عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«عائلة غريبة في الجوار!»

آراء

لحظة من فضلكم! نقطة نظام، الرجل (نسباً وحسباً وليس سناً) اسمه جورج، واسم أبيه الوسيم ابن ديانا التي ملأت الأرض ضجيجاً «ويليام»، واسم جده لأبيه صديق العرب الهادئ «تشارلز»، واسم أبي جده «فيليب».. أليس كذلك؟

إذن كيف يكون اسمه الكامل «جورج إليكسندر لويس»؟! أحاول دائماً أن أكون راقياً وأظهر نفسي بأنني والعائلة البريطانية المالكة «نتشمس تحت الشمس نفسها»، ولكن هناك فعلاً أمور لا أفهمها! يا أخي اسمك خليل وأبوك اسمه غلوم وجدك اسمه جعفر، فكيف يكون اسمك خليل علي إسماعيل؟! هناك أمور لن تفهمها أبداً!

ألا يكفي اللغز الذي يحيرني منذ أن بدأت متابعة أخبار هذه العائلة اللطيفة، زوج الملكة ما الذي يفترض أن يكون عليه؟ المفروض أنه ملك، ولكنه ليس ملكاً، إذن «سنو وايت والأقزام السبعة» لم تكن إلا كذبة كبيرة، وأغلب الظن أن القضية كانت ذات أبعاد أخرى.

قبل يومين نشرت صحيفتنا على موقعها الإلكتروني صوراً عدة للعائلة اللطيفة «على أنها صور سرية تم تسريبها بالطبع»، وهي تظهرها بمظهر العائلة المثالية، صور اعتيادية، الجدة أو بالأحرى أم الجدة تقوم بتغيير حفاظات ابن حفيدها، الأب يحمل ابنه بسعادة والأم تنظر بفخر لإنجازها، صور اعتيادية يمكنك رؤيتها في أي ألبوم ملكي أو أي حساب إنستغرامي ذي دماء زرقاء، إلا أن التعليق المصاحب للصور يفاجئك بعد أن تقلبها مرات عدة بأن جميع تلك الصور ليست أصلية، وكل ما في الأمر أنها دعابة شبه حقيقية من فنانة بريطانية تدعى أليسون جاكسون.

صدقية الصور، صدقية الأفلام، صدقية المقاطع الصوتية كلها في زمن الفورة التكنولوجية أصبحت على المحك. البعض يبني أحكاماً وقرارات بناء على بعض المشاهدات التي تصله، على الرغم من تلك العبارة التي أصبحت أحد «كاليشيهات» الإعلام الجديد «لم يتم التأكد من صدقية التسجيل من مصدر مستقل»، وبالطبع ومع عدم وجود مصادر مستقلة أصلاً في ظل النظام العالمي الجديد «معي أو ضدي»، يتطور الأمر لدرجة أن يقوم البعض بفبركة حلقة كاملة من برنامج البرنامج لباسم يوسف، ولن أستغرب إذا تم في القريب العاجل فبركة مباريات كاملة لكرة القدم مثلاً تظهر نادياً معيناً يخسر بالخمسة والستة، من نادٍ مغمور، فقط لبث بعض السعادة في نفوس مشجعي هذا الأخير.

الآن ربما نفهم معنى: «كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع».. فكر فيها جيداً قبل أن تضغط زر «إعادة إرسال»!

المصدر: الإمارات اليوم