عميل مزدوج سابق في القاعدة: من المستحيل تصدي أجهزة الاستخبارات لـ «داعش»

منوعات

f46831edc8430bb1_w570_

اعتبر جهادي سابق في القاعدة وعميل مزدوج سابق لـ “سي آي أيه” أن على المسلمين بذل جهود أكثر لمواجهة التطرف داخل صفوفهم، ورأى أنه من شبه المستحيل التصدي لـ “الإسلاميين الذين يشنون هجمات منفردين”.

ففي مجال النزاع بين المتطرفين المسلمين وأجهزة الاستخبارات الغربية يعد مورتن ستورم مختصا لأنه تعامل مع الجانبين. وهذا الدنماركي المشاغب الذي اعتنق الإسلام في تسعينيات القرن الماضي البالغ من العمر 39 عاما، كان قد التحق بشبكات الجهاديين. ويروي الشاب الدنماركي هذه التجربة غير الاعتيادية في كتاب “عميل في قلب القاعدة” الذي قدم نسخته الفرنسية هذا الأسبوع في باريس.

وقال ستورم في حديث لوكالة فرانس برس إن “الحكومات الأوروبية تعيش في حالة إنكار، كشخص مدمن على الكحول يرفض أن يعترف بأن لديه مشكلة إدمان. لدينا مشكلة وعلينا مواجهتها بصدق”. ويعتبر أن تصريحات بعض الحكومات الغربية (…) تقوض جهود الذين يطالبون بنسخة أكثر اعتدالا من الدين الإسلامي.

وقال ستورم “إن صمت بعض المسلمين الذين لا يفعلون شيئا لمواجهة تنظيم داعش قد يفضي إلى حرب تنتشر في منطقة الشرق الأوسط برمتها”، في إشارة إلى هذا التنظيم المتطرف الموجود في سورية والعراق. وأشار أيضا إلى الصعوبة في رصد الأشخاص الذين انجروا إلى التطرف وأولئك “الذين يشنون هجمات منفردين”. وأضاف “من الصعب جدا تفادي الهجمات التي يشنها أشخاص بمفردهم. عليكم أن تفهموا ماذا يدور في عقل شخص يتغير بين ليلة وضحاها من مؤمن يقصد المسجد كل يوم إلى شخص يطعن أو يحاول صدم شخص بسيارته. من الصعب جدا لا بل من المستحيل تصدي أجهزة الاستخبارات لهذه الظاهرة”.

وقرار ستورم الابتعاد عن الجهاد ناجم عن عدم قدرته على الالتحاق بالإسلاميين الشباب في الصومال. وقال “وكأنه تم اختيارك لكأس العالم لكرة القدم واستبعادك في اللحظة الأخيرة”، موضحا أن خيبته دفعته إلى طرح تساؤلات حول عقيدته الجهادية. وبعد أشهر من التأمل تخلى عن فكرة الجهاد وأصبح جاسوسا لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وجهاز إم آي 6 البريطاني وأجهزة الاستخبارات الدنماركية لرصد مكان كبار القادة الجهاديين وقتلهم.

وأكد أن جهوده أتاحت القضاء على أنور العولقي الإمام الأمريكي من أصل يمني الذي أصبح من قادة تنظيم القاعدة في اليمن وقتل في غارة شنتها طائرة أمريكية من دون طيار في أيلول (سبتمبر) 2011. وقد يكون ستورم نظم أيضا سفر كرواتية في الـ 32 اعتقنت الإسلام، إلى اليمن لتصبح الزوجة الثالثة للعولقي. لكن علاقاته مع أجهزة الاستخبارات سرعان ما تدهورت. فقد رفض البريطانيون والدنماركيون المشاركة في عمليات اغتيال أشخاص محددين ورفضت “سي آي أيه” وفقا لستورم أن تدفع له مبلغ الخمسة ملايين دولار للمساعدة التي قدمها في تحديد مكان العولقي.

وأكد أن الوكالة الأمريكية حاولت حتى القضاء عليه، ما حمله على كشف قصته ليحمي نفسه. وأضاف “ليس للعملاء أي حقوق. يتم استخدامنا ثم يتم التخلي عنا”. وساعد بول كروكشانك وتيم ليستر الصحافيان في قناة “سي إن إن” الأمريكية المتخصصان في قضايا الإرهاب ستورم على وضع كتابه وأكدا بعض العناصر في روايته. ورفضت وكالات الاستخبارات من جهتها التعليق على الموضوع.

وكانت الدنمارك قد كشفت الخميس عن خطة لمكافحة الإرهاب تصل قيمتها إلى 130 مليون يورو، بعد أقل من أسبوع على تعرضها لهجمات أوقعت قتيلين. والخطة التي تم تحضيرها قبل الاعتداءات، ستسمح لأجهزة الاستخبارات بمراقبة أفضل للدنماركيين الذين قد يتوجهون للانضمام إلى منظمات متطرفة مثل تنظيم داعش، أو أيضا “مواجهة الفكر المتطرف في السجون”، كما أوضحت هيلي ثورنينغ ــ شميت رئيسة الحكومة. وأضافت رئيسة الوزراء في مؤتمر صحافي في كوبنهاجن “سنعمل بما يجعل أجهزة الاستخبارات قادرة على مراقبة الدنماركيين الذين يتوجهون إلى الخارج للمشاركة في أنشطة متطرفة”.

وتم تخصيص قرابة نصف الأموال الواردة في هذه الخطة على مدى أربعة أعوام، للاستخبارات العسكرية، وخصوصا لعمليات المراقبة خارج الحدود. وبالنسبة إلى عدد السكان، فإن الدنمارك تأتي بعد بلجيكا وتعد الدولة الثانية التي ينطلق منها عدد كبير من الجهاديين إلى سورية والعراق. ويعود الكثيرون منهم، وتخشى الحكومة على غرار نظيراتها في أوروبا أن يهاجموا مواطنيهم.

المصدر: الاقتصادية