سحر الخط العربي في معرض “فنون إسلامية”

منوعات

في أجواء تخللها عبق الفن الاسلامي وجمال الحرف العربي، احتفت صالة “آرا” في الأمس بافتتاح معرض “فنون إسلامية” تحت رعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم لنخبة من الخطاطين المرموقين عربيا وعالميا. المعرض حضره عدد كبير من الزوار في ظل تواجد الصحافة وعدسات المصورين ونخبة من الفنانين التشكيلين الذين سحرتهم ألوان الحبر ورشاقة الحرف وعذوبة العمل الفني. ليستمتعوا برؤية التاريخ الإسلامي يروى بلسان قصبات خلدت بحبرها عراقة الفن العربي الإسلامي منذ القدم. هذا وقد شارك في المعرض كل من الخطاطين ماجد اليوسف، إيمان البستكي، محمد رضا هنرور، نرجس نور الدين، محمد عبد ربه علان، عبد الرزاق محمود، وسام شوكت، مريم غلامي، موفق بصل، فاطمة البقالي، عدي الأعرجي وتاج السر حسن. ومن الجدير بالذكر أن المعرض سيستمر حتى 31 أغسطس من العام الجاري.

موزة العبار، مؤَسِسَة صالة “آرا”، عبرت عن سعادتها إزاء مشاركة هذه الكوكبة الفريدة من الخطاطين والمؤلفة من اثنا عشر خطاط بقولها: “أكثر ما يميز هذا المعرض هو اجتماع عدد من الخطاطين المبدعين تحت سقف واحد.” وأضافت أن هذا المعرض أتاح الفرصة للخطاطين لعرض أعمالهم التي اتسمت بالدقة والحرفية في حين تناغمت المادة المكتوبة مع أنواع الخطوط المستخدمة. العبار بينت أن المعرض يحتضن أعمال تحمل الطابع الإسلامي الأصيل للمرة الأولى في حين أبدت إعجابها الشديد حيال الأعمال المعروضة.

وفي أولى زوايا المعرض علقت أعمال يعجز الوصف عن مخاطبة جمالها، لتحكي بدورها أقصوصة إبداع الخطاط السعودي ماجد اليوسف. اليوسف قال أن هذه هي المرة الأولى التي يتعاون فيها مع صالة “آرا” مبينا سعادته بهذه التجربة ومؤكدا على حسن تنظيم المعرض. وأضاف أن المعرض كان ناجحا إذ استقطب زوارًا من جنسياتٍ مختلفةٍ لفتتهم أساليب وأنواع الخطوط المستخدمة. كما وقد شارك اليوسف بأربع لوحات قطفت من كل بستان للخط العربي زهرة لتشكل باقة منسجمة زينتها أحبار اتسمت بنقائها ودقة حركتها. وبلوحته “أعطني الناي وغن”، خطّ اليوسف بقصبته ألحانا فنينة عريقة الهوية أبرزت قوة الحرف العربي وعكست تمكنه الشديد من احتراف جميع أنواع الخطوط. ومن الجدير بالذكر أن أعمال اليوسف تفاوتت في الخطوط وألوان الأحبار وأنواع المواد المكتوب عليها.

أما الخطاطة الإماراتية نرجس نورالدين، فقد شاركت بأربع لوحات من أشعار فتاة العرب “روشة السويدي”. وقالت أنها استوحت أفكار لوحاتها من عملها في متحف المرأة في أبوظبي إذ خطّت جدارية من أشعار السويدي في غرفة خُصِصَت لها. بعد هذه التجربة، اكتشفت نور الدين أن فتاة العرب هي مصدر إلهام كبير لها يستحيل أن يقتصر على أربع جدران وسقف. لذا، قررت نقل هذه الشاعرة إلى أذهان زوار المعرض من خلال أعمالها الجميلة. كما وأشارت إلى أن مشاركتها في عدد من المعارض العربية والعالمية مبينة أن هذا المعرض هو خلاصة ثلاثة عشر ربيعا من العمل الدؤوب والمتواصل، الأمر الذي دفع عددا من الدول للترحيب بأعمالها الخطية.

وبين الأعمال الكلاسيكية، يرى من يتجول في أنحاء المعرض ما يسر النظر، وصولاً إلى أعمال كتبت بخط حديث الولادة ومختلف التكوين يجمع بين الكلاسيكية والحداثة. هذه الأعمال تعود للخطاط العراقي وسام شوكت والذي شارك بأربع لوحات كَتَبَ بعضها بخط ابتكره عام 2003 سماه “الوسام”. وعن أعماله العالية المستوى، قال شوكت أنه كتبها بخطوط تقليدية حملت فكرًا حديثا في التكوين لتظهر اللوحات بهذا الطابع الكلاسيكي المعاصر. وذكر شوكت أنه كسر قوانين الخط المعتادة ليستخدم خط الجلي الديواني بشكل عمودي في عمله “بسم الله الرحمن الرحيم” على خلاف كون هذا الخط خطا أفقيا. الخروج عن التقليدي والتكرار كان حافز مستمرا لشوكت ليغرد خارج أسوار الكلاسيكية وليطور مهاراته وقدارته.

الخطاطون الاثنا عشر والذين انفردت واختلفت بصمة كل واحد منهم جمعتهم صورة تذكارية وسط المعرض التقطتها لهم عدسات الصحافة وكاميرات الحضور.

معرض “فنون إسلامية” لاقى استحسان وإعجاب الكثيرين حيث قالت وسن مخلوف، طالبة صحافة وإعلام في الجامعة الأمريكية في دبي: “أضافت بعض الأعمال نكهة جديدة للفن الاسلامي التقليدي بحيث جعلته يتأرجح بين عراقة الخط الكلاسيكي وإبداع الخط المعاصر.” مخلوف والتي تملك ميولاً فنية قالت أن هذا المعرض يعتبر واحدٌا من أفضل المعارض التي زارتها إثر مشاركة نخبة من الخطاطين المهمين فيه. أما عينا مخلوف، فلم يكتفيا بالنظر إلى اللوحات مرة أو اثنتين، بل تجولت مخلوف حول المعرض أربع مرات لما وجدته من جمال أمتع ناظريها.

وبالحديث عن موقع صالة “آرا”، فهي تحظى بمكان استراتيجي بسبب تواجدها بقرب برج خليفة علاوة على كونها حديثة النّشأة، الأمر الذي يجذب الزوار لها بشكل يومي ومستمر. وقد نوهت العبار أن الصالة تحيي بشكل مستمر معارض رسم للأعمال التجريدية وتلك التي تعكس تراث الإمارت. ويذكر أن صالة “آرا” قد تأسست في عام 2011 لشغف العبار بالفنون بمختلف أنواعها.


بيان السطري
خاص لـ ( الهتلان بوست )