خالد السويدي
خالد السويدي
كاتب إماراتي

صراخ الإرهاب

آراء

لا أعتقد أن دول المقاطعة وغيرها ستأتي بأسماء من وحي الخيال لتضعها في قائمة الإرهاب، ولا يمكن لعاقل أن يتصور أن يتم وضع منظمةٍ ما في هذه اللائحة إلا لوجود أنشطة مريبة لها علاقات مباشرة بكل ما يتعلق بالإرهابيين ودعم الإرهاب.

لن يكون هناك استقرار في المنطقة إلا بمحاربة الإرهاب.

وعندما تعلن دول المقاطعة عن القائمة المتجددة فإني على ثقة تامة بأنها لا تحتمل أي خطأ، إذ يسبقها اتصالات وأدلة ومتابعات أمنية على أعلى مستوى لضمان ألا يتم ظلم أي شخص أو منظمة يرد اسمها في القائمة، إنما الغريب في أنه كلما خرجت قائمة جديدة للإرهاب نجد من يعلو صراخه ويدق برأسه قهراً في الجدران من حوله، وما هذا الصراخ إلا دليل على شدة الألم.

المنظمات الإرهابية اتخذت أسماء عديدة في الفترة الأخيرة، وتخفت تحت مسميات عظيمة اكتشفنا لاحقاً أنها مُسيّرة لأهداف حزبية وقرارات تصب في اتجاه واحد يعتمد على مبدأ مصلحة الحزب فوق الجميع، وليت ذلك كان سياسياً فقط، بل المؤلم عندما تكون هذه المنظمات التي تأملنا فيها خيراً داعمة لكل أشكال الإرهاب وزعزعة الاستقرار في دول المنطقة.

البعض لا يستوعب الفرق بين المقاومة والإرهاب، فمن يقاوم محتلاً اعتدى عليه واحتل أرضه فهذا حق مشروع لا غبار عليه، وأما من يترك عدوه الحقيقي ليهاجم الأبرياء فما هو إلا إرهابي مع سبق الإصرار والترصد.

نحن في العالم العربي في حاجة إلى قادة حكماء يقودون عجلة التنمية لا إلى حمقى يدعمون الإرهاب وينشرون الفوضى في كل مكان، ولن يكون هناك استقرار في المنطقة إلا بمحاربة الإرهاب.

سينعم المواطن الخليجي والعربي بالأمن والأمان عندما نقف جميعاً وقفة رجل واحد، نحارب الأجندات الحزبية والخارجية، نتصدى فيها لخطاب الكراهية والطائفية ودعاة الإرهاب، نضع المصلحة القومية فوق أي اعتبار، فما يضر صديقي يضرني، وما يضرني يضر صديقي.

قد يعتقد البعض أن الوضع مأساوي وغير قابل للعلاج، إلا أني وبكل صراحة متفائل جداً بما لمسته أخيراً، فشمعة واحدة كفيلة بأن تضيء المكان!

المصدر: الإمارات اليوم