفريدي «في غضون دقيقتين، قائلا«إن إسلام آباد تحصل على دعم كبير من الولايات المتحدة».

انتقدت باكستان بشدة قوله إنه سيجبرها على إطلاق سراح طبيب باكستاني يعتقد أنه ساعد واشنطن في ملاحقة زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن. تجدر الإشارة إلى أن واشنطن تعتبر أفريدي بطلا بينما حكمت عليه باكستان في 2012 بالسجن 33 عاما بتهم تتعلق بالانتماء لجماعة عسكر الإسلام وهي تهمة ينفيها الرجل. وقال وزير الداخلية الباكستاني شودري نزار في بيان مطلع الشهر الحالي«على عكس ما أبداه ترامب من سوء فهم فإن باكستان ليست مستعمرة للولايات المتحدة». وجاء في بيان الداخلية الباكستانية: أن مصير شاكيل أفريدي ستحدده المحاكم الباكستانية وحكومة باكستان وليس ترامب حتى إذا أصبح رئيسا للولايات المتحدة.»

كما يتهم أفريدي أيضا في باكستان بإدارة حملة تطعيم زائفة حيث يتردد أنه جمع من خلالها عينات حمض نووي لمساعدة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) على تعقب بن لادن. لكن هذه التهمة لم توجه رسميا لأفريدي.

ملاحقة الطغاة

توعد ترامب رئيس زيمبابوي روبرت موجابي والرئيس الأوغندي يوري موسفيني، بأنه حال فوزه بالرئاسة سيقوم باعتقالهما وتقديمهما للمحاكمة وذلك عندما كان يلقي خطابا أمام قدامى المحاربين في واشنطن. وحذر ترامب «الطغاة» بحسب وصفه الذين يفكرون في أن يموتوا وهم على كرسي السلطة، وإنها مسألة وقت ليواجهوا العدالة. وقال «أريد أن أؤكد هنا أنني لن أتغاضى عن أي نزعات دكتاتورية أظهرها الطغاة من كبار السن مثل موغابي وموسفيني يجب أن يعلموا أن أيامهم صارت معدودة وإنني سأقوم بالقبض عليهم وأحبسهم في السجن وإذا كانت الإدارات الأمريكية السابقة فشلت في منع الاثنين لكنني أنا سأبذل جهداً شخصياً» وأضاف «اذا كان أوباما وبيل كلينتون وجورج بوش يخشونهم أعدكم بتنظيف كل هذه الفوضى السياسية في جميع أنحاء العالم وتعزيز العدالة الدولية».

الصين و«اغتصاب» أمريكا

في سابقة غير معهودة في الخطب السياسية وصف ترامب عجز الولايات المتحدة التجاري مع الصين، بـ(الاغتصاب). إذ قال ترامب: «لا يمكننا الاستمرار في السماح للصين بـ (اغتصاب) بلادنا، وهذا ما يفعلونه،» وذلك خلال أحد التجمعات لحملاته الانتخابية في ولاية إنديانا، في إشارة إلى ارتفاع صادرات الصين مقارنة بأمريكا. واتهم ترامب الصين مراراً وتكراراً بالتلاعب بعملتها لجعل صادراتها أكثر قدرة على المنافسة في السوق العالمية، وادعى أن الصين «تقتل» الولايات المتحدة في مجال التجارة.

المصدر: الخليج