طحنون بن محمد.. 53 عاماً من العمل المتواصل والدؤوب

أخبار

إيهاب الرفاعي (العين):

على مدى أكثر من 5 عقود متتالية، تحولت مدينة العين إلى مدينة تاريخية تتميز بالحضارة والنهضة الشاملة والإنجازات المتلاحقة، مع تثمين وترسيخ العادات والتقاليد الأصيلة التي تميز بها أهل الإمارات منذ القدم، والحفاظ على الموروث الإماراتي الأصيل.

53 عاماً من العمل المتواصل والدؤوب قام به الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، رحمه الله، فمنذ أن تولى مسؤولية ممثل الحاكم في مدينة العين حرص على أن ترتقي المدينة وتتلاحق إنجازاتها في القطاعات والمجالات كافة؛ لتظل راية التقدم والرقي عالية خفاقة.

وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تم إطلاق اسم سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين على طريق العين – دبي.

ومدينة العين واحة خصبة تقع على بعد 160 كم تقريباً شرق العاصمة أبوظبي، وقد جاء في الأصل اسم مدينة العين من وفرة المياه العذبة في جوف الأرض المعطاء.

وما زالت المنطقة تشتهر بنظامها التقليدي في الري (الأفلاج)، الذي تعود بعض أجزائه إلى 1000 ق.م. وفي هذا النظام يتم توجيه المياه من خلال شبكة من الأنفاق والقنوات لإيصال الماء إلى مزارع وبساتين في المنطقة المحيطة.

كان فقيد الوطن، سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، رحمه الله، بحكم منصبه ومسؤولياته، أحد مرافقي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الكثير من زياراته وجولاته في داخل الوطن وخارجه، إذ اكتسب من خلالها الخبرة في التعامل بحنكة مع مختلف ملفات وقضايا الوطن وشؤون المواطنين. وكذلك ساهمت المناصب التي شغلها قبل وبعد قيام الدولة، بشكل كبير، في نجاحه بإدارة شؤون المناطق الشرقية، خاصة أنه كان مطلعاً على أحوال سكان مدينة العين والمناطق التابعة لها، وكان سموه من كوكبة الرجال الذين وضع فيهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ثقته المطلقة.

لقد سخّر سموه، كل الخبرات التي اكتسبها في خدمة أهالي منطقة العين والمناطق التابعة لها على مدى أكثر من خمسة عقود، وهي سنوات خالدة وحافلة بالعمل الدؤوب والإنجازات المتلاحقة، حيث انطلقت عمليات التطوير والبناء التي أشرف عليها شخصياً بصورة متواصلة في شتى القطاعات والمجالات.

كما حرص سموه على تقديم كل الدعم للمشاريع التطويرية والخدمات والبنية الأساسية، لتحقيق التنمية الشاملة التي استهدفت شتى نواحي الحياة للحاق بركب الحضارة والتقدم.

مشاريع الإسكان

خلال السنوات الماضية، شهدت مدينة العين العديد من مشاريع الإسكان المختلفة التي تحقق سبل الحياة الكريمة كافة للأسر الإماراتية في المدينة، وتحقق لهم الاستقرار الأسري والعائلي، ومنها مشروعا سويحان والساد السكنيان الواقعان في مدينة العين، واللذان يتضمنان بناء 510 فيلات للمواطنين على مساحة تقارب 2.1 مليون متر مربع.

بالإضافة إلى مشروع جبل حفيت، ومشروع عين الفايضة، وهما من المشروعات الإسكانية المهمة في مدينة العين، إذ تبلغ مساحة مشروع جبل حفيت 453 هكتاراً، ويتضمن 3000 فيلا، ويغلب على الفلل الطابع التراثي والحديث، وتتألف كل فيلا من طابقين، وتتضمن أربع غرف نوم ومجلسين للرجال والنساء، إضافة للخدمات الأساسية من مطبخ وحمامات وغرف للخدم وكراجات للسيارات، كما يتضمن المشروع ثمانية مساجد، وعيادة طبية، ومركزاً للتنمية الأسرية، وثلاث مدارس، وغيرها من المرافق المهمة للمجمعات السكنية الحضرية.

ومشروع عين الفايضة السكني، تبلغ مساحته 375 هكتاراً، ويتضمن 2000 فيلا، وتم بناء الفلل وفقاً للتصميم الأندلسي، وتتألف كل فيلا من طابقين، وتضم خمس غرف نوم، ومجلساً ومطبخاً، وست حمامات، بالإضافة إلى الخدمات الأساسية الأخرى التي تلبي احتياجات الأسر الإماراتية.

مدينة صديقة للمشاة

تحولت مدينة العين إلى مدينة صديقة للمشاة، من خلال مشروعاتها الحالية التي توفر انسيابية مرورية بتحويل الأنفاق والدوارات إلى تقاطعات مرورية بمواصفات حديثة، وتزود طرقاتها بأنظمة إضاءة حديثة من نوعية LED، كما بدأت بتنفيذ مشاريع مستقبلية لرفع كفاءة الطرق والبنية التحتية للشعبيات القديمة التي يمتد عمرها لنحو خمس وأربعين سنة.

مشاريع البنية التحتية

شهدت مدينة العين مشاريع ضخمة لتطوير البنية التحتية والطرق والأنفاق والجسور والإشارات المرورية، حيث تم تنفيذ مشاريع ضخمة في كل هذه المجالات، تشمل 11 مشروعاً للبنية التحتية لتطوير الطرق في مدينة العين، وتضم تطوير وإنشاء 10 أنفاق وتحويل 18 دواراً وتقاطعاً إلى تقاطعات إشارات مرورية، منها مشروعات دوارات المرخانية، وزاخر، وتوام، والديوان وهيلي، وطريق مزدوج جديد يربط منطقة الصاروج مع الصناعية، عبر نفق يشق جبل «النقفة» بطول 117 متراً، ومشروع تطوير دواري مكتبة زايد ومستشفى العين، ومشروع دوار الهلتون، ومشروع إنشاء نفق جديد في دوار الصناعية وتحويله لإشارات مرورية، ومشروع تحويل 4 دوارات، إلى إشارات مرورية بالقرب من مسجد الشيخ خليفة، ومشروع تطوير دوار استاد هزاع وإنشاء نفق جديد وتحويل 3 دوارات إلى إشارات مرورية.

نهضة تعليمية كبرى

انطلاقاً من أهمية التعليم ودوره المهم في الارتقاء بمستوى نهضة الأمم ورقيها، شهدت مدينة العين نهضة تعليمية كبرى، سواء على مستوى المدارس ما قبل التعليم الجامعي، التي شهدت افتتاح عدد من المدارس الجديدة ذات البنية التعليمية المتميزة وتوفير التجهيزات كافة التي تساهم في توفير تجربة تعليمية متميزة داخل المدارس.

وعلى مستوى التعليم الجامعي، تم افتتاح عدد من الجامعات الكبرى في مدينة العين، نجحت في تحقيق مراكز علمية متقدمة عالمياً، منها جامعة الإمارات العربية المتحدة، وهي أول جامعة وطنية شاملة في الدولة. وقد تأسست الجامعة في عام 1976 بقرار من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتطمح إلى أن تكون جامعة بحثية شاملة.

وجامعة العين التي تأسست عام 2004 وفتحت أبوابها لاستقبال الفوج الأول عام 2005 بثلاث كليات في العين هي كلية الهندسة، وكلية الأعمال، وكلية التربية والعلوم الإنسانية والاجتماعية. وامتدت في توسعها إلى أن افتتحت مقرها في أبوظبي عام 2008 بكليتي الأعمال والقانون.

وواصلت جامعة العين مسيرة التطوير الأكاديمية إلى أن أصبحت تطرح 22 برنامج بكالوريوس في مقريها في أبوظبي والعين من خلال كلياتها الست: الهندسة، الصيدلة، القانون، التربية والعلوم الإنسانية والاجتماعية، الأعمال، وكلية الاتصال والإعلام. كما تطرح 8 برامج ماجستير، إضافة إلى الدبلوم المهني في التدريس.

نهضة صحية

شهدت مدينة العين تنفيذ العديد من المشروعات الصحية التي تهتم بتوفير خدمات صحية وعلاجية ذات مواصفات عالمية للسكان في مدينة العين، منها مشروع مستشفى العين الجديد، وذلك على مساحة بناء مقدارها 347 ألف متر مربع، وتعد واحة استشفاء حقيقية، تم تصميمها وفق أعلى المعايير العالمية، وبمواصفات طبيعية وجمالية فريدة، تجمع بين توفير أحدث التقنيات الطبية والأجواء الطبيعية التي تحاكي الطابع المميز لمدينة العين.

كما تضم مدينة العين مستشفى توام الذي يعد من أشهر مستشفيات العين الحكومية وأفضلها، إلى جانب كونه من أكبر مستشفيات المدينة. ويوفّر المستشفى 509 أسرّة، ويضم نخبة من أمهر الأطباء.

منجزات

حفل سجل الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، رحمه الله، بصفحات ثرية خالدة من المنجزات الوطنية الباهرة التي سطرها التاريخ بأحرف من نور، وذلك منذ أول منصب تقلده سموه في 11 سبتمبر عام 1966 بتعيينه رئيساً لدائرة الزراعة ورئيساً لبلدية العين.

وبعد أن عين سموه ممثلاً للحاكم في منطقة العين، أظهر قدرات كبيرة وكفاءة عالية في إدارة شؤون منطقة العين، فقد عمل على تحريك عجلة البناء والتعمير في كل مكان، وبجهوده المخلصة وعزيمته، تمكن من إحداث نقلة كبيرة في تلك المناطق الصحراوية القاحلة، فتحولت لمناطق مكتملة الخدمات، وفيها بنية تحتية وفق أرقى المعايير الحديثة، مع الحفاظ على طبيعتها البيئية المعروفة.

المصدر: الاتحاد