عبدالله بن زايد: الغرب لا يفهم المنطقة

أخبار

سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان

أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وقوف دولة الإمارات ضد تنظيم «داعش»، وأعرب عن قلقها إزاء نتائج المحادثات مع إيران حول المسألة النووية، وشدد سموه في الوقت نفسه على الحاجة إلى مزيد من بذل الجهود لدفع الأوضاع في ليبيا إلى الأمام.

وأوضح سموه في حوار مع المذيع بريت باير بشبكة فوكس نيوز الأميركية، أن القوى الغربية بحاجة إلى الاعتراف بأن بلدان الشرق الأوسط لديها فهم أعمق للمنطقـة أفضــل ممن هم خارجه.

ورداً على سؤال حول جهود دولة الإمارات العربية المتحدة ضد تنظيم «داعش»، قال سموه: «إنهم يحاولون اختطاف ديننا.. فبالنسبة لفهمهم هم لا يحبون فقط الديانات الأخرى على الإطلاق، بل إنهم أيضاً لا يحبون ديننا ولا الطريقة التي نمارس بها الإسلام، بالإضافة إلى أنهم أيضاً يريدون فرض تفسيراتهم للإسلام على قيمنا وبلداننا وعائلاتنا»، وفيما يلي نص الحوار:

– هل ما يجري الآن كافٍ لمحاربة «داعش»؟

لا يمكننا التخلص من «داعش» إذا لم يتم التعامل مع الوضع المأساوي بطريقة صحيحة في سوريا الذي أدى إلى مقتل أكثر من مائتي ألف سوري وما يقارب 10 ملايين لاجئ أو مشرد.

– قمتم بدور بارز في مكافحة الإرهاب وأصدرتم مؤخراً قائمة بالمنظمات الإرهابية، اثنتان منها أثارتا بعض الجدل، ولك أن تتخيل أنهما في واشنطن، مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية والجمعية الإسلامية الأميركية، لماذا فعلتم ذلك؟

لدينا منظور معين للغاية عندما نتحدث عن التطرف، حيث إننا لا يمكننا أن نقبل بالتحريض أو التمويل عندما ننظر إلى بعض هذه المنظمات، بالنسبة لكثير من البلدان فإن مفهومها عن الإرهاب ينحصر في حمل السلاح وإرهاب الناس، أما بالنسبة لنا فهذا أبعد ما يكون عما نؤمن به نحن، لا يمكن أن نتسامح حتى مع أقل من ذلك بكثير.

– بما أنكم لا تقبلون بالتسامح مع التطرف هل تعتقد أن الولايات المتحدة تتعامل بالدرجة نفسها مع هذه الجماعات؟

يجب أن تسألهم.

– لقد عملتم جنباً إلى جنب مع مصر من أجل توجيه ضربات عسكرية ضد الجماعات المتطرفة في ليبيا التي أثارت الكثير من الدهشة في واشنطن؟

نحن نعتقد أن على الدول التي لعبت دوراً في التخلص من القذافي أن تقوم بدور أكبر فيما بعد، لكنهم لم يفعلوا، لكن اليوم لديهم مسؤولية كبيرة لوضع ليبيا على الطريق الصحيح، ولا ننسى الدور المهم لليبيا كونها دولة مهمة في المنطقة، لكن من الممكن أن تتحول إلى قنبلة موقوتة ضخمة.

– هل تعتقد أن الولايات المتحدة قد تغاضت عن دورها هناك؟

أنا لا أريد أن أذكر دولة بعينها أو أخرى، لكن على التحالف مسؤولية أكبر، إن ما حدث للأسف لا يرقى لمستوى المسؤولية.

– اسمح لي أن أتحدث إليكم عن إيران، جارك عبر الخليج، حيث الاتفاق النووي المزمع عقده يوم الاثنين، ماذا تعتقد، وما مخاوفكم بشأن هذه الصفقة؟

نحن نتساءل في المنطقة عما يمكن أن يحتويه الاتفاق وماذا سيكون دور إيران في المستقبل، وسنستيقظ صباح يوم الثلاثاء ومعنا الجميع أو معظمنا وسنطرح هذا السؤال: «ماذا ستستفيد إيران من هذا الاتفاق ليس فقط على المستوى النووي، ولكن على المستوى الإقليمي، ونتمنى أن يكون مثل هذا الاتفاق شبيهاً لما لدينا في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث لا نخصب اليورانيوم ولا نعيد معالجته، ولكن من الواضح أن هذا أبعد ما يكون عما سيحدث».

– كيف ترون تصرفات الولايات المتحدة في هذه المنطقة وهل تغيرت وكيف؟

أعتقد أن علينا أن نبتعد عن تلك الفترة التي تعتقد فيها بروكسل واشنطن ولندن وباريس أنهم يعرفون المنطقة أفضل من شعوب المنطقة، وأعتقد أن هذا هو التحدي الأكبر الذي يواجهنا.

– جيمس ماتيس القائد السابق للقيادة المركزية السابقة «الجيش الأميركي – القيادة المركزية»، قال: «إن قلق الإمارات ليس إيران، بل تخلي الولايات المتحدة عن مسؤولياتها»، هل هذا عادل؟

لا هذا ليس عدلاً.. لا أعتقد أن ذلك صحيح، فلدينا تحديات مثل التطرف والراديكالية والفاشية، ولدينا أيضاً تحديات اجتماعية واقتصادية وسياسية، وأعتقد أنه لم يتم التعامل مع هذه الأمور بالطريقة الصحيحة، بحيث يمكن للإقليم أن يعتمد بشكل كاف على شركائه التاريخيين، ويبدو تماماً بالنسبة لي أن الغرب، شركاءنا التاريخيين، إما منشغلون بأمورهم الداخلية أو أنهم لم يبذلوا قصارى جهدهم في المنطقة، لكن لا أعتقد أنهم تخلوا عن بذل مجهوداتهم، غير أني أعتقد أنهم ما زالوا داخل غرف زجاجية ويعتقدون أن منظورهم لما يجري في المنطقة هو الصواب.

وأنهى بريت باير الحوار بقوله: «في كلمة لقائد القيادة المركزية السابق أنتوني زيني ذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة قررت محاربة داعش والإرهابيين، وأنه تم توجيه المزيد من الضربات العسكرية من قاعدة الظفرة الجوية أكثر من أي منشأة عسكرية أخرى في المنطقة، لكن السؤال الحقيقي هو مدى التأثير الذي يمكن أن تمارسه دولة الإمارات العربية المتحدة على الدول العربية الأخرى بخصوص وقف تمويل المنظمات الإرهابية والتحدث علنا ضد التطرف الإسلامي الراديكالي».

أبوظبي (وام)