سياحة في قلب الصحراء

آراء

في عمق الصحراء الإماراتية يوجد فندقان -فئة خمسة نجوم- أعتبرهما من أجمل فنادق العالم. قصر السراب، يبعد مدة ساعتين من أبو ظبي، وباب الشمس، يبعد مدة ساعة عن دبي. كلاهما مكان جذب مهم للسائح من داخل المنطقة ومن خارجها. فمثلما يبحث السائح الخليجي عن الأنهار والحدائق الخضراء والمدن العالمية الكبرى، يبحث السائح الأجنبي عن تجربة مختلفة، عن الصحراء والهدوء.

تستطيع أي مدينة أن توظف إمكاناتها الطبيعية لصناعة تميّزها سياحياً. ومتى ما تحققت الخدمة العالية نجحت مشاريع جذب السياح. أعجبت جداً بفكرة فندق قصر السراب إذ يبدو متناغماً مع ظروف الصحراء وروحها. ليس شرطاً أن تكون سائحاً غربياً حتى تثمن تجربة السياحة في قلب الصحراء. فحتى نحن، أبناء الجزيرة العربية، نستطيع أن نكتشف من خلال هذه التجربة كثيراً عن بيئتنا وجغرافيتنا. لكن السياحة الناجحة تتطلب أولاً توفر الخدمات الأساسية وأهمها الفنادق وإلا ما الذي يجعل المئات من السياح، من الداخل والخارج، يتوافدون على “باب الشمس” و”قصر السراب”؟

نخطئ حينما نلقي بـ”هم” السياحة الداخلية كله على الهيئة العامة للسياحة والآثار. السياحة الناجحة تتطلب منظومة متكاملة من الخدمات والأنظمة مدعومة بثقافة تشجع على السياحة المحلية وتنظر لها كرافد اقتصادي وطني مهم. لكن دور القطاع الخاص في الاستثمار الذكي في مشاريع سياحية يبقى أساسياً وبالغ الأهمية. الناس تبحث عن الجديد والمختلف. فمثلما استطاعت أبو ظبي ودبي ومسقط أن تستقطب، بفنادقها وخدماتها، الآلاف من السياح، من الخليج وخارجه، ما الذي يمنع أن تستقطب مدننا و”صحراؤنا” على الأقل السائح السعودي ولو في إجازته القصيرة؟

أعرف أن شجون السياحة الداخلية كثيرة ومتشابكة. لكنني، من “قصر السراب”، تمنيت أن نتعلم من تجارب الآخرين ونستفيد من نجاحاتهم حتى في “عمق الصحراء”!

 المصدر: صحيفة الشرق