علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

شبابنا وسارقو الأمل والمستقبل

آراء

وما شاهدته بالأمس في جازان (مثالاً) بصحبة صديق غارق في بواطن هذه القضية، ليس إلا نموذجاً من كل شوارعنا التجارية في مهازل التستر التجاري تحت أوراق النظام والقانون. تسيطر جنسية بعينها على مواد البناء وأخرى من جيرانها على البلاط وثالثة من الجيران ذاتهم على المستلزمات الصحية. جنسية آسيوية شهيرة تمتلك فوق التسعين من النسبة المئوية لتجزئة المواد الغذائية. أخرى بعينها تسيطر على القرطاسيات واللوازم المدرسية، وسأكتفي هنا من التوصيف لأن المسألة واضحة لكل مواطن يدفع رياله في السوق اليومي.

والجواب الحزين أننا منذ عقود ثلاثة ونحن نحاول بالإنشاء والتعبير كسر هذا التستر التجاري الذي يمتص سوقنا المحلية ويسرق المواطنة من مئات آلاف الشباب، ولك من الحساب المؤكد أن حجم التحويل الخارجي يزداد في العام الواحد بعشرة مليارات ريال عن سابقه. وفي جولة الأمس، استوقفني شاب سعودي حاول دخول عالم مواد البناء واستثمر فيها نصف مليون ريال، وبعد عامين يقول لي بالأمس إنه يتمنى الخروج منه بنصف رأسماله. يعترف أنه لن يستطيع المنافسة في بطن هذا (الكارتيل) لأنهم يحاصرونه بكل الطرق والوسائل. كيف قتل هؤلاء لدى شبابنا روح المنافسة؟ الجواب البدهي الأول هو في يوم العمل المفتوح، فنحن قد نكون البلد الوحيد على وجه الأرض الذي تستطيع فيه شراء (البلاطة) عند العاشرة مساء وتشتري فيه لمبة الإضاءة بعد منتصف الليل. البلد الوحيد الذي تذهب فيه للطاحون عند الحادية عشرة مساء وتذهب فيه لمغاسل الثياب والسيارات عند الساعة الواحدة في الصبح. نحن بهذه الفوضى التي لا داعي لها في المطلق نفترض أن السعودي (مقطوع من شجرة) بلا أي ارتباط أو حياة إلا مجاراة هذه “الكارتيلات” لعشرين ساعة عمل في اليوم الواحد. وحين تذهب كوادر محاربة التستر لهذه الآلاف من المحلات والدكاكين فلها أن تنظر لغرف المعيشة خلف هذه الدكاكين حين يكون المحل التجاري هو الدكان والسرير والمطبخ..

المصدر: الوطن أون لاين