عبدالله بن زايد: قوة الإمارات في تمسكها بهويتها.. وسر نجاحها في انفتاحها

أخبار

2139597952

بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد، وزير الخارجية، إن مصدر قوة دولة الإمارات، في تمسكها بهويتها، وسر نجاحها في انفتاحها على العالم، واحترامها للإنسان كقيمة حضارية وبانٍ أساسي لمسيرة التنمية والتطور، مشيراً إلى أنه رغم أن الإمارات ليست دولة كبيرة نسبياً، لكن تأثيرها واضح وإيجابي في مسيرة التطور في العالم، وأنها استطاعت خلال مدة قياسية أن تضع لنفسها موقعاً متميزاً على خارطة العالم السياسية بفضل ما حققته من إنجازات اقتصادية واجتماعية، قوامها الاستثمار في بناء اقتصاد المعرفة، وتنشئة كوادر مواطنة حملت قصة نجاح الإمارات إلى كل أنحاء العالم بمهاراتها ومساهماتها في كل قطاعات الإنتاج والعمل، في مجال الطب والعلوم والهندسة والمعلوماتية والطيران، كما أشار إلى دور الاقتصاد الإماراتي الذي تصاعد 236 مرة منذ تأسيس الدولة، ليعزز مكانتها الإقليمية والدولية كمركز اقتصادي واستثماري واعد.

– الإمارات توجه رسالة حب وسلام للعالم ببرامجها المانحة للدولة النامية.

– المرأة الإماراتية شريك رئيس في مسيرة البناء والتنمية بكل القطاعات والمجالات.

– انفتاح الإمارات على العالم انعكاس لانفتاحها وانسجامها مع نفسها.

– الإمارات سطّرت حروفها بتحدي المفاهيم النمطية، وقادها اتحاد سلمي احتضن أبناء التراب الواحد.

وتحدث سموه عن إحدى دعائم نجاح الإمارات وظهورها كدولة ذات شأن إقليمي وعالمي بارز، فأشار إلى تضاعف مساعدات الدولة، التي تعد من أهم الدول المانحة للمساعدات، نحو أربع مرات بين عامي 2012 و2014، مشيراً إلى أن الإمارات توجه رسالة حب وسلام للعالم من خلال برامجها المانحة للدولة النامية، التي تساعد تلك الدول على بناء الأمن والاستقرار وسد احتياجات الدول الفقيرة، حتى تتمكن يوماً من اللحاق بركب التنمية. وقال إن الإمارات من أهم الدول الداعمة لمسيرة التنمية في الشقيقة مصر، لأن أمن واستقرار مصر هو أساس استقرار العالم العربي، وأن مصر لها فضل على الدول العربية.

وقال سموه إن الأب والمعلم الوالد، الشيخ زايد، رحمه الله، آمن منذ البداية ومنذ تأسيس الدولة في عام 1971 بقيمة الإنسان، والاستثمار في بنائه بالعلم والمعرفة، حتى ارتفعت نسبة المتعلمين من الجنسين إلى نحو 90%، بعد أن كانت نسبة من يجيدون القراءة والكتابة في مطلع السبعينات من القرن الماضي لا تتعدى 50% من الذكور و 30% من الإناث، كما وصل عدد المؤسسات التعلمية اليوم من مدارس وجامعات إلى 1200 مؤسسة. وقال سموه إن الدولة رعت الإنسان واهتمت بحياته وتنمية طاقاته منذ اللحظة الأولى، فأنشأت أحد أهم أنظمة الرعاية الصحية، المجهز بأحدث التقنيات والأنظمة الطبية المتطورة، عبر منظومة متكاملة قوامها 2200 عيادة ومستشفى، يعمل فيها أهم الاختصاصيين.

وأكد أن الإمارات ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه من تحقيق الإنجازات في كل المجالات، لولا الدور المحوري الذي لعبته المرأة الإماراتية التي تعد الشريك الرئيس في مسيرة البناء والتنمية في كل القطاعات والمجالات، لافتاً إلى تأسيس الوالدة أم الإمارات لأول جمعية نسائية بعد عامين فقط على التأسيس. وأكد أن تمكين المرأة الإماراتية لم يكن مجرد شعار، بل فعل حقيقي ظهرت نتائجه في كل مجالات العمل وقطاعات الإنتاج على مر السنوات الماضية حتى غدت بصماتها على كل إنجاز ونجاح حققته الدولة.

وقال سموه إن الإمارات استطاعت، بفضل حكمة قيادتها، التي رسخت موقعها دولةً محوريةً ذات مركز مرموق، أن تستقطب أفضل العقول وأكفأ المهارات والخبرات من كل دول العالم، لتشارك الدولة في بناء مسيرة التطور والنجاح، حتى رسخت مفهوماً جديداً أطلق عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الهجرة المعاكسة، إلى درجة ضاعف عدد السكان في دولة الإمارات 30 مرة منذ عام 1971. وتابع أن انفتاح الإمارات على العالم كان انعكاساً لانفتاحها وانسجامها مع نفسها، حتى باتت مركز جذب للكفاءات من كل أنحاء العالم.

وقال سموه إن بنيان الاتحاد المرصوص، وسياسة الإمارات الخارجية الإيجابية، جعلا لها مكاناً راسخاً في مصاف الدول، وهيأ لها علاقات احترام وصداقة مع نحو 147 دولة، يأتي منها أفضل النخب، لتثري تجربته وخبراته، كما يسهم في إثراء خبرات وقدرات أبناء البلاد، الأمر الذي مكن الدولة من بناء جسور المحبة والصداقة مع كل تلك الدول.

وانتقل سموه إلى شرح أهم ركائز الاقتصاد الإماراتي، الذي استطاع أن يعزز من مكانة البلاد ويقوي مركزها إقليمياً ودولياً، بعد أن تصاعد نحو 236 مرة منذ تأسيس الدولة. وقال سموه إن الإمارات استطاعت أن تكون شبكة جوية مزدحمة، وتحولت إلى مركز لوجستي عالمي للنقلين الجوي والبحري، نتيجة تمكن الدولة من تجهيز بنية تحتية متطورة عززت مكانتها كموقع ربط استراتيجي بين الشرق والغرب، يقوي الروابط والشراكات الاستراتيجية، بفضل ما أرسته الدولة من دعائم تشريعية واستراتيجيات تدعم النشاط الاقتصادي، وتكفل الحماية وترعى التنافسية. وأضاف أن الإمارات بفضل تبني الدولة سياسات استراتيجية محفزة ومنفتحة صارت مركز جذب للاستثمارات وبوابة للتجارة الإقليمية والعالمية حتى باتت المركز الرئيس لأكثر من 25% من مجموع الشركات الأهم والأكبر في العالم، البالغ عددها 500 شركة. وتابع أن الإمارات، بفضل التسهيلات والسياسات الاقتصادية المحفزة، غدت مقصدا للاستثمارات ورؤوس الأموال العالمية.

وذكر سموه سؤالاً طرحه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن الخيارات المطروحة، وماذا ستفعل الإمارات حين تصدّر آخر برميل نفط، مجيباً على سؤال سموه بأنها ستحتفل باستثمارها بشبابها واقتصادها المتنوع المصدر، واجتهادها في بناء اقتصاد المعرفة، وبمركزها المرموق عالمياً، وأكد أن استثمار الإمارات في بناء اقتصاد معرفي مستدام سيمكنها من تحقيق نقلة نوعية في مجال البحوث العلمية، ما سيسهم في تطوير كل المجالات الأخرى المهمة في كل من العلوم والطب والاتصالات والمعلوماتية والطيران، مشيراً إلى قرار الدولة إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية، الذي سيسهم بدوره في دعم البحوث الفضائية المتقدمة التي ستعزز من إمكانات الدولة وموقعها المهم.

وقال سموه إن النفط حالياً يمثل أقل من ثلث الناتج الوطني، فيما يمثل القطاع السياحي نحو 8.1% من مجمل الناتج، وذلك في وقت تنتج فيه الدولة نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط يومياً. وقال إن الإمارات تمكنت خلال الـ10 سنوات الماضية من أن تتصدر قائمة البلدان الأكثر إقبالاً وتميزاً سياحياً، مضيفاً أنها مركزاً لأهم الفعاليات الثقافية والترفيهية والسياحية، ما جعلها مركزاً سياحياً زاخراً.

وختم سموه بأنه من الصعب على أي إنسان أن يختزل قصة نجاح الإمارات أو أن يعرف من «نحن الإمارات» في جمل موجزة قصيرة ودقائق معدودة، لكن تلك قصة سطرت حروفها بتحدي المفاهيم النمطية، وقادها اتحاد سلمي احتضن أبناء التراب الواحد، وتميزت بدولة بعيدة النظر نسجت بدبلوماسيتها وحكمة أبنائها وقيادتها قصة مجد وتفانٍ وضعها في أعلى المراتب. وقال إن قيادة الإمارات استثمرت في الحاضر وفي المستقبل، وإن قصة نجاحها تحكي قصة تميز كل فرد عاش على أرضها، داعياً شباب الإمارات إلى مواصلة المثابرة وعدم التوقف عن الحل، معبراً عن اعتزازه وفخره بفريق عمل وزارة الخارجية، فقدم له الشكر على كل ما يبذله ليصل صوت الإمارات بقصة نجاحها وتحديها لكل العقبات والصعاب التي واجهتها في مسيرة بناء التطور.

«روضة».. انعكاس لروح شعب الإمارات


تطرق سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إلى مثل إماراتي في الطموح والعزيمة، من خلال قصة فتاة إماراتية تدعى، روضة راعي البوم، حيث استعرض سموه مقطعاً مصوراً لفتاة جامعية تطمح إلى أن تصبح سفيرة للدولة في الأمم المتحدة، وأنها لم تنتظر حتى تنهي دراستها لتبدأ العمل الميداني، بل أخذت زمام المبادرة وقامت خلال عطلاتها الدراسية برحلات إغاثة إنسانية إلى كل من ملاوي وكمبوديا، مع أنها دول لا يوجد فيها تمثيل دبلوماسي لدولة الإمارات. وأشار سموه إلى أن الفتاة الإماراتية المسلمة قامت بمساعدة المحتاجين وتقديم يد العون من خلال عدد من الحملات الإنسانية، كما أسهمت في بناء عدد من دور الأيتام وتقديم المعونات للفقراء. وأكد سموه أن (روضة) انعكاس لروح شعب الإمارات الكريم والمعطاء، مؤكداً أن أبناء الدولة لا تعيقهم الحواجز ولا تثقلهم الأعباء، وأنهم يرون في التحديات فرصاً للمبادرة والإنجاز.

المصدر: الإمارات اليوم