عائلات على باب أوبرا دبي

منوعات

منذ اليوم الأول لافتتاحها، استطاعت دار أوبرا دبي، أن تبهر الجميع، بداية من تصميمها المعماري الفريد، إلى اختيار موقعها المميز، بجوار أحد أعلى وأشهر معالم العالم.. «برج خليفة»، وما زالت أوبرا دبي تبهر الكثيرين بتنوع عروضها، واستضافتها لأهم وأشهر العروض والفنانين العالميين، بحيث تحولت إلى واحدة من أهم الوجهات الثقافية والترفيهية الراقية بالدولة والمنطقة. ورغم أن ميلادها لم يمر عليه إلا بضعة أسابيع، فإنها ولدت عملاقة، ونجحت في أن تقدم مشروعها الثقافي المتنوع، الذي يرضي مختلف الأذواق والأعمار.

وعندما أعلنت دار الأوبرا عن تقديم عرض فريق «Impossible» البريطاني العالمي، الذي يضم أشهر فناني السحر والخداع البصري وخفة اليد، ظن البعض أن هذا النوع من العروض يبدو غريباً على دار أوبرا، يفترض فيها تقديم فنون كلاسيكية نخبوية، بينما تنتمي عروض الخداع البصري، إلى فنون شعبية، مثل السيرك وفنون الشارع.

بعد حضوري للعرض ومشاهدتي استقبال الحضور بشغف واهتمام، حيث ارتقى العرض لدرجة عالية من المهارة والاحتراف والإجادة، نجحت دار أوبرا دبي، في تقديم البيئة المسرحية المناسبة لعرض يقدم أحدث تكنولوجيا عروض الخداع البصري في العالم، ,كانت التجهيزات والإمكانات المتوفرة وآليات الليزر والإضاءة والديكور، فائقة الجودة، وتنافس أحدث المسارح العالمية، إذ تضمن العرض الرقص بالليزر والخداع البصري، المعتمد على الإضاءة، وبعض ألعاب الخفة التي تخطف الأنفاس، مثل تحطيم القيود المعدنية تحت الماء، وإشعال النار في أحد الفنانين أمام الجمهور، وغيرها من الألعاب التي انتزعت صيحات الإعجاب من الجمهور.

نجح مسرح دبي أوبرا في إبراز طاقاته وإمكاناته التكنولوجية، وفنيات الإضاءة، ونقاء الصوت، والقدرة على تغيير الديكور في لحظة واحدة.

خلال العرض أخذت أجول ببصري بين الحضور المتفاعل، والمبتسم تارة، والمشدوه تارة أخرى، لأتابع ردود الأفعال، ولكن أهم ما لاحظته، هو وجود عدد كبير من العائلات بصحبة أطفالهم الصغار من كل الجنسيات، والذين كانت أصوات ضحكاتهم المرحة، تضيء القاعة وتضفي حالة من البهجة والمرح على الجميع.

الاستراحة

أضيئت أنوار القاعة في فترة الاستراحة فالتقيت أسرة مكونة من أب وأم وطفلين، تعرفت إليهما، الأم «أيومي» من اليابان، والأب «ماركس» من كندا، يعيشان في دبي منذ سنتين. يقول الأب: “قررنا أن يكون هذا العرض، هو أول تعارف بين أبنائنا والأوبرا، فهي تجربتهم الأولى، وأردنا أن ترتبط في ذهنهما بذكرى ممتعة تجمع بين المرح والبهجة والإثارة، لتكون بداية علاقة وثيقة، نستطيع أن نستثمرها ونبني عليها.

تنتهي الاستراحة سريعاً، فيعود الجميع إلى مقاعدهم، ويمتثل الجميع صغاراً وكباراً لقواعد الأوبرا، فدخول القاعة في طابور، والتوجه إلى المقاعد، يتم بالتزام وهدوء، واستخدام الموبايل والأجهزة الإلكترونية ممنوع أثناء العروض، والحديث همساً وبحساب، والأناقة تسود الملابس والسلوك في كل مكان، ويتم استئناف العرض، ويذوب الحضور في حالة من المتعة والتفاعل الحميم مع العروض المشوقة، وبعد نهاية العرض، أعود لألتقي أسرة عربية من الإمارات، مكونة من سيدتين شقيقتين، في منتصف العمر، لأسالهما عن رأيهما في العرض، فتقول لي الأخت الكبرى: إنها صاحبة العزيمة، التي أهدت أختها الصغرى تذكرة الأوبرا.. وتضحك الشقيقة الكبرى جميلة الملا، وهي تقول: «استمتعت كثيراً وفوجئت بالمستوى العالي للعرض الذي أشاهده لأول مرة، فمثل هذه العروض تعودنا أن نراها فقط على شاشات التلفزيون، أو في زياراتنا للدول الأوروبية، ولكنني شعرت بالسعادة والفخر، إننا أصبحنا نستقطب مثل هذا المستوى العالمي من الفرق الفنية، في شتى المجالات، ورغم أن هذه هي أول زيارة لي لأوبرا دبي، إلا أنها لن تكون الأخيرة بالتأكيد، وفي المرة القادمة سأصطحب أبنائي معي، لأنني لم أكن أتصور أن الأطفال على اختلاف أعمارهم، يسمح لهم بحضور فعاليات الأوبرا، ولكنني بعد أن رأيت أن عدداً كبيراً من الحضور، كان من الأطفال، فإنني أنوي تشجيع أبنائي على زيارة الأوبرا، والاستمتاع بعروضها، واختيار العروض التي تناسب أعمارهم وأذواقهم، فنحن بحاجة لتعويد أبنائنا على متابعة هذه الأنواع من الفنون الراقية والممتعة، في الوقت نفسه، وأنا أنوي حجز تذاكر عرض «كسارة البندق على الجليد»، وأتصور أنهم سيحبونه.

المصدر: الخليج