عائشة النقبي: كل إنسان بداخله بذرة كاتب

أخبار

رغم أن عمرها لم يتجاوز الـ13، تعدّ الإماراتية عائشة النقبي، أصغر روائية إماراتية، بعد أن أصدرت روايتها الأولى «بلو مون»، عن دار «كتًاب» العام الماضي، وتستعد حالياً لإصدار الجزء الثاني من الرواية، التي تتسم بالجمع بين المغامرة والخيال العلمي، حيث تتناول قصة فتاة يتيمة تجد نفسها مطاردة من المخابرات الأميركية، وخلال رحلة هروبها تدخل في سلسلة من المغامرات، التي تبدأ من ولاية كارولينا الشمالية.

صعوبة الكتابة في مجال الرواية بشكل عام والخيال العلمي والمغامرة خصوصاً، لم تكن مصدر قلق للنقبي، بحسب ما أشارت في حوارها مع «الإمارات اليوم»، بقدر ما كانت حافزاً لها على القيام بكثير من البحث والدراسة، وبذل مجهود كبير في الكتابة لتخرج الرواية مقنعة للقارئ. لافتة إلى شغفها بمشاهدة أفلام «الأكشن»، وقراءة الروايات التي تقوم على المغامرات والاكتشاف أكثر من غيرها من ألوان الكتابة الروائية، مثل كتابات جاكلين ويلسون، التي قرأت لها العديد من الكتب.

وأرجعت النقبي اختيارها اللغة الإنجليزية لتقديم روايتها بها إلى إتقانها هذه اللغة، ولدراستها في مدرسة للغات، إضافة إلى أن قراءاتها تعتمد على الروايات الأجنبية بشكل أساسي. مشيرة إلى أن «شريحة كبيرة من الطلبة في عمرها يفضلون القراءة باللغة الإنجليزية». كما أعربت عن أملها في أن تتمكن في المستقبل من كتابة رواية باللغة العربية، وأن تتم ترجمة روايتها «بلو مون» إلى اللغة العربية.

وذكرت النقبي، التي تدرس في الصف التاسع، أن «كتابة روايتها استغرقت منها خمسة أشهر تقريباً، وأنها بدأت تتجه جدياً للكتابة الأدبية منذ عامين، وقبل ذلك كانت لها تجارب بسيطة في كتابة نصوص قصيرة». لافتة إلى أن «المحيطين بها لعبوا دوراً كبيراً في صدور روايتها، خصوصاً أسرتها التي تقدم لها كثيراً من الدعم والتشجيع، وتتيح لها فرصة اقتناء ما ترغب فيه من كتب، وفي كثير من الأحيان تقوم بطلب الكتب قبل طرحها في المكتبات المحلية، حيث تضم مكتبتها الشخصية حالياً ما يزيد على 200 كتاب. كذلك كان للمدرسة دور مهم في تشجيعها على صقل موهبتها في الكتابة، من حيث تنمية قاموسها اللغوي، كما كان لمدرسة اللغة الإنجليزية في المدرسة دور في مساعدتها على تطوير أسلوبها في الكتابة، وبناء الشخصيات والأحداث». أيضاً استفادت النقبي، بحسب ما تشير، من ملاحظات أصدقائها على ما كانت تعرضه عليهم من مقاطع من الرواية قبل نشرها.

وتضيف: «كل إنسان بداخله بذرة كاتب، والأمر يتوقف على مدى اهتمامه بتنمية هذه البذرة، وعلى التوجيه والتعليم الجيد الذي يحصل عليه». معتبرة أن «ورش الكتابة تمثل بيئة مناسبة لاحتضان المواهب الجديدة وتشجيعها، لأنها تجمع عدداً من الأشخاص الذين يطمحون إلى تطوير قدراتهم، وتسهل لهم فرصة الاستفادة من خبرات كل منهم، ومناقشة أفكارهم دون خجل أو خوف من النقد».

صعوبات الكتابة لم تكن الهم الأبرز لعائشة النقبي، فقد كانت تشعر بأن الصعوبة الأكبر تتمثل في إمكانية أن تخرج هذه الرواية إلى النور، وأن تجد دور نشر تقتنع بطباعة رواية لفتاة في عمرها، ولذلك كانت سعادتها كبيرة بترحيب الناشر جمال الشحي بطبع روايتها في دار «كتّاب».

وتعدّ الكاتبة الشابة أن «توقيع كتابها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب الماضي، وما وجدته من ترحيب ودعم كبيرين من القرّاء ومن كثير من الكتّاب، من التجارب الإنسانية المهمة التي مرت بها، والتي أثرت في شخصيتها».

من جانب آخر، أشارت إلى أن «تحويل روايتها إلى فيلم سينمائي أمر مطروح، مع أهمية الإعداد الجيد لها مع فريق عمل متمكن ليخرج الفيلم بمستوى متميز». وأكدت النقبي أن «تخصيص العام الجاري عاماً للقراءة في الدولة، له أثر كبير في تشجيع القراءة والثقافة في المجتمع».

المصدر: الإمارات اليوم