عمليات بحث مكثفة عن الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة

أخبار

تحركت غواصة مصرية يمكنها الوصول إلى 3 آلاف متر تحت سطح البحر أمس الأحد إلى موقع سقوط طائرة مصر للطيران في البحر المتوسط بحثاً عن الصندوقين الأسودين اللذين يمكن أن يفسرا أسباب الكارثة.

وطرح مجدداً احتمال تحطم الطائرة بسبب مشكلة تقنية بسبب عدم تبني أي تنظيم إسقاط الطائرة وبعد كشف معلومات عن صدور إنذار آلي بوجود دخان من الطائرة، بعد أن كان الخبراء يرجحون فرضية العمل الإرهابي.

وكشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الأحد أن «غواصة تستطيع أن تصل إلى ثلاثة آلاف متر تحت سطح البحر» مملوكة لوزارة البترول المصرية «تحركت في اتجاه منطقة سقوط الطائرة لأننا نسعى جاهدين إلى انتشال الصندوقين الأسودين» اللذين لم يتم بعد تحديد موقعهما ويتضمنان المعلومات التقنية والتسجيلات داخل قمرة قيادة الطائرة ويتيحان بالتالي معرفة أسباب تحطمها.

وذكرت مصادر أمريكية أن الولايات المتحدة ستشارك بغواصة أعماق في جهود البحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة المصرية المنكوبة.

ويقول الخبراء إن الصندوقين يصدران إشارات تحت المياه لمدة تتراوح بين أربعة وخمسة أسابيع وبعد ذلك تفرغ شحنة بطاريتيهما ولا يمكن بالتالي استخراج المعلومات المخزنة داخلهما.

ونشر الجيش المصري السبت على موقع فيس بوك فيديو لما تم العثور عليه أثناء عمليات البحث وتظهر فيه حقيبة أطفال وردية مزينة بفراشات وجزء من هيكل الطائرة ممزق وسترة نجاة مفتوحة. وكان طفل ورضيعان على متن الطائرة المنكوبة التي قضى كل ركابها ومن بينهم 30 مصرياً و15 فرنسياً.

وحتى مساء الجمعة، كانت الحكومة المصرية وكذلك غالبية الخبراء يرجحون فرضية الاعتداء بعد ستة أشهر من إعلان الفرع المصري لتنظيم القاعدة مسؤوليته عن تفجير طائرة روسية بعيد إقلاعها من مطار شرم الشيخ في جنوب سيناء ما أدى إلى مقتل جميع ركاب الطائرة ال 224. ولكن بعد ثلاثة أيام على المأساة لم يتبن أي تنظيم إسقاط طائرة مصر للطيران، ما أسهم في تراجع هذه الفرضية. ولم تشر رسالة صوتية من المتحدث باسم تنظيم «داعش» تم بثها مساء السبت إلى الطائرة المنكوبة.

ولم يكن الخبراء يتوقعون أن تتضمن هذه الرسالة اي شيء عن طائرة مصر للطيران إذ إن هذه الرسائل يتم تسجيلها قبل أيام بل أحياناً أسابيع من بثها. كما أن حساب الفرقان الذي بثها على تويتر لا ينشر بيانات تبني العمليات وإنما يتم بث هذه البيانات على حسابات تويتر للمسؤولين عن الدعاية في التنظيم.

ولكن عودة فرضية المشكلة التقنية يرجع بالأساس إلى الكشف السبت عن صدور إنذار آلي، لمدة ثلاث دقائق تقريباً يشير إلى دخان في مقدمة الطائرة وخلل فني في نظم التحكم الإلكترونية للطائرة. ورغم ذلك فانه لا يمكن استبعاد، بحسب الخبراء، احتمال أن يكون الدخان ناجماً عن حريق متعمد.

وعلقت وزارة الطيران المدني المصرية مساء السبت على صدور إنذار آلي بوجود دخان بأنه «من المبكر جداً إصدار حكم انطلاقاً من مصدر واحد للمعلومات مثل الإنذارات». وأضافت أن هذه الإنذارات «هي مؤشرات يمكن أن تكون لها أسباب مختلفة وبالتالي الأمر يحتاج إلى تحاليل معمقة أكثر».

وأكدت فرنسا مجدداً ان كل الاحتمالات لا تزال قيد الدرس حول ملابسات تحطم الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران في البحر المتوسط بعد التأكيد السبت على وجود دخان في مقدمة الطائرة قبل سقوطها.وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت إثر لقاء في باريس مع أسر الضحايا «في الوقت الحالي يتم درس كل الاحتمالات ولا نرجح أيا منها».

المصدر: الخليج