سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

عندكم «فلس»!

آراء

أحب سعد «الدراسات التجارية»، وأراد استكمال دراسته في بلده بجامعة الكويت، لكنه لم يحصل على المعدل المطلوب للقبول، فقرر الاتجاه جنوباً نحو بلده الثاني الإمارات، وبالتحديد جامعة الشارقة، حينها قال لأهله، وكان هذا في عام 2002: «سأذهب لعام واحد فقط وسأعود بعد الانتهاء من السنة التحضيرية»، ولم يكن يدري أن القدر قد كتب له أن يبقى هنا إلى هذا اليوم، درس في الإمارات، وعمل فيها، وتزوج منها، فمنْ لا يحب الإمارات؟!

بدأ سعد دراسته في كلية الاتصال (علاقات عامة) ولم يكتفِ بالدراسة فقط، بل عمل على اكتساب مهارات حيوية واجتماعية. قال لي سعد: «كنت أريد أن أعود إلى الكويت ويدي اليمنى تحمل شهادة علمية، واليسرى تحمل مهارة مكتسبة»!

طرق سعد، وهو في التاسعة عشرة من عمره، بابَ التجارة، وجد حاجة الطلبة إلى من يغسل ويكوي ملابسهم فقام بافتتاح مصبغة، ثمّ اضطر ــ بسبب بعض العوائق القانونية ــ إلى أن يقوم بالغسيل والكي والتوصيل بنفسه، وحينما ضاق عليه الوقت، بين عمل ودراسة، أقفل المشروع بعد سنة من افتتاحه!

يدين سعد إلى «الغربة» بفضل اعتماده على نفسه، فمنذ وصوله إلى الإمارات انقلب حاله من الاعتماد الكلي على أهله إلى الاعتماد الكلي على نفسه! وهنا يقول: «بدأت أعي أهمية (الثقافة المالية) لدى الفرد، وأن المرء ليس بما يملك وإنما بكيفية إدارته لما يملك»!

تبلورت فكرة «فلس بلانيت» في وجدانه خلال تلك المرحلة، فأراد أن يقيمها على أسس متينة، فشارك في مسابقة Acumen لريادة الأعمال المجتمعية، واستفاد من المعايير العلمية للجنة التحكيم، ثم سافر إلى أميركا وأسكتلندا وإنجلترا للاطلاع على أفضل الممارسات، وبعد ذلك اشترك مع برنامج «وطني»، كان يجري تطبيقه تجريبياً، وقبل سبعة أشهر انطلق المشروع رسمياً في دبي، حيث أقام 15 برنامج توعية للأطفال (بين 7 و17 عاماً)، وشارك في برامجه العشرات من أولياء أمور الأطفال أيضاً.

إنه مشروع فريد لدعم الجيل الجديد، فمن يُرِدْ تعليمَ ابنه «الثقافة المالية» فعندكم «فلس بلانيت»!

المصدر: الإمارات اليوم

http://www.emaratalyoum.com/opinion/2014-09-11-1.708453