علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

عن قينان وطاريه: حرية التعبير

آراء

لا أعرف سبباً لركضي الدائم إلى القلم والورقة كلما تابعت مقابلة مع الصديق الغالي، قينان الغامدي. ربما كان السبب “طاريه” وطواريه، وربما كان أيضاً حجم الأحجار التي يلقيها في البحيرة. ربما كان السبب دافع الحب وربما كان الرغبة في سداد شيء من ديون قديمة تحملتها من أبي عبدالله من يوم معرفتنا الأولى حتى اللحظة. لكن أبا عبدالله مع الصديق المشترك، علي العلياني، تجاوز كل أسئلة المحاكمة وسأعتب عليه أنه اضطر إلى “الدبل” وهو يجامل السؤال الأخطر عن قياسات حرية التعبير، وكأنه يهرب إلى الأمام بحجج لم تبدُ لي مقنعة كصديق أولاً وثانياً ككاتب أعرف فوارق المسطرة والسقف ما بين زمنين. وجميل جداً صديقي الأثير أننا نناقش مصطلحاً كحرية التعبير، وسقف الحرية علناً وفي الهواء الطلق مثلما أنت تتحدث عنه في التلفزيون وأنا أكتب “حالته” اليوم بشفافية ووضوح.

ومع هذا أبا عبدالله فنقاشنا المفتوح العلني حول “الحرية وسقفها” يشبه نقاش عائلتنا الجبلية في قصتها الأسطورية عن “لحمة العيد” وهل تطبخها في القدر أو “التنور” لكنها عندما صعدت إلى سطح المنزل لم تجد من اللحمة إلا ما تبقى من العظام: بقي لها من الأسئلة: من هو الفاعل، وكيف ولماذا؟

يعرف الصديق الغالي قينان الغامدي أنه يحمل لقب صاحب السعادة “رؤساء” التحرير مثلما ضرب رقماً قياسياً وهو يتنقل بين خمس وسائط إعلامية في عقد من الزمن، وأنا لن أجامل من دفعني للجرأة إن قلت إنني أخشى على “مارادونا” الصحافة السعودية أن يظن أن مسطرة الحرية هي الحرية بالانتقال من مطبوعة إلى الأخرى. يعرف صديقي أن جواهر الكتاب الكبار تنتقل خلفه من مكان لمكان مثل كبار النحل مع “الملكة”، ولكنهم يختفون تماماً كلما اضطرت “ملكة النحل” للبيات، وفي هذا التشبيه رمزية بالغة الدلالة على مسطرة وسقف، وأيضاً قاع وجدران الحرية. أما عن قولك أبا عبدالله أن تجربتك في “الشرق” كانت أكثر مغامرة وتشويقاً من تجربتك مع “الوطن” فسأقبلها منك ولكن من باب الإعلان والدعاية لآخر مولود ينظر له الأب بعطف وشفقة. أنت مع الوطن مثل “مارادونا” مع “نابولي” حين أخذه من المجهول إلى كل الألقاب والأرقام، “وهي وأنت” لن تنسيا فضل كل منكما على مسيرة الآخر. بمثال تقريبي آخر “أنت والوطن” مثل محمد نور والاتحاد: صحيح أنه قفز مع النصر إلى بطولة بعد غياب طوووويل لكنه كما يشاع، ومن باب النسيان يذهب لتمارين النصر بالأصفر والأسود “المقلم”. دمت لنا منارة لكل لغة أنيقة ساحرة.

المصدر: الوطن أون لاين